نكبات مصر الموجعة وأزمة السويس.. هكذا تضامن السوريون في مصر مع الأحداث

نكبات مصر الموجعة وأزمة السويس.. هكذا تضامن السوريون في مصر مع الأحداث
شهدت جمهورية مصر العربية العديد من الأحداث المؤلمة والصادمة في الأيام الأخيرة، فمن حادث تصادم قطاري مدينة سوهاج، مرورا بانهيار عقار سكني في منطقة جسر السويس، وحريق محطة قطارات الزقازيق وانهيار ترسانة أحد الجسور في منطقة الجيزة، وصولا للحدث الذي هز العالم مع توقف الملاحة في قناة السويس " الممر المائي الأشهر عالميا" عقب جنوح سفينة النقل البحرية " إيفر جيفين " التي أوقفت الملاحة في القناة لأيام عدة قبل النجاح في تعويمها من قبل المصريين. 

الأحداث الأخيرة أشعلت روح التضامن عند السوريين المقيمين في مصر مع إخوتهم المصريين، حيث تفاعل السوريون المقيمون في " أم الدنيا " مع جميع التطورات معتبرين أنفسهم جزءا منها، ذاكرين فضل مصر وشعبها عليهم خلال سنوات إقامتهم فيها. 

حزن عميق

حالة من الحزن والكدر، سيطرت على الأوساط السورية بعد حادث قطاري سوهاج، حيث رصدت أورينت العديد من حالات التضامن السورية مع الضحايا وذويهم، ومنها ما كتبه الدكتور ملهم الخن عضو التجمع الخدمي السوري في مصر، عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، والذي أكد التضامن الكامل مع مصر وأهلها الطيبين في الحادثة التي وقعت وأدت لمقتل نحو 32 مصريا فضلا عن أكثر من 100 جريح.

التضامن هذا لم يأت من فراغ كما يقول " محمد صبري " وهو سوري مقيم في مصر، حيث يؤكد أن حالة الأخوة بين السوريين والمصريين، والتعامل الطيب من الشعب المصري مع أشقائه السوريين أدى لأن يشعر كل سوري في مصر بأن الحادث المؤلم يخص الجميع، معتبرا أن الحزن والتضامن هو أقل شيء يمكن أن يقدمه السوري في هذه الظروف الاستثنائية. 

انهيار العقار المؤلم 

" عندما رأيت صور العقار المنهار في جسر السويس، شعرت للوهلة الأولى بأني في الغوطة الشرقية تحت القصف" ، هذا ما قالته " رغد الصغير "، وهي سورية لاجئة في مصر عاشت لسنوات في حصار الغوطة الشرقية قبل أن تخرج منها وتأتي لمصر عبر السودان، حيث أكدت أن الصور التي شاهدتها لانهيار العقار المصري في منطقة جسر السويس، عادت بذاكرتها إلى منطقة الغوطة الشرقية التي تعرضت خلال سنوات عدة لمختلف أنواع القصف والتدمير الذي أدى لانهيار وسقوط آلاف المباني، فضلا عن آلاف الضحايا، مؤكدة أن الموت تحت الركام مؤلم، ومشيرة إلى أن أهل مصر شعب طيب لا يستحقون هذه المعاناة. 

تفاعل مع أخبار قناة السويس

لم يكن خبر توقف الملاحة في قناة السويس عاديا، اهتمام عالمي بالممر التجاري الأكثر أهمية في العالم، والذي اهتزت أركان التجارة العالمية بسبب العطل الذي أصابه بعيد جنوح الناقلة الضخمة فيه، الأمر الذي أدى إلى تفاعل كبير من السوريين مع الحادثة، حيث يؤكد " مازن أبو الخير " وهو تاجر سوري مقيم في مصر، بأن تعطل القناة كان خبرا صادما للجميع، حيث تأثرت أسعار صرف الدولار على الفور في البلاد، ناهيك عن ارتفاع الكثير من السلع وعلى رأسها النفط، فيما يشير إلى أن الكثير من السوريين راقبوا الأمر بتعاضد كبير من أشقائهم المصريين. 

فيما ظهرت الكثير من التعليقات السورية الفرحة والمهنئة للمصريين، بُعيد تأكيد الانفراجة في وضع الملاحة بقناة السويس، بعد النجاح في تعويم الباخرة الضخمة، حيث يؤكد " شريف صباغ " وهو مهندس سوري مقيم في مصر منذ سنوات، بأن ما يضر مصر يضر بغيرها من الدول العربية، وأن الوجود في هذه البلد، يمنحك انتماء لا شعوريا لقضاياها، وأزماتها، حتى تصبح جزءا منها، مشيرا إلى أن حالة القناة أثارت الكثير من القلق لدى السوريين، وكأنهم من أبناء البلد، معتبرا أن السوري لا ينسى من قدموا له يد العون وساعدوه في محنته الأخيرة، معتقدا بأن هذين الشعبين لا يمكن لهما إلا أن يكونا في صف واحد مهما تغير الزمان وتقلبت الظروف، ومؤكدا أنه طالما كانت حالة التضامن المتبادل بينهما في حوادث مختلفة، الأمر الذي يجعل التضامن الحالي شيئا غير مستغرب، لأن كلا الطرفين تعوّد أن ينظر للآخر بعين الأخوة والتضامن في الأفراح والأتراح. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات