أزمة المواصلات تشكّل "مصدر رزق" جديد لميليشيات أسد بحلب

أزمة المواصلات تشكّل "مصدر رزق" جديد لميليشيات أسد بحلب
يحاول قادة الميليشيات ومتنفذو نظام أسد كعادتهم تحويل كل مأساة أو ضائقة يمر بها السوريون إلى تجارة رابحة تدر عليهم أرباحاً طائلة، وهو ما جعل جميع من في صفوف نظام أسد مسؤولين وعسكريين يسعون، لإطالة أمد مأساة من تبقى تحت حكمهم، بغض النظر عما أحدثوه في حياة السوريين على مدار 10 سنوات خّلّت.

وحصلت أورينت على معلومات، تفيد بقيام مجموعة من السائقين (المدعومين) المنتمين لميليشيا أسد أو المرتبطين بها بشكل أو بآخر، بتشيكل ما يشبه "ميليشيا" أمام كراجات الراموسة في مدينة حلب والتي تعد بمثابة نقطة انطلاق جميع الحافلات من حلب باتجاه المحافظات الأخرى، حيث أجبر هؤلاء الركاب على الصعود معهم وبأسعار سياحية بدون التقيد بما يعرف باسم العداد، ومن كان يرفض من المدنيين الصعود كان يصل الحال به للضرب والإذلال.

الركوب "بالزور"

وقالت مصادر خاصة في حلب لـ أورينت نت، إن هؤلاء السائقين الذين علم أن غالبيتهم يتبعون للميليشيات أو يعملون على سيارات مملوكة للميليشيات، شكلوا بحد ذاتهم (مافيا) تقوم على استغلال المدنيين وإذلالهم بل وإجبارهم على ركوب التكاسي والسرافيس، عبر حجج واهية هدفها الاول والأخير التسلط ونهب المواطن (المنهوب أصلاً) في مناطق سيطرة تلك الميليشيات.

وأضافت المصادر "بمجرد أن يخرج المسافر من الكراج يتهافت عليه مجموعة من السائقين، ومنهم من يجبرونه على الصعود معهم، ومن لا يستجيب لهم ينهالون عليه بالشتم والسب والإزعاج وربما يتطور ذلك للضرب في بعض الأحيان، أما السائقون الآخرون غير المرتبطين بميليشيا فلا يجرؤون على حمل أي راكب في حال كان هؤلاء موجودين، أو أنهم يقومون بذلك خلسة وفي غفلة من الآخرين".

سائقون يحتكرون الخط

وبحسب المصادر فإن الأمر لم يقتصر فقط على "مافيات التكاسي"، بل شمل أيضاً أصحاب السرافيس (المدعومين)، والمقصود هنا بالمدعومين أي أنهم يستطيعون تأمين وقود سياراتهم عن طريق الكازيات العسكرية، وهنا يبدأ سائق السرفيس بالتنمر على الركاب وابتزازهم، وفرض التعرفة التي يريدها عليهم، بل ويقوم في بعض الأحيان بطرد بعض الركاب بحجة "ما عجبو شكل الراكب".

وكعادة إعلام أسد الذي يحاول دوماً تجميل صورة الواقع المرير عبر طرح النقيضين، ألمحت شبكة أخبار حي الزهراء الموالية لحقيقة ما يجري، إلا أنها وعلى الفور أكدت أن (أولاد الحلال موجودين) حيث قالت في منشورها الذي اطلعت عليه أورينت "أزمة المواصلات الأخيرة خلقت نوعين من الناس وبشكل واضح .. سرافيس عم تطلب على الراكب 500 ليرة.. وسرافيس وسيارات عم تخدم الناس ببلاش وعم يعتبروها على روح النبي.. كلو بميزان حسناتكن .. الحلال بيّن والحرام بيّن".

ومنذ استعادة ميليشيات أسد السيطرة على مدينة حلب، يتسلط عناصر الميليشيات على جميع المؤسسات الخدمية إضافة لأسواق العمل في المدينة، حيث طالت عمليات تشبيح مشابهة كلاً من الأفران والمستشفيات والدوائر الحكومية والمستوصفات وحتى الحدائق وإشارات المرور، ومنع أمثال هؤلاء غيرهم من العمل في المكان الذي يوجدون فيه، كما تم التغاضي عما يرتكبونه بحق الموجودين في تلك الأماكن.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات