إدلب تشهد عودة قوية للاغتيالات ومصادر أمنية تكشف أسبابها ومن يقف وراءها!

إدلب تشهد عودة قوية للاغتيالات ومصادر أمنية تكشف أسبابها ومن يقف وراءها!
تزايدت حالات الاغتيال في إدلب، شمال غرب سوريا، خلال الشهر المنصرم، حتى أصبحت بشكل شبه يوميّ، وشكّل هذا التزايد هاجساً في المنطقة، خاصةً أنه طال مسؤولين وعسكريين وأصحاب رأسمال ومدنيين عاديين، مما طرح عدة تساؤلات حول الجهات التي تقف خلفها ومآلات هذا الفلتان.

ووفق ناشطين، تم توثيق أكثر من 23 محاولة اغتيال خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، أدت لمقتل قرابة 20 شخصاً، بينهم وزير التعليم العالي التابع لحكومة الإنقاذ، فيما الغالبية كانوا من العسكريين والذين تجاوز عددهم 13 عسكرياً، وأما الباقي غالبيتهم من أصحاب رؤوس الأموال أو مدنيين عاديين.

خلل أمني

وبحسب الخبير بالشؤون الأمنية والجنائية، العقيد أحمد عرابي، تشهد منطقة نفوذ هيئة تحرير الشام والحكومة التابعة لها (حكومة الإنقاذ) خللاً أمنيّاً رغم كل التشديدات الأمنيّة التي تقوم بها.

ويُضيف عرابي لأورينت نت: "الجهاز الأمني التابع لهيئة تحرير الشام والتي تُسيطر على إدلب لديه من الإمكانيات والتجهيزات ما يجعله يضبط الأمن ويُراقب كل شاردة وواردة في إدلب أكثر من غيره بباقي المناطق المحسوبة على المعارضة السورية، ولكن هذا الجهاز لديه خلل أمني واضح في طريقة عمله فيما يخصّ ما قبل وقوع الجريمة، ولهذا غالبية الجرائم يتم كشفها بعد وقوع الجريمة وليس قبلها".

ويُتابع عرابي موضحاً أكثر، "عملية اغتيال فايز خليف وزير التعليم العالي التابع لحكومة الإنقاذ مثال على هذا الخلل، فرغم اختفائه لمدة 5 أيام لم يتم كشف الفاعلين أو التوصّل إليهم إلا بعد وقوع الجريمة ببضعة أيام، ومثلها عملية اغتيال بعض العسكريين في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي، فالجهاز الأمني والشرطي يُركّز على المتابعة لما بعد وقوع الجريمة أكثر من تركيزه على ما قبل وقوعها، ولهذا تزايدت عمليات الاغتيال بشكل ملحوظ وأحيانا بنفس اليوم وبنفس المنطقة أكثر من حالة اغتيال، مما يدل على خلل العمل الأمني بتلك المنطقة".

خلايا نشطة

وأكّد المحقق حسين المحمد العامل بأحد الأقسام الجنائية في الشمال السوري على أن أغلب عمليات الاغتيال يقف خلفها خلايا تتبع لتنظيم داعش أو بعض الجماعات المتشددة، وأحياناً خلايا تتبع لنظام أسد، وميليشيات قسد مؤخراً.

وحسب ما أكّده المحمد لأورينت نت فإنّ "عمليات الاغتيال التي جرت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية في منطقة ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي كان يقف خلفها خلايا متشددة، استهدفت بعملياتها عدداً من العناصر العسكريين التابعين لهيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام، وتم الاشتباك مع بعض أفراد تلك الخلايا".

وأشار المحمد إلى أن: "عمليات الاغتيال زادت مؤخراً في مناطق ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي بسبب النشاط السابق لتلك الخلايا في هذه المنطقة، وجاءت بعض عمليات تلك الخلايا رداً على الملاحقة الأمنية والاشتباكات المتكررة معهم في منطقة ريف حلب الغربي أو ريف إدلب الشمالي خلال الأشهر القليلة الماضية".

وهذا ما أكده كذلك، النقيب أحمد الخضر مدير مكتب العلاقات العامة في وزارة الداخلية التابعة لحكومة الإنقاذ، وأوضح الخضر لأورينت نت أن: "عملية اغتيال وزير العدل السابق في حكومة الإنقاذ، الدكتور إبراهيم شاشو، كان يقف وراءها خلايا تتبع لداعش، وتم الكشف عليهم لاحقاً وملاحقتهم والاشتباك معهم في ريف إدلب الشمالي ومقتل أحد أفراد تلك الخلية".

ونوّه الخضر إلى أن بعض خلايا نظام أسد نشطت مؤخراً وحاولت اغتيال بعض العسكريين وزرعت لهم العبوات الناسفة، وكذلك تم إلقاء القبض على بعضهم.

عصابات تمتهن الخطف والاغتيال

وكشف النقيب أحمد الخضر لأورينت نت أن وزير التعليم العالي فايز الخليف تم خطفه واغتياله لاحقاً من قبل عصابة تمتهن الخطف والسرقة، ونفس تلك العصابة فاوضت على فدية مالية ضخمة، وسرقت العديد من السيارات وقامت بخطف مدنيين آخرين.

وقال العقيد أحمد عرابي عن تلك العصابات : "خلال السنوات الأخيرة وبين الآونة والأخرى تنشط عصابات الخطف والقتل، فبعضها يعمل تحت بند "الاحتطاب" وهذا مخصص لبعض الجماعات الإسلامية والتنظيمات التي تعتبر هذا العمل تمويلاً ذاتياً لجماعاتها، وتحت هذا البند تم اختطاف واغتيال أطباء ومسؤولين وإغاثيين وأصحاب رؤوس أموال".

وكذلك لدينا عصابات منظّمة تقوم بخطف أو قتل أشخاص معينين، وتنشط تلك العصابات في مناطق لها خصوصية جغرافية وطبيعة تساعدهم بالتحرك والاختفاء، خاصة في شمال إدلب وريف حلب الغربي وريف إدلب الغربي، ومثل هذه العصابات خطفت الشهر الماضي عدداً من الموظفين الإغاثيين مع سياراتهم، وقتلت آخرين شمال إدلب.

عمليات انتقامية

من جانبه، اعتبر الناشط الإعلامي محمد العلي أن العديد من عمليات الاغتيال التي تم توثيقها مؤخراً كانت عمليات انتقامية من أصحابها، وهذا لا ينفي وجود عمليات اغتيال طالت عسكريين ومدنيين لا ذنب لهم.

وحول تلك العمليات الانتقامية يقول العلي لأورينت نت: "للأسف بات بعض الشعب السوري ميّالاً للانتقام وحتى ارتكاب الجريمة بسبب كثرة ما شاهده من قتل وتدمير وظلم، فهذا جعل الجرائم تكثر في الآونة الأخيرة وأحيانا لأسباب تافهة جداً، أو لدواعٍ انتقامية أو خلافات بسيطة بين القاتل والمقتول".

وأفاد العلي أن: "بعض عمليات الاغتيال التي وقعت خلال الأسابيع القليلة الماضية كانت جرائم قتل لا دواعي عسكرية أو تنظيمية لها، وإنما سببها خلافات مالية أو اجتماعية أو أخلاقية، ولكن بكلّ الأحوال فعمليات القتل تزداد وهذا مؤشر خطير للمستقبل".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات