بديل جيد
يرى " محمد الحسن" وهو شاب سوري مقيم في مصر، أن هذه الخدمة سهّلت عليه كثيرا، خصوصا أن والديه مقيمان في حلب لوحدهما ويحب أن يدخل السعادة إلى قلبيهما ووجد أن هذه الطريقة أفضل من إرسال المال لهما حيث يتعرضان لمواقف كثيرة متعبة مثل الوقوف على طابور في شركات الصرافة، فضلا عن السعر القليل الذي يتم صرف الدولار عليه بسبب تحديد البنك المركزي التابع للنظام للسعر، ناهيك عن قلقه الدائم على والده الكبير في السن والذي يضطر لقطع الرحلة لمركز الصرف ماشياً بسبب شح المواصلات في سوريا وارتفاع أجورها، مشيرا إلى أنه استطاع إرسال العديد من الهدايا لأهله خصوصا هدية عيد الأم التي أسعدت والدته، فضلا عن "عزيمتهما" كل أسبوع تقريبا على غداء " محرز " ناهيك عن توصيل طلبات المعيشة اليومية حتى المنزل، كذلك توصيل المال بسعر صرف أفضل عبر نفس المبادرة.
توصيل لجميع المناطق
يعتقد " رغيد السوري " وهو اسم مستعار لشخص يشتغل في خدمة التوصيل، أن هذه المبادرة التي نشأت فردية عبر عدة أشخاص لتشكل في كليتها خدمة متعددة لجميع المحافظات، شكّلت نوعاً من الراحة للمغتربين من جميع المحافظات، مؤكدا أن الخدمة مأجورة لكن بشيء بسيط ومدروس بما يضمن استمراريتها، مشيرا إلى أن الكثير من المغتربين السوريين في مصر، ودول أخرى أيضا باتوا يعتمدون عليه وعلى غيره من العاملين في هذا الشأن من أجل تقديم العون لذويهم المقيمين في مناطق النظام أو المناطق الخارجة عن سيطرته، مشيرا إلى بعض الصعوبات التي قد تواجه عملهم ومنها ارتفاع سعر المنتجات في سوريا، فضلا عن تغيرها شبه اليومي، الأمر الذي قد لا يتفهمه بعض المتعاملين، إلا أن الخدمة رغم ذلك مستمرة، رغم تبدل الأسعار بين المدن ومناطق السيطرة.
ويشير رغيد إلى أن الحاجيات المطلوبة غالبا ما تكون وجبات طعام، مثل الدجاج واللحم و"المطبوخ" والحلويات، مؤكدا، أن يوم الجمعة يعد من أكثر الأيام الذي تزيد فيه هذه الطلبات، فضلا عن طلبات المناسبات كعيد الأم وشهر رمضان، حيث يسعون لتأمين سلات غذائية لتوصيلها لكل أسرة تطلب ذلك فضلا عن سلل يدفع ثمنها أهل الخير لتوزع لعائلات مستورة في مناطق مختلفة.
ما يشبه الشراء عبر الإنترنت
تقول " لمياء قمحة " وهي سورية مقيمة في مصر، أن هذه الخدمة تشبه لحد كبير الشراء عبر الإنترنت، وهي شيء ممتاز في ظل حالة البعد والاغتراب التي يعيشها السوريون، والتي جعلتهم يلجؤون لطرق أخرى من أجل كسر حالة الاشتياق عبر منح ذويهم بعض الفرح في ظل الظروف القاسية التي يعيشها سوريو الداخل، منوهة إلى أن خدمة التوصيل، جيدة جدا لكونها تساعد في تقديم شيء للمتضررين من الوضع المعيشي في سوريا دون إحراجهم، فضلا عن تسهيل الحياة عليهم عبر تأمين أشياء من الصعب عليهم شراؤها في الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد، منوهة أن أغلب أقربائها المغتربين ليس فقط في مصر بل في دول أخرى في أوروبا، بدؤوا بالبحث عن بدائل لمساعدة أهلهم، معتقدة أن ما يميز المشتغلين بهذه الخدمة حتى الآن هو سرعة تأمين الاحتياجات والأمانة في التعامل، الذي يمنح المرسل طمأنينة إضافية بأن جهوده في إسعاد ذويه لن تذهب سدى، ناهيك عن السعادة التي تملأ وجوه وقلوب الأهل، حين تصلهم تلك الأشياء بشكل مفاجئ وهو ما يحتاجه كل سوري يعيش داخل معترك الحياة الصعبة في سوريا.
التعليقات (0)