"مدينة الانتحار" الإيرانية.. ظروف مأساوية تدفع النساء إلى الموت

"مدينة الانتحار" الإيرانية.. ظروف مأساوية تدفع النساء إلى الموت
في ثالت حالة خلال شهر، أقدمت فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا على الانتحار في منطقة غونباد كافوس، شمال إيران بعد وفاة طفلها، وفقاً لموقع حقوق الإنسان الإيراني، وقد تم التعرف على الفتاة باسم "بهناز ج".

وبحسب موقع "إيران واير" إن هذه الحالة ليست الوحيدة، ففي أواخر مارس، انتحرت فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً  عن طريق تناول حبوب من المبيدات الحشرية، بعد تزويجها مؤخراً في تايباد شمال شرق إيران.

وفي قضية أخرى بتاريخ 18 مارس/ آذار، أقدمت امرأة تبلغ من العمر 20 عاماً تدعى سحر فخري في مقاطعة بوير أحمد، جنوب غرب إيران على قتل نفسها ببندقية صيد عندما كانت وحيدة في منزلها، لأنها أُجبرت على الزواج من ابن عمها.

مدينة الانتحار

وألقى ارتفاع حالات الانتحار بين النساء الإيرانيات مؤخراً الضوء على الظروف التي يعانين منها كالفقر والبطالة والجهل والزواج دون السن القانونية، والتي دفعت العشرات منهن إلى الانتحار خلال السنوات الأربع الماضية في مدينة واحدة، حيث أطلق على هذه المدينة "مدينة الانتحار" لكثرة الحالات المسجلة فيها.

وكانت وكالة حقوق الإنسان الإيرانية، قالت في تقرير لها قبل نحو شهرين، إن 60 محاولة انتحار نفذت في السنوات الأربع الماضية بمنطقة ديشموك في كوهجيلويه التابعة لمحافظة بوير أحمد جنوب غرب إيران، وإن 35 حالة انتحار أدت وفاة الضحايا من مجمل الحصيلة.

وأوضح التقرير، أن سبب حالات الانتحار هو الفقر والبطالة وإجبار السكان المحليين على التوقف عن تعليمهم، إذ قال عضو مجلس مدينة ديشموك، سلمان بنا، إن المدينة أُطلق عليها اسم "مدينة الانتحار والتضحية بالنفس"، وأكد أن المسؤولين لا يأبهون بذلك.   

بنا أشار إلى أنه "في الشهر الماضي، انتحر رجلان وفتاة تبلغ من العمر 11 عاماً، ولسوء الحظ ماتوا جميعاً"، مشيراً إلى أن معظم حالات الانتحار في مقاطعة كوهجيلويه وبوير أحمد كانت نتيجة مشاكل مالية وفقر وبطالة ونقص في مقاعد الفتيات اللواتي يرغبن في مواصلة تعليمهن في المحافظة.  

بحسب التقرير، فإن "السكان المحليين ليس لديهم طريقة للحصول على التعليم، ويحتاجون إلى المشورة لمنع حالات الانتحار" وكانت منظمة الرعاية الاجتماعية أنشأت مركزا مؤقتا للاستشارات لكن تم إغلاقه، ووفقاً للمسؤول المحلي، فإن المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 23 ألف نسمة تعاني من عدة مشاكل، وهم الأكثر حرمانا في المحافظة.

وأضاف "إذا واصل الناس تعليمهم للحصول على درجة الدكتوراه، فلن يتمكنوا من العثور على وظيفة، والشيء الوحيد الذي سيفعله التعليم لهم هو زيادة مستوى وعيهم".

واللافت في الأمر أن عضو مجلس المدينة أشار إلى علاقة السلطات السيئة بسكان المنطقة "فالسلطات التي يتم اختيارها لإدارة المقاطعة لا تعرف كيفية التواصل مع السكان المحليين وعدم احترامهم" وقال: أعتقد أنه قبل تقديم المشورة للسكان المحليين، فإن السلطات بحاجة إلى مشورة حول كيفية التعامل مع السكان المحليين وأن يتم تدريبهم وفقاً لذلك. 

ويشار إلى أن وكالة حقوق الإنسان الإيرانية، قالت الأسبوع الماضي، إن فتاة تبلغ من العمر 11 عاماً شنقت نفسها، وأوضح مسعود أنصاري رئيس قرية دهقازي، إن طالبة الصف السادس كانت تعاني من مشاكل مالية وتعاني من الفقر وإن والدها عاطل عن العمل وليس لديه مصدر دخل، مشيراً إلى أن "حوالي 80 عائلة في هذه القرية فقيرة ولديها مشاكل مالية حادة".

يشار إلى أن تقريرا حقوقيا لمنظمة "هنغاو" لحقوق الإنسان صدر في كانون الثاني من العام الجاري، أكد أن 225 شخصاً انتحروا بين يناير 2020 ويناير 2021 في المدن الكردية الإيرانية، وأن 20 في المئة منهم أطفال ومراهقون.

ووفقا للتقرير، فقد انتحر ما لا يقل عن 225 شخصا، بينهم 103 نساء، و122 رجلا، في 4 محافظات هي: إيلام وكردستان وكرمانشاه وأذربيجان الغر بية، خلال عام واحد، و45 آخرين هم ممن دون سن الـ18 بينهم 26 فتاة و19 شاباً.

التعليقات (1)

    ناصر

    ·منذ 3 سنوات أسبوع
    يرجى من القناة اهتمام بأخبار ذات قيمة للقارئ و ليست ذات محتوى تهجمي فقط ،فهذه الظاهرة منتشرة في عموم المشرق و ليس فقط في إيران
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات