مذكرات خدام4: عندما غضب حافظ الأسد من إعطاء الإيرانيين لحزب الله قيمة أكبر من حجمه

مذكرات خدام4: عندما غضب حافظ الأسد من إعطاء الإيرانيين لحزب الله قيمة أكبر من حجمه
نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم الخميس الحلقة الرابعة من مذكرات نائب رأس النظام في سوريا حافظ الأسد حول الاقتتال المسلح بين الأحزاب اللبنانية المتناحرة الذي عمّ في بيروت الغربية بين أواسط الثمانينات وتورط ميليشيا "حزب الله" في عمليات قتل ونهب خلال تلك الفترة.

حيث تزعمت حركة "أمل" الشيعية الصدامات مع باقي الأحزاب، أبرزها حزب المرابطون والحزب التقدمي الاشتراكي، إضافة إلى فتحة جبهة حرب مع المخيمات، إلى جانب اقتتاله مع ميليشيا "حزب الله أواخر عام 1986 ومطلع عام 1987.

وبإيعاز من رأس النظام آنذاك، حافظ الأسد، اتخذ قرارا ببدء عملية أمنية واسعة من قبل ميليشيات أسد في بيروت الغربية، وعليه أغلقت مقرات جميع الأحزاب المتناحرة، وصودر سلاحها من مقراتها. وخلال تلك العملية توجه عناصر من ميليشيات أسد إلى إحدى الثكنات التابعة لميليشيا «حزب الله» في بيروت، والمعروفة باسم «ثكنة فتح الله»، وطلبت منهم إخلاء المقر وتسليم أسلحتهم.

رضخ عناصر الحزب لمطالب ميليشيا أسد، فأحرقوا الثكنة وسمحوا للعناصر بالدخول إليها، ليبدأ فجأة إطلاق نار كثيف باتجاه عناصر ميليشيات أسد، فتقل 22 عنصراً من كلا الطرفين، وانتهى الأمر بأن استولت ميليشيات أسد على الثكنة.

وعليه، تدخلت طهران على خط الوساطة بين نظام أسد وميليشيا "حزب الله، عبر السفير الإيراني في دمشق وقتئذ "أختري"، حيث توجه الأخير في الثالث من مارس (آذار) 1987 لمقابلة عبد الحليم خدام لـ"مناقشة بعض الأمور".

واستهلّ خدام حديثه بتوبيخ السفير حول ماجاء من تصريحات وزير الخارجية الإيراني آنذاك، علي ولايتي، ومير موسوي اللذين اتهما كل من يستهدف حزب الله بأنه يخدم واشنطن وتل أبيب.

وعرّج خدام على تغاضي نظام أسد عن "كل العمليات السيئة" التي ارتكبها عناصر ميليشيا الحزب منذ بدايات تأسيسه، وتستر نظام أسد عنه بداعي "الصداقة" بين الطرفين، مشيراً إلى مسارعة نظام أسد لمعاقبة "كل من يتفوّه بكلمة واحدة ضد إيران ووضعه في السجن"، و"التعامل بشدّة مع أي فئة تنتقد طهران" بذريعة "الحرص على العلاقات بين البلدين"، وعلى حد وصفه.

وشدد خدّام خلال توبيخه السفير الإيراني بدمشق أن قرار إرسال ميليشيات أسد لفض النزاع المسلح في بيروت الغربية جاء بعيد "استجداء شخصيات لبنانية تابعة للثنائي الشيعي في البلاد" لوضع خطة أمنية حظيت بموافقة الجميع، بمن فيهم "حزب الله".

لكن، وبحسب خدّام، عندما باشرت ميليشيات أسد بتنفيذ العملية الأمنية المتفق عليها لدخول حي البسطة، رفض "حزب الله" التسليم، وقال إنه سيحتفظ بمركز فتح الله لأعماله الأمنية.

وأعاد خدّام على مسامع السفير جانباً من الحوار الذي دار بين ميليشيا حزب الله وعناصر من ميليشيا أسد في الحي؛ قيل لعناصر حزب الله "إذا بقيتم فسيبقى الآخرون، وبالتالي تتحملون مسؤولية استمرار الوضع في المدينة"، فقالوا "نحوله من ثكنة إلى مركز علمي". ليأتيهم الرد بـأن "كل الأحزاب أغلقت أبوابها في بيروت، وعندما يجري ترتيب الوضع تُدرس مسألة فتح المكاتب للأحزاب في ضوء الوضع الأمني"، عادوا وقالوا: "نريد أن نحولها إلى حسينية".

وتم توجيه إنذار لهم لإخلاء المكان. بعد ذلك قالوا: (سنسلم وسنستجيب لتنفيذ الخطة). أحرقوا الثكنة وقالوا: (تفضلوا). دخل الجنود السوريون، وبعد دخولهم مباشرة أطفِئَت الأنوار وبدأ إطلاق النار من الأبنية المجاورة ضد الجنود، واستدرك قائلاً "لم يتوقع أحد أن تطلق نيران غزيرة على الجنود".

من جانبه، نفى السفير الإيراني أختري علاقة حزب الله بتنفيذ عمليات خطف بحق بعض الأقليات الدينية في لبنان، ثم عاود خدّام بسؤاله عن عماد مغنية، أحد أبرز القادة العسكريين في حزب الله والذي جرى اغتياله بدمشق بسيارة مفخخة عام 2008.

وعاود خدّام توجيه صفعات كلامية للسفير حول ممارسات ميليشيا حزب الله في لبنان غير المشروعة؛ من بينها انخراطه في خطف بعض المسيحيين في لبنان بعد ضوء أخضر من طهران، كان آخرهم النائب في البرلمان عن مدينة طرابلس جان عبيد، والذي توفي مؤخراً بسبب فيروس كورونا المستجد.

كما حذّر خدّام السفير الإيراني من اختراق أطراف لميليشيا "حزب الله"، وهم عناصر سابقة كانت منخرطة في حركة "فتح" الفلسطينية التابعة لياسر عرفات، ومن قبل جماعة العراق، ومن قِبل المكتب الثاني اللبناني.

وعرف عن مغنية أنه أحد أبرز العناصر في حركة فتح الفلسطينية ولعب دوراً في نقل السلاح إلى حركتي أمل و"حزب الله" اللبنانيتين أواسط الثمانينات بداعي المقاومة.

لكن السفير نكر معرفة بلاده بعماد مغنية قائلاً "«أنا لم أجتمع به ولا أعرفه، وحسب معلوماتي فهو ليس من التشكيلات، وليس من "حزب الله". فرد عليه عبد الحليم خدّام "أقبل كلامك".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات