إحصائيات.. ودعم
تعتبر الثورة الحيوانية من أهم أنشطة المنطقة المحررة، حيث تقوم المديرية العامة للزراعة في حكومة الإنقاذ السورية بالإشراف عليها ودعمها مع مربيها ضمن برامج مختلفة وحول الإحصائيات والبرامج تحدث لأورينت نت (أحمد الحمود) مدير العام للزراعة قائلاً "سُجل لدينا نظامياً في منطقة إدلب وريفها وريف حلب 369،299 من رؤوس الماشية موزعة على الشكل التالي:
عدد الأبقار 22333
وعدد الأغنام 284461 وعدد الماعز 62525
يتم الإشراف المباشر والدوري عليها من خلال متابعة الدوائر والشعب المنتشرة في المحرر لها، كما قامت الصحة الحيوانية بتفعيل برامج اللقاح وتنفيذه على أعداد كبيرة من رؤوس الماشية للمناعة ضد الأمراض التي تصيبها، وتنفيذ مشروع دعم مادة النخالة بالتعاون مع مؤسسة الحبوب وتقديمها للأخوة المربين بسعر مدعوم وأرخص من السوق".
وأضاف (الحمود) "تقوم المديرية العامة للزراعة بالتنسيق مع إدارة المعابر بتنظيم عملية دخول وخروج المواشي من مدينة إدلب إلى المنطقة الشمالية وبالعكس تلبيةً لرغبة المربين، للحصول على المراعي لمواشيهم بعد تأكد خلوّها من الأمراض من خلال فحصها من قبل دائرة الصحة الحيوانية منعاً من تفشي الأمراض".
بين الواقع.. والصعوبات
على الرغم من الصعوبات العديدة التي تواجه الثروة الحيوانية يبقى مربوها متمسكين بتربيتها على اعتبارها مصدر دخلهم الوحيد الذي يعتمدون عليه في تأمين قوت يومهم، ولا يجدون بديلاً عن ذلك، (سوعان العبيد) النازح من ريف حماه الشرقي يحدثنا عن واقع الأغنام في المحرر قائلاً "يعاني" الغنّامة" من قلة مساحة الرعي الطبيعية الأمر الذي يجبرنا على شراء الأعلاف أو ضمان الأراضي الزراعية، حيث يبلغ سعر طنّ النخالة أو الأعلاف 250$ وضمان دونم الأرض من الشعير أو البرسيم 100$، الأمر الذي أجبر أكثر المربين "الغنّامة" على بيع أو تقليل عدد مواشيهم".
من جهة أخرى تحدث لنا صالح الحمود أحد مربي الأغنام قائلاً "لا ننسى مشكلة ارتفاع أسعار اللقاح، حيث تحتاج الأغنام إلى لقاح دوري كل 60 يوما، وتستهلك كل 125 رأس غنم حوالي 50 دولارا ثمن لقاحات مختلفة، ونجد صعوبات في تغطية تلك النفقات بسبب تدني سعر الحليب نوعاً ما، والبالغ 3 ليرات تركية للكيلو غرام الواحد، وحتى سعر اللحم مقياساً مع غلاء المعيشة العام".
وبالحديث عن موضوع الأبقار تحدث لنا (غالب الصطوف) أحد مربيها قائلاً "انخفض عدد الأبقار نسبياً في المحرر، بسبب النزوح بالدرجة الأولى، ما أجبر الكثيرين على بيع أبقارهم من جهة وقلة المساحات الرعوية وارتفاع أسعار الأعلاف الذي يبلغ 2500 ليرة تركية للطن الواحد من جهة أخرى، فعلى على سبيل المثال في بلدة الفوعة المحررة البالغ عدد سكانها حوالي 40 ألف نسمة هناك حوالي عشرة أبقار فقط، ولكن هناك تسويق للمنتج الحيواني للمجتمع مقارنة بأعدادها".
وبالانتقال إلى واقع الدجاج حدثنا (بلال جمال) نازح من ريف إدلب الجنوبي وصاحب مدجنة "يصل إلينا الصوص من تركيا عبر معبر باب الهوى ونربيه لدينا حوالي 100يوم ليبدأ بإنتاج البيض لمدة سنتين تقريباً، وبالنسبة لفروج اللحم فيأتينا من نفس المصدر ونربيه لدينا حوالي أربعين يوماً ليُباع في الأسواق، ويحتاح لعلف معروف بالسوبر مكون من الذرة والصويا التي تأتي من تركيا أيضاً، وأبرز الصعوبات هي تأمين المحروقات للمحافظة على درجة حرارة المدجنة المناسبة للتربية وهي ما بين 32° _ 37°".
الحلول المتخذة
مع سيطرة نظام أسد مؤخراً على مناطق واسعة من سهل الغاب وجبل شحشبو، والتي لطالما كانت مقصد مربي الحيوانات للرعي الطبيعي بسبب توفر المراعي فيها، كان لابد من طرق بديلة تخفف عن المربين عبء أسعار الأعلاف الجاهزة وحول تلك الحلول حدثنا الدكتور البيطري (أحمد اليوسف) قائلاً "بسبب غلاء الأعلاف وقلة مساحات الرعي الطبيعي قمنا بتوجيه المربين لزراعة الشعير ونبتة "الآزولا "والتي وفرت أكثر من خمسين بالمئة من نفقات التربية، وتم التواصل والتنسيق مع أكثر من جهة مختلفة لدعم الثروة الحيوانية وتفادي تدهورها".
وأضاف (اليوسف) "نسعى لحماية المجتمع من الأمراض التي تنتقل من الحيوان للإنسان وهي حوالي سبعين بالمئة من الأمراض التي تصيب الإنسان مثل داء الكلب والسل، وذلك من خلال اتخاذ الاجراءات اللازمة ومتابعة الحالات المرضية ومعالجتها".
طرق التهريب
ما تزال عمليات تهريب المواشي ولا سيما الأغنام مستمرة إلى مناطق سيطرة نظام أسد والميلشيات الكردية عبر شبكة مهربين يستخدمون من خلالها طرقا وأساليب معروفة لهم، تفادياً لحواجز التفتيش والرباط المنتشرة بالمحرر والتي تمنع تهريب أي رأس من المواشي تحت أي ظرف كان، حيث حدثنا (صقار أبو ليث) أحد تجار الأغنام قائلاً "تجري عمليات تهريب المواشي من منطقة عفرين المسيطر عليها من قبل فصائل درع الفرات وغصن الزيتون بشكل أساسي لمتاخمتها مع أماكن سيطرة الأكراد ونظام أسد، ضمن سيارات نقل أو مشياً على الأقدام، الأمر الذي ينعكس سلباً على المنطقة المحررة بارتفاع سعر المواشي عموماً وتقليل من عددها خصوصاً".
والجدير بالذكر أن جامعة إدلب افتتحت بالعام 2015م كلية الطب البيطري والتي تهدف إلى إعداد وتخريج أطباء بيطريين مؤهلين علمياً ومدربين عملياً تلبية لاحتياجات السوق المحلية، ووضع برامج وحلول للتخلص من المشاكل التي تواجه مربي المواشي والمساهمة في تطوير برامج زيادة الإنتاج الحيواني في المنطقة المحررة، والحد من انتشار الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان.
التعليقات (0)