حتى أسرته لم تسلم منه.. شاهد يروي لـ"أورينت": المُخبر سلاح الوشاية المسلط على رقاب السوريين

حتى أسرته لم تسلم منه.. شاهد يروي لـ"أورينت": المُخبر سلاح الوشاية المسلط على رقاب السوريين
عادة ما تطلق أنظمة الحكم على الشخص الذي يجلب معلومات لأجهزة مخابراتها صفة "الرجل الوطني"، ويكون في العادة صاحب هذه المعلومات محبوباً ومقرباً من الطغمة الحاكمة، فيما يراه المجتمع وغالبية من هم حوله منافقاً ويلحق الأذى بمن حوله، ويطلقون عليه اسم "المُخبر أو الفسفوس أو كاتب التقارير" ولكن أن يصل الأمر إلى أن يقوم هذا "الوطني" المُخبر، بكتابة تقرير بزوجته وتقديمه لأحد الأجهزة الأمنية، فبذلك يتجاوز كافة المسميات أو الصفات.

وذكر أحد الأشخاص ويدعى "أحمد . س" من مدينة حلب لأورينت نت، أن جاره (ن . م) في نفس المبنى قام بكتابة تقرير بزوجته بعد أن طلبت الطلاق منه وتقدم به لفرع المخابرات الجوية، يتهمها بالعديد من التهم التي اعتاد نظام أسد وأعوانه تلفيقها للسوريين.

كما قام (ن . م) بكتابة "تقرير" للمخابرات بحق سليمان بسبب خلاف بينهما كادت أن تودي به إلى "ما وراء الشمس" وفق تعبيره.

قصة خزان الماء

وقال أحمد والذي بات الآن لاجئاً في تركيا بدأت القصة عام 2014 عندما قررت وضع خزان للمياه خاص بمنزلي على سطح المبنى الذي أقطنه في حي 3000 شقة التابع للحمدانية غرب حلب، ولأن الجار "الفسفوس" كان يسكن في الملحق، احتجّ على ذلك بدعوى أن تركيب الخزان سيلحق ضرراً بمزروعاته التي جعل من سطح المبنى مشتلاً لها.

وأضاف "احتجاجه لم يكن مقبولاً بالنسبة لي، وبعد الكثير من الجدال توجهت إلى قسم الحمدانية وشرحت لهم الأمر، وقامت دورية من الشرطة بمرافقتي للمبنى وأجبروه على توقيع تعهد بعدم إبداء أي اعتراض لأن تركيب الخزان من حقي، طالما لن ألحق له ضرراً مادياً ملموساً بمنزله، وبالفعل قمت بتركيب الخزان وتم الأمر، إلا أنه وعلى ما يبدو أن "الفسفوس" ما زال يبيت نية إيذائي في نفسه، كيف لا وهو من أكبر عملاء "المخابرات الجوية" في الحي والجميع يعرف ذلك، حتى وإن تظاهر بغير ذلك أمام السكان في المنطقة.

وتابع أحمد: "بعد مضي شهر تقريباً على قصة الخزان، صادفته أمام المبنى وكنت لا أكلمه ولا يكلمني، إلا أنه وفي هذه المرة وجه لي الكلام قائلاً: "شو جار الخزان حللك شغلة المي"، فأخبرته أن كل شيء على ما يرام، وقد كان وجهه يحمل ابتسامة صفراء مقلقة، وقد تفاجأت أنه وفي منتصف ليل اليوم نفسه، بحضور دورية مخابرات إلى منزلي وتقوم بـ "شحطي" إلى فرع المخابرات الجوية، حيث تم زجي في زنزانة لمدة 24 ساعة، قبل أن توجه لي تهمة "الإساءة للوطن وقائد الوطن وإثارة النعرات الطائفية"، وقد تمكنت من النجاة منها عن طريق واسطة ودفع مليون ونصف المليون ليرة سورية، وقمت ببيع المنزل والتوجه إلى تركيا في رحلة استغرقت شهراً كاملاً لحين وصولي الأراضي التركية.

طلبت الطلاق فانتقم منها

قصة "أحمد" لم تكن غريبة كثيراً لكون غالبية السوريين عاصروا هذه النماذج، إلا أن الأمر الأكثر جدلاً في "الجار الفسفوس"، هو ما يصفه المثل الشعبي بقوله "ما عنده دقن ممشطة"، ففكر البعث وحب "اللقلقة" للأجهزة الأمنية، دفعه ووفقاً لـ"أحمد" لكتابة "تقرير" بزوجته بعد أن طلبت الطلاق منه بعد شجار كبير تركت فيه المنزل، ليقوم بعدها بكتابة تقرير بها وبعائلتها وتقديمه للأفرع الأمنية كرد فعل انتقامي، وقد تم التحقيق مع زوجته في فرع المخابرات الجوية أيضاً سيئ الصيت والمعروف بقذارة جلادي أسد فيه.

وبحسب أحمد، فقد كان من بين التهم التي وجهها لزوجته هي التعامل مع المسلحين والتواصل مع جهات خارجية بمساعدة والدها، وإقامة حلقات دينية مشبوهة للتحريض على نظام أسد وتهم أخرى، مشيرة إلى أنه لم يتمكن من معرفة مصير الزوجة لأنه غادر البلد.

التعليقات (1)

    Mahamad

    ·منذ 3 سنوات أسبوع
    هذا ولا شيء. عندما يكتب الصهر زوج الابنة تقارير بحق زوجته ووالد زوجته الذي يعيش خارج القطر منذ اكثر من 20عاما وبحق اخوة وأخوات زوجته. حتى يتملص من جريمة فعلها بحق اخوات زوجته. حتى لا يتمكنوا من الحضور إلى سوريا. . الله هو المنتقم الجبار.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات