انتكاسة جديدة في العلاقات التركية الأمريكية وثلاثة ملفات تفجر الخلاف

انتكاسة جديدة في العلاقات التركية الأمريكية وثلاثة ملفات تفجر الخلاف
بعد هدوء نسبي عاشته العلاقات الأمريكية التركية لبضعة أشهر تخللها ضبابية سياسة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن تجاه المنطقة، عاد التوتر السياسي إلى المشهد بقوة في العلاقات الثنائية بين البلدين على خلفية ملفات عسكرية وأخرى تاريخية.

حيث تحدثت تقارير صحيفة نشرتها كل من صحفتي وول ستريت جورنال ونيويورك تايمز عن أن الرئيس الأمريكي جو بايدن بصدد الاعتراف بأن مذابح أنقرة بحق الأرمن ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية لتكون أول خطوة اعتراف أمريكية رئاسية منذ عهد الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان.

وكشف مصدر أمريكي مطلع إلى أن بايدن يستعد للإفصاح عن موقف بلاده المندد بجرائم أنقرة بحق الأرمن يوم السبت المقبل، في حين تحفّظ السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جين بساكي بالتعليق حول ذلك مكتفياً بالقول إن الإدارة "لديها ما ستقوله" يوم السبت.

ولم تستبعد صحيفة وول ستريت جورنال أن خطوة بايدن الجديدة تجاه أنقرة من شأنها أن تخلق "رد فعل عنيف" يهدد تعاونها في النزاعات العسكرية الإقليمية أو الجهود الدبلوماسية.

وتأتي هذه الخطوة بعد أقل من 24 ساعة على إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من أن بلاده تجري مفاوضات بشأن شراء دفعة جديدة من منظومة صواريخ إس 400 الروسية الجوية.

وانتقد أوغلو تعاطي واشنطن مع شراء أنقرة لصورايخ روسية واصفاً سياستها بـ"الخاطئة"، ودعا أوغلو واشنطن إلى إعادة النظر في أسعار معروضاتها من الصواريخ وجعلها "معقولة" وفق تعبيره.

في حين دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جاويش أوغلو إلى تخلي بلاده عن أنظمة الصواريخ الجوية، لكن الأخير اعتبر أن "المسألة قد أغلقت". وسبق لأوغلو أن حذّر في الأسبوع الحالي من انتكاس في مجرى العلاقات الثنائية بين البلدين العضوين في منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو".

الاعتراف "عقاب"

ويرى مراقبون أن خطوة واشنطن غير المسبوقة إلى الاعتراف بمجازر الأتراك بحق الأرمن لايمكن عزلها عن سياق التوترات العسكرية والسياسية السائدة بين البلدين، إذ فرضت واشنطن في الربع الأخير من العام الماضي عقوبات على أنقرة لشراء الأخيرة منظومة الصواريخ الروسية أس 400 تجلت في حظر منح أي تصاريح لتصدير الأسلحة لوكالة الحكومية التركية المكلفة بشراء التجهيزات العسكرية.

وهذا ماعززه إعلان واشنطن مجدداً إبعاد تركيا عن المشاركة في برنامج إنتاج الطائرات الحربية إف 35، والتي كانت أنقرة من أبرز مصنّعيها والمشترين لها، وذلك عقب حصولها على منظومة الصواريخ الروسية إس 400 منتصف العام 2019.

وسبق للولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب أن تراجعت عن قرار تدارسه الكونغرس الأمريكي حول الاعتراف بـ"أن عمليات القتل الجماعي التي تعرض لها الأرمن بين عامي 1915 و1917" بحق الأرمن هي إبادة جماعية.

ونص قرار الكونغرس على تصنيف المجازر بـ"واحدة من أسوأ الفظائع الجماعية في القرن العشرين" بحق الأرمن عام 2019، ما تسبب في استدعاء تركيا للسفير الأمريكي لديها دافيد ساتر فيلد لإبلاغه برد فعل أنقرة حيال ذلك.

"حشر أنقرة" 

وتسعى واشنطن بين الفينة والأخرى إلى "حشر أنقرة في زاوية الحرب السورية" وتبدي امتعاضها من تبعات العملية العسكرية التركية شمال سوريا وتبدي شعورها بـ"استياء"، على خلفية استمرار أنقرة لجلب منظومة صواريخ جوية روسية بدلاً من نظيرتها الأمريكية.

وتعد قضية الاعتراف بالإبادة الجماعية للأتراك بحق الأرمن من القضايا المفصلية التي تدافع عنها أنقرة بضراوة في المحافل الدولية، حيث تختلف أنقرة مع كثير من الدول حول أعداد القتلى من الأرمن، إذ تقول إن عددهم لا يتخطى 500 ألف أرمني وتركي.

في حين تتحدث مصادر أرمنية عن أن تعداد القتلى من الأرمن على أيدي القوات العثمانية تجاوز المليون ونصف المليون أرمني خلال الفترة الواقعة بين عامي 1915 و1917.

ومنذ أواسط العام 2016، بدأ تحرك دولي أوروبي تجاه القضية، حيث اعترفت نحو ثلاثين دولة أوروبية من بينها فرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا وسويسرا واليونان وروسيا والنمسا بـ"الإبادة الأرمنية".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات