كيف حوّلت ميليشيا أسد قرار توزيع المحروقات الجديد إلى وسيلة نهب "علنية"؟

كيف حوّلت ميليشيا أسد قرار توزيع المحروقات الجديد إلى وسيلة نهب "علنية"؟
بعد أيام فقط من إصداره قراراً ينص على إتاحة منح مخصصات المحروقات للمواطنين عن طريق أي محطة في منطقتهم، وذلك عبر تقسيم كل محافظة لمجموعات، بدأت ميليشيات أسد بالالتفاف على المرسوم عبر سماسرة وموظفين وعمال في محطات الوقود.

و حصل موقع أورينت نت على معلومات حول مواطنين خسروا مخصصاتهم من المحروقات دون أن يحصلوا على لتر واحد منها.

وجاء القرار الجديد بحجة تخفيف الطوابير التي رصدتها وسائل الإعلام في سوريا (معارضة وموالاة) ووسائل الإعلام العربية وحتى الدولية منها، حيث انتشرت العديد من الفيديوهات لمئات السيارات وهي تصطف أمام إحدى محطات الوقود الواقعة في حي الميدان بمدينة حلب، وقد وصل الطابور الذي بلغ طوله كيلومترات عدة حتى حي بستان الباشا المجاور.

المخصصات المنهوبة

وقالت مصادر خاصة من حلب لـ أورينت نت، إن "عمال بعض المحطات، استولوا على مخصصات العديد من المدنيين، عبر التذرع بأن أسماءهم وردت في سجلات محطات أخرى، وأن مخصصاتهم قد تم استلامها بالفعل وهو ما لم يحدث، حيث شهدت المدينة عدة حالات من هذا النوع، وقد كانت الذرائع نفسها في كل مرة (أنت مستلم مخصصاتك من محطة تانية)".

تضيف المصادر: "تم رصد عدة حالات من هذا النوع في محطات (الشياح قرب حي الفرقان، وبارون وسط المدينة و Express Tankstelle قرب حي الحمدانية على طريق المحلّق)، حيث تم حرمان نحو 50 شخصاً من مخصصاتهم في تلك المحطات بدعوى حصولهم عليها من محطات أخرى"، مشيرة إلى أن هذه الذريعة ما هي إلا التفاف على القرار الجديد أو تحقيق لمآرب نظام أسد الخفية عبر هكذا قرارات".

طقوس التشبيح والتشليح

وفقاً للمصادر فإن عمال بعض المحطات هددوا المواطنين بالاعتقال ومارسوا عليهم طقوساً من التشبيح، فبسبب الازدحام الذي لم يتغير على المحطات بدأ عمال المحطات بتوجيه الشتائم للجميع ، فيما هدد بعضهم باستقدام دوريات حفظ النظام لاعتقال من لا يلتزم بـ (الطابور)، في وقت أكدت المصادر أن سيارات الشبيحة وأصحاب الواسطات كانت تملأ خزاناتها دون أي رادع (على عينك يا تاجر)، دون أن يتمكن أحد من التفوه ولو بكلمة).

وتابعت: "أما الأمر الأكثر سوءاً فهو استغلال عمال بعض الكازيات الازدحامات الكبيرة من أجل ملء جيوبهم، حيث وفي حال أراد أي شخص تجاوز الطابور، فما عليه إلا أن يضع 50 ألف ليرة سورية في جيب أحد عمال المحطة، وهنا تحل المسألة ويتم ملء الخزان في الخفاء ومن الجانب الخلفي للمحطة أو منحه (بيدون) مليئة لسيارته دون أي داعٍ للانتظار في الطابور، الذي قد يمتد وقوفه لأيام طويلة".

إعلام أسد يعتبر ما يجري (نصرا)

رغم التجاوزات والطوابير وربطة الخبز التي باتت عصية على فئة كبيرة من المواطنين السوريين، خرج إعلام أسد ليمارس سياسته (التطبيلية) ويعلن اتخاذ القرار (الخارق) الذي سيخلص البلاد من طوابير الوقود، حيث تحدثت صفحة أخبار حي الزهراء الموالية في فيسبوك في العشرين من الشهر الجاري، عن الآلية الجديدة بشكل يوحي أن هذه الآلية ستحل مسألة طوابير الوقود في البلاد.

و ذكرت أن "الآلية الجديدة تعتمد على تقسيم كل محافظة إلى عدد من المناطق تضم مجموعة من محطات الوقود ويمكن للمواطن الذي يستلم الرسالة أن يقوم بالتعبئة من أي من هذه المحطات حيث تفتح بطاقته ضمنها جميعاً.

ويأتي ذلك رغم وصول ثلاث ناقلات نفط إيرانية تحوي كل واحدة منها مليون برميل نفط، إلى نظام أسد عبر الموانئ التي تسيطر عليها روسيا خلال الأسبوعين الأخيرين، وفق موقع "تانكر تراكرز" المتخصص بتعقب السفن.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات