كورونا ليس السبب.. نظام أسد يغلق المدارس والجامعات ومدرسون يخرجون عن صمتهم!

كورونا ليس السبب.. نظام أسد يغلق المدارس والجامعات ومدرسون يخرجون عن صمتهم!
في خطوة غير منتظرة أعلن نظام الأسد عن إغلاق المدراس والجامعات ووقف العملية التعليمية برمّتها، مبررا القرار برغبته حماية الطلاب من جائحة كورونا، ونصّ القرار على إنهاء العام الدراسي للمرحلة الابتدائية واعتماد نتائج التلاميذ المسجلة حتى لحظة صدوره، وإجراء امتحانات نهاية السنة الدراسية في مواعيدها المقررة مسبقا للمرحلتين الإعدادية والثانوية.

وكما اعتاد النظام الكذب حتى في نشرة الأحوال الجوية، كذب على السوريين هنا، ولم يصدر القرار حرصا على الطلاب، بل لإخفاء توقّف العملية التعليمية قسريّا بسبب عدم قدرة الطلاب والمدرسين على الوصول إلى المدارس لتوقّف حركة المواصلات العامة والخاصة بسبب أزمة الوقود.

وهذا ما أكده رئيس دائرة في وزارة تربية النظام عندما أجاب على تساؤلات بعض المراجعين عن الدافع الحقيقي لإغلاق المدارس وهي التي لم تغلق عندما كانت جائحة كورونا في ذروتها مع نهاية العام الماضي، حيث قالها بوضوح "منذ شهر توقّفت العملية التعليمية، غالبية الطلاب والمدرّسين يتغيّبون عن المدارس بسبب توقّف وسائط النقل، هكذا بات الأمر مبررا قانونيا".

وفي هذا السياق، أعلن قبل أيام مدير مدرسة تتبع ناحية كسب بريف اللاذقية إغلاق المدرسة ووقف التدريس فيها ريثما تحلّ مشكلة النقل التي منعت أساتذة المدرسة التسعة من الوصول إليها عشرة أيام متواصلة، الأمر الذي واجهته مديرية تربية اللاذقية بعزل المدير واستئناف الدوام في المدرسة وتكليف الموظفين الإداريين فيها "وهم من سكان القرية" ومنهم عمال النظافة الذين لا يحملون شهادات إعدادية بالإشراف على الصفوف الدرسيّة. 

المتهم البريء

لا يخفى تزايد أرقام المصابين بجائحة كورونا في الآونة الأخيرة في سوريا، وارتفاع عدد الوفيات، وهذا ما يستمر النظام في إخفائه وحجب المعلومات الحقيقية عنه، لكن هذا ما أكده كثير من الأطباء، ومنهم من دعا علانية لتشديد الإجراءات الاحترازية لمواجهة الجائحة.

قرار وزارة تربية النظام جاء متزامنا مع أزمة الوقود المتفاقمة التي أوقفت حركة النقل في سوريا المفيدة، وفشلها في تأمين وسائل نقل المدرّسين، وهم في غالبية المدارس السورية من زوجات وشقيقات الضباط في الساحل، الذين وجدوا في هذا مبررا لا يحتاجونه أصلا للتغيّب عن المدارس، وفي الوقت ذاته لا تستطيع الوزارة إلزامهن بالدوام.

وضحكت المدرّسة وعد ديوب في فيديو بثّته من قريتها في جبلة على صفحتها على فيس بوك بصوت عال وهي تتوجه بالشكر لأزمة الوقود وقالت إن عامها الدراسي انتهى، وأنها لن تعود للتدريس في مدرستها بريف دمشق إلا مع العام الدراسي الجديد "إذا توفر البنزين"، ولم تأتِ على سيرة فايروس كورونا، وهي العارفة بأن لا علاقة له بإغلاق المدارس.

مثل هذا قالته صبيحة بركات المدرّسة في القامشلي "كنت سأبقى في القامشلي لأن شركات النقل لم تعد تعمل لولا أن أخي أتى بسيارته العسكرية وأعادني إلى بيتنا في دمشق".

ردود أفعال

بين غضب من عجز النظام على توفير الوقود لوسائل النقل، وسعادة لإغلاق المدارس وتوفير مصاريف التنقل والدراسة، تراوحت ردود أفعال مواطنين تحدّث إليهم ناشط متعاون مع أورينت في اللاذقية.

"دخلي جيد مقارنة بغيري من المواطنين، لكني لم أعد قادرا على توفير متطلبات الدراسة والتنقّل لابني في الثانوية وابنتي في الجامعة، لا يهمني ما هو سبب توقّف الدراسة، لكنني سعيد بصدوره" هذا ما قاله طبيب أطفال في حي الرمل الشمالي باللاذقية.

فيما بدا الموظف "ش.ك" غاضبا من عجز ما أسماها الدولة عن توفير وقود وسائل النقل، وقال إن التعليم خط أحمر، يجب أن يستمر بأي شكل، وتساءل بشجاعة "لماذا لا تتوقف سيارات الضبّاط والشبّيحة، كيف تتحرّك الدبابات، لو تمّ تحويل مخصصاتها من الوقود لنقل الطلاب والمدرّسين إلى المدارس أليس أفضل؟".

 

ووصف سائق على خط الشيخ ضاهر-الرمل الشمالي وزارة التربية بالكذب، "أتظنون أننا لا نعرف السبب الحقيقي لإغلاق المدارس، أنا سائق لم أحرّك سيارتي منذ عشرين يوما لعدم وجود المازوت، هذا هو السبب، وليس كورونا" حسب قول السائق الذي أبدى حزنه على حال البلد الغنيّ بالموارد النفطية، ويعجز عن توفير وقود سيارات لنقل الموظفين والطلاب.

الأزمة في تصاعد مضطرد، حيث لا حلّ يلوح في الأفق، رغم تصريحات يطلقها النظام عن انفراج قريب، مدّعيا وصول ناقلات نفط إلى سوريا عقب إعادة الحركة في قناة السويس، متجاهلا أن نقص الموارد البترولية سبق بزمن طويل مشكلة إغلاق القناة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات