وزير خارجية اليونان يستفز نظيره التركي ويُدخله في معركة اتهامات متبادلة أمام الكاميرات (فيديو)

انتهى المؤتمر الصحفي الذي عقده كل من وزيري خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو ونظيره اليوناني نيكوس دندياس، أمس الخميس، لمناقشة عدة قضايا خلافية بين البلدين، بتوتر واتهامات متبادلة أمام الصحافة، رغم انطلاقه بشكل هادئ وودي.

وفي البداية أعرب تشاووش أوغلو عن سعادته باستضافة نظيره دندياس في أنقرة، وقال إن الزيارة كانت مقررة أمس (الأربعاء)، لكنها تمت اليوم (الخميس) بسبب اجتماعات الناتو أمس، وأشاد بـ "الحوار الإيجابي للغاية".

وأضاف"أن القضايا العالقة بين أنقرة واليونان يمكن حلها عبر الحوار البناء بين جارتين وحليفتين، والبحث عن حلول للمشاكل من خلال أطراف ثالثة ليس هو النهج الصحيح".

وتابع "أنه ينبغي تجنب الأمر الواقع والخطاب الاستفزازي في العلاقات بين البلدين، لمواصلة العمل معا من أجل تحسين العلاقات التركية اليونانية"، وفي إطار ذلك أعلن عن توصلهم لاتفاق على الاجتماع بشأن قبرص في جنيف في نهاية هذا الشهر.

ولكن سرعان ماتحول الجو الودي إلى معركة كلامية تضمنت اتهامات متبادلة إزاء عدد من القضايا، على الهواء مباشرة، بدأها الضيف دندياس عندما اتهم تركيا بانتهاك السيادة اليونانية، ووصف الاتفاق البحري الليبي التركي بـ "المثير للجدل وغير القانوني"، واستشهد بإدانة الاتحاد الأوروبي للمذكرة الموقعة بين ليبيا وتركيا باعتبارها لا تتوافق مع القانون الدولي.

وتابع "وجهات نظر اليونان حول موضوع البحر الأبيض المتوسط معروفة، لا يمكنني التظاهر بأنه لا شيء يحدث في شرق البحر الأبيض المتوسط، تركيا تتصرف بشكل مخالف للقانون الدولي".

واتهم الطائرات العسكرية التركية باختراق الحدود اليونانية ومشاركتها في قرابة 400 طلعة جوية فوق الجزر اليونانية، وليس فقط المناطق البحرية، بالإضافة لإثارته لملف المهاجرين والأقليات في كلا البلدين.

الرد التركي "ومقاطعة تراقيا حاضرة في الخلاف"

ورد وزير الخارجية التركي على الاتهامات، قائلا "في خطابي ، لم أدلي بتصريح يتهم اليونان،  لكنك وجهت في خطابك اتهامات غير مقبولة ضد بلدي، وتقول إن تركيا تنتهك حقوق السيادة لا يمكننا قبول هذا، تهدف الخطوات التي نتخذها إلى حماية حقوقنا، إذا أتيت إلى هنا وأردت إلقاء اللوم على تركيا أمام الصحافة، فأنا مضطر للرد على ذلك".

وقال إن "تركيا واصلت أنشطتها في شرق البحر المتوسط وفق خريطة الجرف القاري التي قدمتها إلى (الأمم المتحدة"، رافضا الاتهام، بقوله إن تركيا لم تنتهك السيادة اليونانية في أعمال البحث والتنقيب.

وأضاف  وزير الخارجية التركي "من مصلحتنا أن تعيش الأقليات في كلا البلدين في سلام، وسيكون لذلك تأثير إيجابي على علاقاتنا، نعترف بالأقلية اليونانية لدينا على أنها" أرثوذكسية يونانية "لكن اليونان لا تعترف بالمسلمين الأتراك كمسلمين أتراك".

وفي إشارة إلى الأقلية التركية في تراقيا، أكد تشاووش أوغلو "إذا قالوا إنهم أتراك ، فهم أتراك، عليك أن تقبل ذلك"، كما أبدى انزعاجه ووجه اتهامات حول تسليح اليونان لجزر من المفترض أن تكون منزوعة السلاح.

وأضاف "عندما ندخل في اتهامات متبادلة، لدينا الكثير لنقوله لبعضنا البعض، إذا كنتم ترغبون في مواصلة هذه الحجج والتوترات، يمكننا أن نفعل ذلك أيضا، وختم بقوله "التقينا اليوم لحل مشاكلنا مع اليونان وليس من الجيد تبادل الاتهامات أمام وسائل الإعلام".

ورد دندياس لا توجد "أقلية تركية" في مقاطعة تراقيا شمال شرق اليونان، بل أقلية مسلمة، واستشهد دندياس هنا بمعاهدة لوزان لعام 1923، والتي تشير إلى حماية الأقليات المسيحية اليونانية الأرثوذكسية في تركيا، في مقابل حماية الأقليات المسلمة في اليونان.

وأضاف دندياس "ربما لا تحب تركيا معاهدة لوزان، لكنها سارية المفعول، وستظل سارية المفعول على الدوام".

بالإضافة إلى ذلك، تحتفظ اليونان بقواتها العسكرية في الجزر "لماذا يوجد هؤلاء الجنود في الجزر؟ لأن هناك تهديدا".

بعد التصعيد.. خطوات إيجابية

وشدد دندياس على أن اليونان تريد المضي قدما بأجندة إيجابية، قائلاً بصدق أود أن أقول إن الجانب الآخر "جانبنا والاتحاد الأوروبي يعملان على بناء أجندة إيجابية"، ومن جانبه قال وزير الخارجية التركي، إن تركيا تريد تحسين العلاقات مع اليونان دون شروط مسبقة، وبالمقابل دعا وزير الخارجية اليوناني نظيره التركي لزيارة اليونان.

وغرد دندياس باللغة اليونانية عبر حسابه الرسمي في توتير قائلا "اليونان مستعدة لبدء أجندة إيجابية تدريجيا مع تركيا، وهذا لا يعني التخلي عن القانون الدولي، والمكتسبات الأوروبية، الاتحاد الأوروبي ليس طرفا ثالثا، إنها عائلتنا ، أفضل مثال على التعايش بين الدول في التاريخ".

كما التقى دندياس في وقت سابق مع الرئيس رجب طيب أردوغان ، وكانت تركيا قالت الشهر الماضي إن ديندياس قادم للتحضير لما كان يمكن أن يكون قمة رائدة بين الرئيس أردوغان ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس.

ودعا ديندياس تشاووش أوغلو لزيارته في أثينا، وابتعد الوزيران عن منصاتهما بعد تبادل بعض المجاملات والابتسامات.

واندلعت التوترات العام الماضي بين البلدين، عندما أرسلت تركيا سفينة تنقيب إلى مياه البحر الأبيض المتوسط المتنازع عليها، والزيارة هي الأولى بين البلدين بعد تصاعد التوترات في عام 2020 مما أدى إلى حشد عسكري يضم سفنا حربية من كلا البلدين.

وتعتبر كل من تركيا واليونان حليفينِ في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ولكنهما على خلاف حول العديد من القضايا، في البحر الأبيض المتوسط، والمجال الجوي، وموارد الطاقة، وقبرص اليونانية والتركية، ووضع بعض الجزر في بحر إيجة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات