حلقة أبو عمشة في برنامح هنا سوريا تفجّر سجالا حادا

كشف مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر عددا من عناصر في الجيش الوطني يتهمون قائد فرقة السلطان سليمان شاه محمد الجاسم الملقب "أبو عمشة" بسرقة رواتبهم مقابل قتالهم في حرب إقليم "قره داغ" بين أذربيجان وأرمينيا العام الماضي، الانتهاكات التي تحدث من قبل قادة فصائل الجيش الوطني.

وعما جاء في المقطع، قال المحلل السياسي العميد أحمد رحال في برنامج "هنا سوريا" على قناة "أورينت نيوز" في حلقته التي عرضت مساء الأحد، إن هذا الفيديو واحد من فيديوهات وشهادات عديدة حول مشاركة عناصر من الجيش الوطني في القتال بمعارك أذربيجان وليبيا، مضيفا أن هناك شهادات عن تجاوزات في الجيش الوطني تتعلق برشاوى ورواتب وهمية لمقاتلين لم يشاركوا في القتال وسرقة رواتب واعتقالات وتغيب قسري وجرائم شرف. 

وأوضح العميد "رحال" أن كل من شارك في معارك أذربيجان وليبيا هو مرتزق طبقا للتعريف الدولي لأنه يقاتل في قضية لا تخص وطنه مقابل المال.

وأكد أن هذه التجاوزات وما يحدث في الداخل يسيء لقضية الشعب السوري وثورته، كما يسيء لحليف الجيش الوطني، منوها إلى أن الخارجية الأمريكية نشرت تقريرا مدعما بالشهادات لمنظمات حقوقية يتحدث عن تجاوزات في مجال حقوق الإنسان وعمليات تعذيب وخطف وتغيب قسري تقوم بها فصائل الجيش الوطني "فيلق الشام وفرقة الحمزات وسليمان شاه والسلطان مراد والجبهة الوطنية".

وحول الحديث عن حركة إصلاح في فصائل الجيش الوطني، أشار رحال إلى أن الإصلاح لا يتم بإعادة الوجوه القديمة نفسها لأنه هذا يدعى القبول بالأمر الواقع بالقوة.

وتابع: "أنه بحسب أحد قادة الأحزاب فإن "أبو عمشة" يملك 4 محلات ذهب في الريحانية وعدة مبانٍ وشقق ومكاتب شحن ومطاعم، وهناك حديث أن ثروته في البنوك التركية 65 مليون دولار، لذلك إذا أردنا بالإصلاح أولاً يجب أن نعترف بالجرائم والتجاوزات التي ارتكبت وتقديم المخطئين للعدالة.

لا يمكن إقالة "أبو عمشة"

من جانبه، قال المحلل العسكري العقيد زياد حاج عبيد أحد المشاركين بالحلقة، إن العناصر الذين ظهروا بالفيديو المصور تم تجنيدهم من قبل البعض مقابل بملغ مادي، مؤكدا أن هناك خلافا بين هؤلاء العناصر وقائد الكتيبة "أبو إسكندر" التابع لفصيل سليمان شاه على رواتب الجيش الوطني بسبب تأخير توزيعها وليس بسبب رواتب القتال في أذربيجان.

وعن سبب تخلي الجيش الوطني عن "أبو عمشة" الذي توجهت له أصابع الاتهامات أكثر من مرة، قال العقيد حاج عبيد إن الجيش الوطني غير قادر على إقالة أبو عمشة لأن معظم عناصر فصيله هم من منطقته وأقاربه وعائلته، كما يوجد في فصيله أكثر من 60 ضابطا، لافتا إلى أن إقالته تطلب إصلاحا كاملا لفصائل الجيش الوطني.

وأكد حاج عبيد أن إصلاح الفصائل يتطلب تعاونا دوليا ،موضحا أن هناك هجمة على المناطق المحررة من عدة اتجاهات.

حالة من التخبط

وأثار الفيديو بعد تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي جدلا واسعا، وحالة من التخبط لدى فرقة السلطان سليمان شاه التي أصدرت في البداية بيانا أكدت فيه أن الفيديو المتداول هو محض افتراء وتلفيق كما أن الشخص المتحدث المدعو عمر عبد القادر جبرائيل هو ابن عم فادي جبرائيل قائد مجموعة تعمل لصالح نظام أسد بقيادة سهيل الحسن.

كما أكد البيان أن الشخص المتحدث في الشريط المصور لا يوجد له قيود ضمن الفرقة وغير منتمٍ لها لا سابقا ولا حديثا، مشيرا إلى أنه بعد التحريات التـي قامت بها الفرقة تبين أن رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري قام بدفع مبلغ 800$ للمدعو عمر عبد القادر جبرائيل لقاء تصويره الفيديو الذي بلغت مدته 30 ثانية.

كما قامت فرقة السلطان سليمان شاه بنشر مقطع مصور للأشخاص الذين ظهروا في الفيديو الأول تحدثوا خلاله أنهم تعرفوا على شخص يدعى "أبو إبراهيم" ويعمل لدى العميد أحمد رحال طلب منهم تصويراً مدته 30 ثانية والقول بأنهم قاتلوا في "قره باغ" مقابل حصولهم على 800 دولار، مشيرين إلى أنهم لم يخرجوا من سوريا.

وردا على الفيديو كتب العميد رحال على صفحته في موقع فيسبوك منشورا جاء فيه: "هذا الفيديو تم تصويره بمنطقة الشيخ حديد بإيعاز من المدعو أبو عمشة ويتهمني بالخيانة والتجني على فصيل بالجيش الوطني وتقديم رشاوى.. وبالتالي هو تحريض على قتلي.. أطالب المخابرات التركية بالتحقيق مع كل من ظهر بالتسجيل ومن وردت أسماؤهم لمعرفة الحقيقة وتطبيق العدالة".