لماذا ابتعدت ميليشيا "نواف البشير" عن إيران وارتمت في أحضان نظام أسد وروسيا؟

لماذا ابتعدت ميليشيا "نواف البشير" عن إيران وارتمت في أحضان نظام أسد وروسيا؟
يبدو أن الأوضاع الأخيرة التي باتت تعيشها ميليشيات إيران في سوريا، من ضعف في التمويل واستهداف متواصل من قبل المقاتلات الإسرائيلية ومقاتلات التحالف الدولي، دفع العديد من الميليشيات التي أعلنت الولاء لإيران لاتخاذ مسافة أمان منها، وذلك في محاولة من تلك الميليشيات إبقاء نفسها في مأمن و بعيداً عن العواصف المتتالية التي تمر بها الميليشيات الإيرانية في سوريا مع استمرار الولاء لإيران.

وقالت مصادر خاصة في دير الزور لـ "أورينت نت"، إن ميليشيا أسود العشائر التي يقودها المدعو نواف البشير وهو أحد شيوخ قبيلة "البقارة"، وأحد أبرز المتنقلين من صفوف الثورة إلى أحضان النظام، مروراً بتأييده لداعش والنصرة، تلقت أوامر بتغيير راياتها ورفع رايات أخرى جديدة فوق مقراتها المنتشرة في مناطق البادية السورية، وصولاً إلى مثلث أرياف (حلب  - الرقة - حماة)، حيث شهد الأسبوع الماضي انسحابات متتالية للميليشيا من حواجزها المنتشرة على أوتوستراد (ريف حمص الشرقي - ريف الرقة - دير الزور).

وأضافت المصادر "انسحاب "أسود العشائر" جاء بعد اجتماع عقده البشير مع قيادات من الحرس الثوري الإيراني وضباط في ميليشيا أسد بمدينة الموحسن بريف دير الزور قبل أيام، وقد تم اتخاذ قرار بدمج ميليشيا أسود العشائر ضمن صفوف ميليشيا الدفاع المحلي، وتحويل دفة الميليشيات التي كانت سابقاً تتولى حراسة الطرق الرئيسية الممتدة من أرياف دمشق وحمص وصولاً إلى مناطق الجزيرة، للعمل داخل المدن والمناطق في أرياف دير الزور والحسكة والرقة".

تغيير رايات

وبحسب المصادر فإنه وبعد الاجتماع، تم إزالة جميع رايات الميليشيا من على المقرات، وتم رفع رايات "قوات الدفاع المحلي" والتي شكلتها إيران في وقت سابق عبر تجميع الميليشيات في عدة محافظات أبرزها حلب والرقة ودير الزور، مشيرة إلى عملية الدمج هذه تأتي في نطاق إعادة هيكلة الميليشيات الموالية لإيران في المنطقة.

وأكدت شبكة "فرات بوست" الخبر في منشور لها على صفحتها في فيسبوك وجاء فيه: "استبدال البطاقات التعريفية القديمة لعناصر ميليشيا " أسود العشائر " التي يتزعمها نواف البشير في مناطق سيطرة نظام أسد بمحافظة دير الزور ببطاقات ليزرية جديدة باسم "قوات الدفاع المحلي".

وأشارت إلى أن البطاقات التعريفية القديمة كانت ممهورة بخاتم لجنة الأصدقاء العاملة تحت قيادة الميليشيات الإيرانية.

تمويه وتحضيرات

ووفقاً للمصادر فإن الهدف الأول من هذه العملية، هو محاولات إيرانية جديدة لإقحام ميليشياتها الموالية لها في صفوف ميليشيا أسد، سيما وأن المواقع الإيرانية باتت أهدافاً مكشوفة للطائرات الإسرائيلية، كما أن المعارك الأخيرة التي شهدتها مدينة القامشلي، دفعت إيران لحشد قواتها مرة أخرى، حيث تريد أن تكون هذه القوات مكونة من (سوريين موالين لها)، وذلك من أجل سهولة إقحامهم في المدن السورية وبين السوريين مع ضمان نفوذها فيها.

فيما ترى مصادر أخرى أن دمج ميليشيا "البشير" ضمن "الدفاع المحلي"، هو بداية لخروج الميليشيا من المعسكر الإيراني ولكن دون صدام مع "الحرس الثوري" والميليشيات الأخرى، وأن إزالة راياتها وانضوائها ضمن الميليشيا الجديدة، يأتي كخطوة تمهيدية من أجل نقل عناصرها إلى ميليشيات أخرى تبدي الولاء للروس، سيما وأنهم باتوا أصحاب النفوذ الأكبر في البلاد، ويتحكمون في جميع المسارات السياسية والعسكرية.

كيف تشكلت قوات الدفاع المحلي؟

وتشكلت ميليشيا قوات الدفاع المحلي، من خلال تجنيد إيران لمقاتلين من محافظات حلب ودير الزور والرقة تحت مسمى "قوات الدفاع المحلي" التي تعتبر جزءاً من ميليشيا أسد وقد وصل تعداد قواتها إلى أكثر من خمسين ألف مقاتل. 

ومن أبرز الميليشيات ضمن هذا الهيكل (كتائب النيرب/العمليات الخاصة، وفيلق السفيرة، وميليشيا الباقر، وكتائب نبل والزهراء، وقوات القاطرجي، وأخيراً أسود العشائر).

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات