مبادرة رمضانية
"لطالما كنت أتمنى مساعدة النازحين ولو بشيء بسيط" هكذا بدأ (ثائر حمادة) صاحب فكرة مبادرة الحلاقة المجانية حديثه معنا قائلاً "أحببت أن نترك بصمة إنسانية لأطفال المخيمات في شهر رمضان، من خلال إطلاق مبادرتنا الحلاقة المجانية، وطرحت الفكرة على أخي محمد وصديقي عنتر لطوف اللذين يعملان بالحلاقة أيضاً خلال سهرة اعتيادية، لتوسعة الفكرة وتعميم الفائدة، ووافقوا فوراً وبدأنا بالتخطيط للمبادرة وتنفيذها بالشكل المناسب" وبالحديث عن الخطط الأولية للمبادرة أفادنا (محمد حمادة) صاحب صالون حلاقة "بعد موافقتنا على فكرة الحلاقة المجانية للأطفال أنشأنا مجموعة واتس اب لتوحيد الأفكار والجهود ووضع خطط لاستهداف المخيمات القريبة من بلدتنا حزانو في ريف إدلب الشمالي ولتحديد الأوقات والأيام التي نزور خلالها أطفال المخيمات للتخفيف عن أهلهم مشقة القدوم إلى البلدات المجاورة لصالونات الحلاقة، وإسعادهم ".
الانطلاقة الأولى
ومع تحديد المخيمات التي يستطيع المبادرون تغطيتها، ينطلق كل من ثائر ومحمد وعنتر على دراجاتهم النارية إليها بعد التنسيق مع مسؤوليها ضمن إحدى الساحات القريبة منها، للبدء بتجهيز المكان والحلاقة للأطفال بحسب رغباتهم" وحول هذا الأمر تحدث لأورينت نت (عنتر لطوف) أحد المبادرين وصاحب صالون حلاقة في بلدة حزانو "بدأنا من أول يوم بشهر رمضان المبارك بتغطية مخيم واحد يومياً لتقديم الحلاقة المجانية للأطفال، من ساعات الصباح الأولى وحتى العصر وبعدها نقوم بافتتاح صالوناتنا أمام النازحين أيضاً، ووضعنا لافتات بعنوان "الحلاقة المجانية لأطفال المخيمات خلال شهر رمضان المبارك" لتخديم أكبر عدد من الأطفال وزرع الابتسامة على وجوههم البريئة والتخفيف عنهم وطأة النزوح".
أثر إيجابي
في إحدى ساحات المخيمات العشوائية تجمهر عشرات الأطفال حول الحلاقين الثلاثة الذين جهزوا معداتهم الخاصة بالحلاقة معتمدين على طاقة بطاريات درجاتهم النارية ضمن صالون حلاقة في الهواء الطلق، وسط ضحكات الأطفال وسعادة الأهالي بهم".
"جزاكم الله خيراً" هكذا حدثنا (سعيد أبو محمد) أحد سكان مخيم الكرم بالقرب من بلدة حزانو "خطوة جديدة من نوعها كان لها دور في إسعاد الأطفال في شهر رمضان والتخفيف عن الأهل تكلفة الذهاب لصالونات الحلاقة كون معظمهم يعاني من أوضاع معيشية صعبة جداً، فأنا على سبيل المثال عندي أربعة أطفال حلقوا مجاناً وأزاحوا عني هم تأمين أربعين ليرة تركية أجرة لحلاقتهم "والحمد لله" وغيري الكثير على هذا النمط" من جهته ابتسم لنا الطفل (عمر) النازح من ريف حماة الشرقي وسط إعجاب أصدقائه بتسريحته الجديدة وعبارات "نعيماً" وقال يسلموا يا عمو شكرا الك هلق صار فينا نعيد ونحنا مبسوطين".
رسالة.. وتضامن
سعادة غامرة تعلو همم الحلاقين الثلاثة في كل يوم يقومون بتقديم المساعدة للأطفال سواء في المخيمات أو في صالوناتهم الخاصة، يبتغون الأجر والثواب من الله عز وجل، وأنهم مع النازحين في أوقاتهم الصعبة، ويقدمون رسالة تضامن وتكافل رائعة ما بين شعب ضيف وآخر مضيف، جمعهم حب الخير المشترك، الأمر الذي أكده لنا (ثائر حمادة) بقوله "شعوري لا يكاد يوصف من حجم السعادة التي تنتابني وأنا أقدم ما أستطيعه للأطفال وخاصة مع" بوسات" الشكر وعبارات البراءة منهم وكلمات الثناء والتقدير من أهلهم، وسوف أكرر هذه المبادرة في كل فترة ولن أجعلها مرتبطة بشهر معين أو مناسبة معينة، فتقديم الخير لا يحتاج لزمان ومكان مخصص".
من جهته لفت (محمد حمادة) "إلى أهمية مثل هذه المبادرات في تجسيد روح التضامن والتعاون بين المقيمين والنازحين بالدرجة الأولى، كونه لا يوجد أي قرق بينهما" وأعرب (عنتر لطوف) "عن تمنيه لكل من يستطيع تقديم المساعدة والخير أن يبادر من تلقاء نفسه ولو كان بالشيء البسيط لخدمة النازحين في شتى المجالات كون العمل الإنساني لا يقتصر على جهة معينة أو مجال محدد، خاصة وأن سكان المخيمات يفتقدون إلى أدنى مقومات الحياة ويحتاجون أي شيء يمكن أن يخفف عنهم مرارة النزوح وألمه ويشعرهم "أن الدنيا لسا بخير".
التعليقات (0)