إيران تفرج عن ناقلة نفط كوريا الجنوبية.. كيف تم الأمر وما مصير الأموال المجمدة؟

إيران تفرج عن ناقلة نفط كوريا الجنوبية.. كيف تم الأمر وما مصير الأموال المجمدة؟
بعد اختطاف لأكثر ثلاثة أشهر، أفرجت إيران عن ناقلة النفط الكورية التي أوقفتها في مياه الخليج مطلع العام الجاري، وبينما أعلنت إيران أن السبب "انتهاكها المتكرّر لقوانين البيئة البحرية"، بث التلفزيون الإيراني قبيل الاحتجاز تقارير عن مفاوضات إيرانية مع حكومة كوريا الجنوبية للإفراج عن أموال مجمدة لها في مصارفها.

وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية اليوم الجمعة إنّ إيران أفرجت عن ناقلة نفط ترفع علمها احتجزتها الأخيرة في مياه الخليج في كانون الثاني/ يناير، بحسب وكالة فرانس برس.

وأضافت الوزارة في بيان أنّ السلطات الإيرانية أطلقت سراح قبطان الناقلة "هانكوك تشيمي" التي احتجزها الحرس الثوري الإيراني مع طاقمها المكوّن من 20 بحاراً من جنسيات عدّة في مطلع كانون الثاني/يناير، مشيرة إلى أنّ السفينة "أبحرت بسلام اليوم".

وأشارت الوكالة إلى أن "الاحتجاز جاء في وقت كانت فيه طهران تضغط للإفراج عن أصول إيرانية بمليارات الدولارات مجمّدة في كوريا الجنوبية بموجب العقوبات الأميركية".

ما قصة الأموال المجمدة؟

وفي بيانها الصادر الجمعة، لم تأتِ وزارة الخارجية الكورية الجنوبية على ذكر الأموال الإيرانية المجمّدة. لكنّ تقارير إعلامية كورية جنوبية متعدّدة ذكرت أنّ رئيس الوزراء الكوري الجنوبي تشونغ سيي-كيون سيزور طهران قريباً، من دون أن تحدّد متى بالضبط ستجري هذه الزيارة.

وتقول طهران إنّ لديها ما مجموعه 7 مليارات دولار من الأموال المجمّدة في سيول، تم احتجازها بموجب العقوبات التي تفرضها واشنطن على نظام الملالي على خلفية البرنامج النووي.

بدورها وكالة أنباء فارس الإيرانية، أوردت خبر الإفراج عن الناقلة، كما جاء في بيان الخارجية الكورية دون أن تنقل أي تعليق من السلطات الإيرانية على الحدث حتى الآن.

لكنها أضافت فقط أن سبب اختطاف أو احتجاز الناقلة كما سمته، يعود لكونها نقلت مواد كيماوية واتهامها بتلويث المياه بالمواد الكيماوية. 

وفي شباط الماضي، وافقت إيران على إطلاق سراح جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 20، باستثناء القبطان. لكن القضية أثارت خلافا دبلوماسيا بعد أن طلبت إيران من سول الإفراج عن سبعة مليارات دولار من الأموال المجمدة في بنوك كوريا الجنوبية بسبب الحظر الأمريكي.

وفي شباط/ فبراير سمحت إيران "لدواع إنسانية" على حد زعمها  لجميع أفراد طاقم السفينة بالمغادرة باستثناء قبطانها.

غير أنّ القسم الأكبر من طاقم السفينة ظلّ على متنها كي يؤمّن صيانتها.

وكانت إيران واحدة من مصدّري النفط الرئيسيين إلى كوريا الجنوبية إلى أن أوقفت سيول مشترياتها النفطية من الجمهورية الإسلامية بسبب العقوبات الأمريكية التي أعاد الرئيس السابق دونالد ترامب فرضها على طهران في 2018 في إطار سياسة "الضغوط القصوى" التي مارسها بهدف تجفيف عائداتها النفطية.

وفي آذار/مارس قالت سيول إنّها توصّلت مع طهران إلى اتّفاق يتيح الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمّدة، مشيرة في الوقت عينه إلى أنّ وضع هذا الاتفاق موضع التنفيذ يحتاج إلى ضوء أخضر أمريكي.

لكنّ الولايات المتّحدة سارعت إلى إعلان رفضها لهذا الاتفاق، معتبرة على لسان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن أنّ أيّ إفراج عن أموال إيرانية مجمّدة بموجب العقوبات الأمريكية لا يمكن أن يتمّ قبل أن تمتثل إيران بكامل التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عهد ترامب.

ويبقى مصير الأموال المجمدة لإيران في البنوك الكورية مجهولا، ويرجح أن تظهر ملامح الصفقة التي تم من خلال الإفراج عن الناقلة خلال الأيام القليلة القادمة.

وتعتبر الناقلة النفطية الكورية الجنوبية ثاني ناقلة تختطفها إيران خلال عامين، والأولى كانت في تموز 2019 عند اختطاف الحرس الثوري الناقلة النفطية "ستينا إمبيرو" التي ترفع علم بريطانيا أثناء عبورها مضيق هرمز الذي يمرّ عبره خُمس الإنتاج النفطي في العالم.

 ولم تفرج السلطات الإيرانية عن السفينة إلا بعد شهرين، وأتى احتجاز طهران "ستينا إمبيرو" بعد أن اعترضت بريطانيا قبالة سواحل جبل طارق ناقلة نفط إيرانية قبل أن تفرج عنها رغم الاعتراضات الأمريكية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات