من "الأسد أو نحرق البلد" إلى "الجوع أو الركوع": نرجوكم... أنقذوا القتلة!

من "الأسد أو نحرق البلد" إلى "الجوع أو الركوع": نرجوكم... أنقذوا القتلة!
القتلة هم السفاح الأسدي ونظامه وعصابته الطائفية ومؤيدوه، والطلب ليس مني حتماً، وهو ليس بالغريب الذي لم نسمعه أيضاً، بل هو مضمون كل دعوة لرفع العقوبات والأمريكية منها خاصة، وقانون قيصر بشكل أدق، فالعقوبات الأوروبية حتى الآن مجرد نكتة وقحة بإضافة اسم لها ما بين فينة وأخرى لتمنع منحه الفيزا مثلاً والذي يتم تجاوزه كلما زار مجرم مثل "علي مملوك" إيطاليا لأن للضرورة المخابراتية أحكاما، أو بفرض عدم التعامل مع شركات المدرجين على لائحة العقوبات والتي يتم تجاوزها بإنشاء شركات جديدة وسيطة تقوم بالمهمة بعلم فارضي القانون الأوروبيين، أو تجميد حساباته وأصوله وهو ما لم نر له أثراً مع العلم أن كل كبار القتلة يملكون أصولاً وأموالاً باسمهم أو باسم عائلاتهم التي لا يطالها القرار ليبقى كل شيء على حاله.

قانون قيصر الذي بدأ العمل عليه لسنتين في ولاية "باراك حسين أوباما" حليف إيران وبالتالي داعم نظام أسد حيث قام المذكور بتعطيله مع حفنة من الديموقراطيين في الكونغرس ممن يدعمون بكل وقاحة وعنصرية وطائفية إرهاب نظام أسد، ومن ثم وعلى مدى ثلاث سنوات تلت تم تقليص وتخفيف القانون الذي بدأ بالمطالبة بفرض مناطق آمنة بحظر جوي لا يطالها نظام المجرم الأسدي وحليفيه المافيوي الروسي البوتيني والإيراني الصفوي، لينتهي وبمناورات كثيرة لتمريره بقانون وإجراءات يتم تطبيقها بشكل متدرج وبطيء ومقصود.

معركة رفع العقوبات على النظام!

قانون قيصر الذي يركز على منع النظام الأسدي من استيراد ما يمكن أن يستعمله في حربه هو وحثالة السوريين على شرفاء السوريين، فالسوريون ليسوا واحداً كما أثبتت عشر سنوات من الاختبار: حثالة مؤيدين للنظام الأسدي، وشرفاء أحرار مؤيدين للثورة السورية.. قانون قيصر الذي يركز على البنك المركزي الذي يمثل الرئة التي يتنفس منها النظام الأسدي اقتصادياً وعلى الموارد النفطية المستوردة والتي تسخر نسبة هائلة منها كما كل موارده الاقتصادية لمتابعة حربه على السوريين الشرفاء، لا لحل أزمة الوقود والغاز والكهرباء كما يدعي والتي يكفيه تخصيص عشرها لحل هذه الأزمات المعيشية لمن يعيشون تحت احتلاله.. قانون قيصر الذي يمس فقط المستوردات التي تستعمل للأغراض الحربية لا باقي السلع الضرورية.. قانون قيصر الذي لا يمس دخول أي مساعدات إنسانية أو طبية وهي التي يصر السفاح الطائفي مع فيتو حاضر من حليفه الروسي، يصر على إدخالها عبر معابره وتوزيعها بإدارته وهو ما كانت نتيجته طوال عشر سنوات توزيع هذه المساعدات وبالكامل بشكل انتقائي طائفي ولعائلات شبيحته القتلة لا ضحايا السوريين.

كل الأساليب والأكاذيب وأصحابها "الحثالات" مهما بلغت وقاحتها مباحة في معركتهم ضد الشعب السوري لا من أجله كما يدعون؛ ومنها معركتهم الأخيرة لرفع العقوبات عن النظام الطائفي.. وآخرها مواقف ورسائل وحملات رجال الدين المسيحي في المنطقة وفي سوريا خاصة والتي لم تتوقف منذ اندلعت الثورة السورية وهم الذين دعموا النظام بكل جرائمه منذ اليوم الأول للثورة وما زالوا، مورطين خلفهم طوائفهم في أكبر جريمة يرتكبها رجال الدين هؤلاء بحق سوريا وبحق طوائفهم.. ومنها أيضاً عصابات الأقلوين ورسائلهم النتنة المليئة نفاقاً وطائفية وهم القابعون بدلال في مهاجرهم الطوعية..  ومنها أيضاً مرتزقة ومنافقو السنة الذين باعوا أنفسهم وضمائرهم للشيطان.. هي معركة كل هؤلاء الحثالة لمعاقبة الشعب السوري لا لرفع العقوبات عنه، معركة اللاشرف اللاسورية واللاوطنية التي اتحد فيها كل حثالة السوريين مع كل عنصري وطائفي ومرتزق في العالم تقول برفع العقوبات عن النظام الأسدي النازي الإرهابي الطائفي اللاسوري واللاوطني، ليتابع جريمة إبادة وتهجير ضد الإنسانية التي قل نظيرها عبر تاريخ البشرية.

واضح رغم أنف الكذابين داعمي الإرهاب الذين أشرنا لهم أن سبب الكوارث المعيشية التي يعيشها ثمانية ملايين سوري في المناطق التي يحتلها النظام الأسدي الطائفي في سوريا؛ ليس أي عقوبات وخاصة الأمريكية وإنما هي سببٌ ثانويٌ لانهيار اقتصادي تراكمي حدث نتيجة الدمار الذي فعله هذا النظام وعصابته الطائفية لعشر سنوات تحت شعار "الأسد أو نحرق البلد" الذي أطلقه بكل وقاحة منذ اليوم الأول للثورة السورية (وكذاب وقح من ينكر ذلك وأمامنا آلاف الأدلة البصرية والسمعية)، شعار يمثل أقذر ما يمكن أن يمارسه إنسان بحق ما يفترض أنه وطنه، وهو شعار لا يلتفت له من يدعون لرفع العقوبات عنه من الحثالات الذين أشرنا لهم، بل كانوا جزءاً من الشعار يصفقون له بشعار يماثل الشعار الذي كانوا يتشفون به من ضحايا كيماوي النظام وضحايا حصار الجوع ، شعار أطلقه النظام الأسدي الطائفي ونفذه بكل وحشية عن عمد ومعرفة بنتائجه، لينتج اليوم في ما ينتج كوارث معيشية لمن يعيش تحت احتلاله وتتلخص بانهيار سعر صرف الليرة السورية وبالتالي تدنّي الدخل إضافةً لأزمتي الكهرباء والوقود.. لكن ما قيمتها وحجمها مقابل ما عاناه ويعانيه السوريون الذين لا يعيشون تحت احتلال النظام وهم ضحاياه!!!

حمص والغوطة وداريا وشعار "الجوع أو الركوع"!

ست سنوات حصار لغوطة دمشق وأربع سنوات ونصف لحمص وداريا وضواحي دمشق في الهامة وقدسيا والفيجة ومثلها في مخيم الركبان، لم يصلهم شيء من المساعدات الدولية مع حصار الموت جوعاً وقطع الكهرباء لسنوات من قبل نظام شعاره "الجوع أو الركوع" استكمالا لشعار "الأسد أو نحرق البلد" وهو الشعار الذي دمّر فيه البلد حجراً وبشراً وتاريخاً وحضارةً ومجتمعاً ثم بدل معاقبته تجري الدعوة لمكافأته وإعادة تأهيله عبر بوابة رفع العقوبات وإعادة بناء جزءٍ مما دمره بأموال الخارج وبإشرافه وسرقته لمعظمها وتوجيهها لعصابته الطائفية بعد إحدى كبريات عمليات التهجير الطائفي التي جرت عبر التاريخ .. حصار لم نسمع عنه كلمة من الحثالات آنفة الذكر.

من يريد رفع المعاناة عن السوريين عليه أن ينظر لكل السوريين خاصة ثلاثة عشر مليوناً على الأقل في المخيمات والمهاجر الذين عانوا تحت الحصار والقصف والتهجير آلاف المرات أكثر من معاناة من بقي تحت احتلال النظام حتى اليوم، والدعوة لرفع العقوبات هنا عمل مشبوه لا أخلاقي حتى لو تلطى خلف مشاعر مزيفة تتعاطف مع الذين يعانون اليوم معيشياً تحت احتلال نظام القرداحة، فكل من عادوا من لجوئهم ومهاجرهم خلال ما يقارب عشر سنوات لا يتعدون بضع عشرات الآلاف على أبعد تقدير، دفع بعض منهم حياته نتيجتها في أقبية هولوكوست القرداحة؛ وثلاثة عشر مليوناً نصفهم يعيشون في ظروف سيئة جداً تقارن بأي حال وتحت أي حجةٍ بمن يشتكي من سعر الرز والسكر وسندويشة الفلافل وقارورة الغاز والمازوت والبنزين والكهرباء تحت احتلال النظام، معاناةٌ لا تقارن بأوضاع اللاجئين في لبنان والأردن والركبان ومخيمات الحدود التركية في الشمال السوري، هم ستة ملايين لاجئ يعيشون على مسافة ساعة أو اثنتين بالسيارة من بيوتهم التي تقع في مناطق يسيطر عليها النظام الأسدي بعد أن دمرها، يعيشون مع كل شظف العيش والحياة والمضايقات والاضطهاد أحيانا، وتراهم يفضلون البقاء في منافيهم التعيسة على مرمى حجر من منازلهم على العودة.. أليس هؤلاء هم السوريون الذين يستحقون المساعدات وتبدو مقارنة معاناتهم بمعناة من يعيش تحت احتلال النظام الأسدي؛ تبدو مقارنة وقحة. 

إعادة تأهيل السفاح! 

ليتعاطف من شاء مع من يعيشون تحت احتلال النظام وليساعدهم بماله الخاص لا بمال وقرار دولي سياسي يعيد تأهيل نظام الإجرام الذي سبب كل هذه الكوارث، فالدعوة إلى رفع العقوبات جريمة أكبر بكثير بحق ثلاثة عشر مليون سوري آخر لاجئ ومهجر، وكل مشاركة به بأي جهد وبأي شكل إنما هي مشاركة بجريمة السفاح ودعم له، ليس مجازا بل حقيقة وعن عمد وتواطؤ مع النظام المجرم أو عمالة رخيصة له، فالعقوبات الأمريكية هي بعض بسيط من أسباب ما يجري، ورفعها يهدف إلى إعادة تأهيل السفاح لينجو بجريمته ويستمر في السلطة تطبيقا لشعاره، وأي دعوة لرفع العقوبات عنه هي دعوة مشبوهة لا تحتمل حسن الظن حتى لو صدرت عن بعضٍ بيننا، وهم البعض الذين تصدروا لفترات المشهد المعارض منذ سنوات لكنهم وكعادتهم تغيب أصواتهم عن المشهد مثل أي مشهد حساس يتطلب كلمة حق.

للعلم؛ العقوبات الأمريكية والأوروبية على النظام الأسدي لا تشمل ولا تقيد أي مساعدات إنسانية أو طبية ولا تقيد أي دولة أو منظمة دولية (بما فيها الأمم المتحدة) من تقديمها، لكن النظام وحليفه الروسي وعبر الفيتو يصر أن تدخل هذه المساعدات عبر معابره وأن يقوم هو بتوزيعها، ليقوم كما ثبت خلال عشر سنوات بتوزيع 90% منها على عائلات قتلته وشبيحته بينما لا يستفيد منها محتاج حقيقي واحد بمن فيهم سكان المناطق التي أعاد النظام احتلالها في الغوطة التي لا تزال تخضع للحصار والحرمان، وداريا و حمص التي ما زال يعيش جزء من سكانهما لاجئاً في مناطق يحتلها النظام الأسدي لكنهم مُنعوا من العودة لبيوتهم التي تم الاستيلاء عليها في مخطط التهجير الديموغرافي الإرهابي النازي القرداحي.

تحضرني بالمناسبة الحملة التي بدأت بإيعاز من مخابرات النظام الأسدي متعللة بانتشار وباء كورونا وتحت شعار "ارفعوا الحظر عن سوريا"، والتي هي حملة خبيثة لا علاقة لها بمكافحة الوباء بل بإعادة تأهيل النظام، فأُذَكِّرُ بهذا الصدد أن ما أنفقه نظام القرداحة فقط لإنتاج ورمي البراميل المتفجرة كان يكفي وحده لتزويد كل السوريين بكل أجهزة الإنعاش وأسطوانات الأكسجين ومستلزماتها ومعاملها، أو يكفي لتزويد كل السوريين باللقاح، لكنه فضل قتل نصف السوريين تحت احتلاله بتركهم نهبة لوباء كورونا بلا أي حصانة ليقتل بنفس المبلغ نصف السوريين الآخر بقذفهم ببراميل متفجرة تقتل بشكل عشوائي كان هدفها وضحاياها وبنسبة تتجاوز 95% المخابز والمستشفيات والمدنيين العزل.

رماديو الاتجار بالمعاناة المعيشية!

جزء من السوريين ممن لا يزال يعيش تحت احتلال نظام القرداحة يعارض النظام الأسدي لكنهم لم يغادروا لأسباب مختلفة (بعد إرسالهم لمعظم أبنائهم للخارج)، وهم ممن لم يدفعوا الثمن الكبير الذي دفعه غيرهم، ومن البديهيات هنا تحملهم لنصيبهم الواجب تحمله في الثورة وهو هذه الأزمات المعيشية التي يعيشون، فليس من المعقول أن يبحثوا عن العيش الرغيد الآمن بينما القتل منذ عشر سنوات يجري على مرمى نظرهم ناهيك عمن خسر منهم أحباءه على يد مخابرات النظام وميليشياته أو من خسر بيته وبات لاجئاً في مناطق احتلال النظام، بل هي فرصته للعدالة إن كان يبحث عن شبه عدالة بحق من قتل أو اغتصب أو نهب أو هجر أحباءه وليتحمل بعضاً صغيراً من المعاناة كواجبه في هذه الثورة.

هناك أيضاً من يدعي الرمادية، فمثله مثل من  يؤيد النظام الأسدي، فلا حيادية هنا وليس المطلوب منه إعلان معارضته علناً بل الاكتفاء بهذه القناعة في نفسه وبين خواصه على الأقل‘ فإن لم يفعل فهو جزء من مؤيدي النظام فلا تيار ثالث في ما يجري.. وكل هؤلاء الرماديين المنافقين الانتهازيين عديمي الضمير، وكل مؤيدي نظام القرداحة؛ لهم جميعاً كل الشماتة بما يعانون معيشياً فهي عقوبة أصغر بكثير مما يستحقون، وقد كانوا يصرخون بسعار تشفياً بقتل أطفالنا ومدنيينا واغتصاب نسائنا وتعذيب شبابنا وتهجير أهلنا ونهب وتدمير ممتلكاتنا بينما يقوم إرهابيوهم من مخابرات وجيش وميليشيات بهذه المهمة القذرة، ليعيشوا لعشر سنوات من التعفيش والنهب والابتزاز والسرقة والخطف والقتل، فنصف المؤيدين على الأقل شاركوا عبر أبنائهم في الجريمة بشكل مباشر أو غير مباشر وعاشوا من المال المنهوب منا والمغمس بدمنا وعذاباتنا وكل لقمة في أفواههم حرام وقطعة نار وإرهاب (أما النصف الآخر فقد كانوا يصفقون للجريمة)، وكل هؤلاء آخر من يتكلم عن معاناة معيشية وهم من يعيش على دماء ومعاناة وأموال نصف السوريين الآخر، وأقل من يعاني معيشياً مقابل من لم يشارك النظام الأسدي بأي عمل إرهابي وينفق ما تبقى من مدخراته، وآخر ما تعنينا معاناتهم التافهة بكل المقاييس مقابل معاناة السوريين الآخر.

الخلاصة تقول بأن هذا النظام الطائفي الأسدي هو أقذر ما ظهر في تاريخ البشرية ولا مكان له في إلا مزبلة التاريخ واستئصاله من سوريا هو الشرط الوحيد لرفع معاناة كل السوريين من كل الأطراف، وهو الشرط اللازم لعودة اللاجئين السوريين إلى بيوتهم ولرفع معاناة السوريين من كل الأطراف وأينما وُجدوا، فهو السرطان الخبيث والسبب في كل أنواع الأوبئة والأزمات الصحية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لذلك #لا_ترفعوا_العقوبات_عن_نظام_أسد . 

* فواز تللو – سياسي وباحث سوري

مدير مركز آفاق مشرقية للدراسات- برلين / ألمانيا 

التعليقات (3)

    شرحبيل

    ·منذ سنتين 11 شهر
    السيد فواز : كلما كتبت تعليقاٌ على مقالاتك لا تنشر للأسف ، علماً بأنني أواكب الأورينت منذ نشوئها ...وإذا سمحوا بالرد فلا يمكننا الرد لأن الحيز صغير جداً جداً ...سلامنا إليكم

    Marwan Al Esh

    ·منذ سنتين 11 شهر
    #لاترفعوا_العقوبات_عن_نظام_الأسد

    ابن الريف

    ·منذ سنتين 11 شهر
    ماشكا منه المعلق السابق حصل معي ، لذا نطلب من الأورينت توسيع حقل التعليق ونشر التعليقات حسب الأصول .
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات