أغنية لمتحدث الرئاسة التركية تثير جدلا بين أنصار الأحزاب وتُجبر ملحِنها على الاعتذار

أغنية لمتحدث الرئاسة التركية تثير جدلا بين أنصار الأحزاب وتُجبر ملحِنها على الاعتذار
صوّر المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، المنتمي لحزب العدالة والتنمية والمعروف بميوله للموسيقى، أغنية تقليدية بعنوان "أصبحت لا شيء" والتي قام بتلحينها الملحن المشهور إركان أوغور، المعارض لأردوغان، وتحولت هذه الأغنية إلى مادة للجدل السياسي والفني في البلاد، بعد الهجوم الواسع الذي شنته شخصيات معارضة على الملحن، والذي اعتذر لاحقا عن مشاركته فيها، على الرغم من عدم حمل الأغنية لأي مضامين سياسية.

وفي 14 من الشهر الجاري، نُشر مقطع الأغنية التي كتبها كالين وغناها بصوته، وظهر فيها وهو يعزف على آلة الساز الموسيقية التقليدية التركية، على موقع يوتيوب ومنصات موسيقية رقمية أخرى، ولاقت الأغنية تفاعلا واسعا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي الوسط التركي بسبب أداء كالين الذي أشاد به الكثيرون من حيث الصوت والكلمات والموسيقى، لتنال إعجاب  الغالبية العظمى من الشارع  التركي باستثناء المعارضة التي تنتمي لليسار.

وتعرض ملحن الأغنية الموسيقار التركي المعروف إركان أغور، لهجوم كبير وموجة انتقادات واسعة من المعارضة التركية، لمشاركته مع كالين في تلحين وتوزيع الأغنية، وذلك من منطلقات سياسية باعتباره جزءا من اليسار، وبسبب قرب كالن من الحزب الحاكم في تركيا حزب العدالة والتنمية، واتهم اليسار الموسيقار بأنه باع نفسه ومبادئه من أجل التقرب من  الحكومة.

ويعتبر أوغور من المدافعين عن العلمانية في البلاد، حيث اعتبر كثير من الكتاب والموسيقيين مشاركته في عمل فني مع كالن أحد أعمدة حزب العدالة والتنمية وصاحب مواقف ضد العلمانية، "مفاجئا وصادما ويتعارض مع مبادئه وهويته"، على الرغم من خروج آراء مخالفة أكدت على ضرورة "عدم خلط الفن بالسياسة"، إلا إن الانتقادات تواصلت وتوسعت ضد الملحن.

وعلق سيردار جام نائب وزير الثقافة والسياحة على الموضوع عبر التويتر قائلا " أقرب المتحدثين الرسميين لرئيسنا إبراهيم كالين فنان ناجح، قام بعمل فني رائع مع أوغور، بغض النظر عن النقاشات التي رافقت هذا التعاون لأنها  لا تخرج عن كونها نقاشات لا علاقة لها بالفن، يجب إبعاد الفن عن السياسة".

كما عبر الموسيقي بورشين بوكي عن غضبه ممن ينتقدون أوغور قائلاً "إركان أوغور يعزف ويساهم مع من يرغب ويريد، كن محترما قليلا من فضلك".

وقالت الصحفية ميليس ألفان عبر حسابها الرسمي في تويتر منتقدة ذلك " أنا أحب إركان أوغور جدا لذلك شعرت بخيبة أمل، لست موافقة على وجود روابط  فنية له مع مؤسسي وحماة هذا النظام، حيث يسود الظلم والخروج على القانون وعدم المساواة، حزينة".

وعقب اشتداد موجة الانتقادات اضطر أوغور أن يخرج عن صمته ويوضح موقفه، وقدم تصريحا كان بمثابة رسالة اعتذار،  وقال "لقد تأذى جانب في داخلي، من الممكن أنني فعلت خطأ، في دخولي بهكذا عمل، علي أن أتقبل ذلك"، وأنه نظر للأمر من جانب فني فقط وتطرق إلى معارضته لأردوغان منوها رفضه لجائزة من الرئاسة سابقا.

وتعقيبا على ذلك، عبر كالين عن حزنه وكتب عبر صفحته الرسمية على تويتر "تحدثت مع إركان أغور في الأيام الأولى وعبرت له عن حزني وتضامني معه ضد الحملة التي تستهدفه واتفقنا على الصمت، لكني تفاجأت من تصريحاته، لقد أحزنتني، كنت أتمنى لو لم ينجحوا في جرنا للرد على الهجوم، ولكن لتكن بخير".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات