ابن السويداء "نبيل خير" شاهد جديد على إجرام أسد الذي رفض إخراجه حياً من معتقلاته

ابن السويداء "نبيل خير" شاهد جديد على إجرام أسد الذي رفض إخراجه حياً من معتقلاته
توفي أمس الجمعة، "نبيل خير" أحد أبناء محافظة السويداء، والمعتقل في سجون نظام أسد منذ 30 عاما، بعد اتهامات عديدة وجهت له من قبل "المخابرات" إلا أن عائلته وصفت التهم بالكيدية، مشيرة إلى أنه اعتقل بسبب آرائه السياسية. 

وتلقت عائلة "نبيل" نبأ وفاته في مشفى السويداء الوطني إثر وعكة صحية، بعد أيام من إسعافه من سجن السويداء المركزي، حيث كان يمضي فترة حكمه بالسجن المؤبد.

ونقل موقع "السويداء 24" عن مصدر مقرب من المتوفى قوله: إن مخابرات أسد اعتقلت نبيل عام 1991، عندما كان متوجهاً لعمله في لبنان، أثناء فترة وجود "الجيش السوري" هناك، مشيراً إلى أن جهاز "المخابرات العسكرية" كان مسؤولاً عن اعتقاله، بسبب تقارير أمنية، تقول عائلته إنها كيدية.

وأضاف المصدر أنه بعد اعتقال "نبيل" في لبنان تم تحويله إلى فرع فلسطين في دمشق، أمضى فيه 6 أشهر وتعرض لعمليات تعذيب قاسية، قبل أن يتم تحويله إلى محكمة الميدان العسكري، حيث وجهت له عدة تهم منها الانضمام إلى "جيش لحد" والتعاون مع جهات معادية.

وأشار إلى أن نبيل” لم يتمكن من توكيل محامٍ أو الدفاع عن نفسه، منوها إلى أن محكمة الميدان حكمت عليه بالإعدام، ثم تراجعت عن الحكم إلى السجن المؤبد، وتم تحويله إلى سجن صيدنايا ليقضي فيه حوالي 20 عاماً.

وفي عام 2011 تم نقله إلى سجن السويداء المركزي، ليمضي فيه بقية حياته، على الرغم من تدهور حالته الصحية ومرضه في السجن خلال السنوات الأخيرة من حياته، إلا أن السلطات السورية رفضت جميع طلباته بإعادة محاكمته، كما لم يتم تشميله في أي عفو، بحسب المصدر نفسه.

ويعد سجن صيدنايا من أكبر سجون سوريا وأفظعها وأسوئها سمعة، فقد وصفته منظمة العفو الدولية بأنه "مسلخ بشري"، وتتولى إدارته الشرطة العسكرية، وعرف منذ تشييده عام 1987 بأنه "سجن عسكري"، لكنه في الواقع معتقل لمئات من السياسيين السوريين.

آراؤه السياسية

وأكد المصدر أنه رغم جميع المحاولات من قبل زعيم الطائفة الدرزية الشيخ حكمت الهجري في المحافظة للمطالبة بإعادة محاكمته لا سيما وأن عائلته كانت متمسكة ببراءته من التهم الموجهة له، وتعتبر أن اعتقاله كان بسبب آرائه السياسية، إلا نظام أسد لم يستجب لهذه المطالب.

وحملت "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا" نظام أسد مسؤولية وفاته بسبب تعسفه في اعتقاله ورفض كل الطلبات التي قدمها لإعادة محاكمته أو منحه عفواً عن ربع المدة وعدم شموله بأي لجنة عفو خاص نتيجة وضعه الصحي.

ونبيل خير من مواليد عام 1967، وينحدر من بلدة قنوات في ريف السويداء، ونشأ وترعرع في قرية “عرمون” في جبل لبنان، قبل أن تعتقله مخابرات أسد وعمره 24 عاماً، حيث أمضى بقية حياته في السجن.

أبشع أنواع التعذيب

وعلق الكاتب والصحفي ماهر شرف الدين على وفاة "نبيل" فكتب على صفحته في "فيسبوك": " بعد اعتقال دام 30 سنة، رحيل المعتقل السياسي نبيل غالب خير (مواليد 1967). الشهيد من بلدة قنوات في السويداء وهو معتقل منذ ثلاثين عاماً (تاريخ الاعتقال 4 حزيران 1991). أمضى منها 14 عاماً في سجن صيدنايا.. تعرَّض خير لأبشع أنواع التعذيب في "فرع فلسطين"، وكُسِر فكُّه وفقدَ مجموعة من أسنانه نتيجة الضرب والدوس بالأقدام، بحسب "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا.. تمَّ نقل خير إلى سجن السويداء المركزي بتاريخ 25 حزيران 2011، أي بعد انطلاق الثورة السورية وإفراغ سجن صيدنايا من معتقليه القدامى، وبقي فيه إلى أن وافته المنية.. الرحمة والسلام لروحه ولأرواح جميع الشهداء".

قصة مشابهة

وتعتبر حالة "نبيل" واحدة من حالات لا تعد ولا تحصى لمعتقلين في سجون أسد، فمنذ أيام قليلة نعت رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا قبل عدة أيام، المعتقل الفلسطيني الذي يحمل الجنسية الأردنية نايف حماد سعيد داخل زنازين ميليشيا أسد وذلك بعد مرور أكثر من ربع قرن على اعتقاله.

وقالت الرابطة إن المعتقل السياسي نايف حماد سعيد، توفي في نيسان الجاري، داخل سجن عدرا، بعد قضائه 26 عاماً دون تهمة واضحة، مشيرة إلى أن مخابرات أسد اعتقلت سعيد في عام 1995، وأودعته في سجن صيدنايا لمدة عشر سنوات، دون أن تسمح له بتوكيل محام أو بالزيارة أو التواصل مع العالم الخارجي، تعرض فيها لأسوأ أنواع التعذيب وسوء المعاملة بالإضافة لقضائه قرابة عام داخل السجن الانفرادي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات