تطور جديد في العلاقات بين أنقرة والقاهرة وإعلام مصر المعارض يدفع الثمن

تطور جديد في العلاقات بين أنقرة والقاهرة وإعلام مصر المعارض يدفع الثمن
شهدت الساعات الماضية تقارباً بين مصر وتركيا بعد مرور أسابيع، حملت معها تصريحات إيجابية من قبل المسؤولين الأتراك في محاولة للتطبيع وإعادة العلاقات بين البلدين، وكان التقارب بإجراء وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أول اتصال مع نظيره المصري سامح شكري منذ تأزم العلاقات السياسية بين البلدين مع وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الحكم.

التقارب الجديد أفصح عن فحواه الوزير المصري الذي تحدث عن أبعاد الاتصال ومضمونه، في مداخلة هاتفية له في برنامج "حديث القاهرة" مع قناة القاهرة والناس، أمس الأحد، قائلاً " إن الاتصال الذي جرى مع تركيا كان في إطار المجاملات الإنسانية للتهنئة بشهر رمضان"، مشيراً إلى أنه لابد أن يؤخذ هذا الاتصال مع التصريحات التركية الأخيرة في إطار مجمل فيما يتعلق بالأهمية لمصر وضرورة تصويب المسار.

وأضاف شكري "أن التصريحات واللفتات التركية تقدر، كما أكد أهمية انتقالها من مرحلة المؤشرات السياسية والانفتاح السياسي الذي يحدد إطار العلاقة وكيفية إدارتها"، مشيراً إلى حرص مصر على وجود حوار يصبّ في مصلحة الطرفين، ويتم صياغة ذلك في إطار مشاورات سياسية.

كما تحدث حول موضوع إغلاق تركيا للقنوات المهاجمة لمصر، "أن الأمر المهم هو الفعل في حد ذاته ولا يهم إن كانت مصر هي التي طلبت أو أن تركيا هي من بادرت"، لافتاً إلى أن الأهم هو مراعاة القانون الدولي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وعدم جعل الأراضي محطة أو منطلقا لعناصر معادية تستهدف شعب دولة أخرى، إذا كان ذلك أمر موثقا ومستقرا فيعتبر أمراً إيجابياً.

وتزامن ذلك مع ما تداولته مصادر إعلامية حول إبلاغ السلطات التركية الإعلاميين المصريين، معتز مطر، ومحمد ناصر علي، بتغيير طبيعة وسياسة برنامجيهما، اللذين يعرضان على كل من قناة مكملين والشرق اللتين تبثان من إسطنبول، ومنحهما إجازة لحين الاتفاق على شكل جديد، أو البث من دولة أخرى تاركة حرية اتخاذ القرار لهما.

وكتب الإعلامي محمد ناصر علي المذيع بفضائية مكملين، أمس عبر صفحته الرسمية في فيس بوك مخاطبا جمهوره، قائلا "تعودنا على الشفافية معكم ومشاركتكم معنا في كل كبيرة وصغيرة، واستمرارا لهذا المبدأ أود أن أعلمكم بأني في إجازة خلال شهر رمضان آملا في العودة إليكم كما كنت دائما، معبرا عن قضايانا وقضايا أمتنا على الوجه الذي يرضي ربنا".

كما قال في فيديو بثه عبر صفحته " أقدر السلطات التركية التي آوتني طيلة 7 سنوات"، مضيفا أنه في حال وصل التقارب مع مصر لمحطته الأخيرة، فسيهاجر إلى كندا أو بريطانيا، ويواصل سياسته ضد القاهرة حتى ولو من خارج تركيا.

في حين قال الإعلامي معتز مطر، أمس الأحد في آخر ظهور له في قناة الشرق تحت عنوان "هذه محطاتي القادمة"، "ثابتين على العهد والحق لن نغير مبادئنا ولا صوتنا مهما كانت الضغوط"، مضيفاً أن تركيا تبحث عن حقوقها وبسبب ذلك هي تتعرض للابتزاز، موضحاً أن برامجهم من الأسباب الرئيسية لهذا الابتزاز".

وتابع "طالبت مصر بإيقاف صوتنا"، ولذلك "أنا في إجازة مفتوحة لم أكن أتمناها عن بيتي قناة الشرق، ولم يجبرنا عليها أحد، لا تركيا ولا إدارة القناة" ولكننا نرفع الحرج عن الجميع ولا نريد أن نكون سبباً بمشاكل من أي نوع، ولن أثقل على تركيا"، مؤكدا أنه سيكمل مشواره من أي مكان في العالم، وعبر منصاته في وسائل التواصل الاجتماعي.

وكتب زميلهما عبد الله الشريف في تغريدة له، "إلى محمد ناصر ومعتز مطر أحسن الله عزاءكم في منابركم الإعلامية، ومن باب الأخوة في الله فإن قناتي تحت أمركم لاستعمالها في البث المباشر كل ليلة إن أردتم، لا يغلبنكم القرار".

وكانت السلطات التركية قد طلبت قبل أسابيع من بعض القنوات المصرية التي تبث من إسطنبول إيقاف برامجها السياسية والتخفيف من حدة انتقادها للنظام المصري ورئيسه عبد الفتاح السياسي، في ضوء التقارب بين البلدين تمهيدا للتباحث والاتفاق على آلية مشتركة في ملفات إقليمية ودولية.

وكانت وزارة الخارجية التركية قد أعلنت السبت 10نيسان/ أبريل، أن وزيري خارجية تركيا ومصر تحدثا هاتفياً، وتبادلا التهاني بمناسبة قرب حلول شهر رمضان، دون ذكر مزيد من التفاصيل، في أول اتصال مباشر بينهما.

وتأتي هذه التصريحات والتوجه الجديدان لأنقرة بعد انقطاع العلاقات بين البلدين منذ نحو سبعة أعوام، عندما عارضت أنقرة خطوة الجيش المصري التي أطاحت بالرئيس السابق الراحل محمد مرسي، واعتبرتها "خيارا غير ديمقراطي".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات