"التجنيد الإجباري" في "قسد" يدفع الشباب للنزوح ومصادر لأورينت تكشف وجهتهم الجديدة

"التجنيد الإجباري" في "قسد" يدفع الشباب للنزوح ومصادر لأورينت تكشف وجهتهم الجديدة
 تشهد مناطق دير الزور الواقعة تحت سيطرة ميليشيا قسد موجات هجرة أعداد كبيرة من شبابها، نحو مناطق "نبع السلام" وصولاً إلى تركيا، حيث ارتفعت وتيرة الهجرات عبر عمليات تهريب عابرة للحدود مقابل مبالغ مالية طائلة.

وأفادت مصادر خاصة في المنطقة لأورينت أن  ميليشيا قسد تسعى لإفراغ المنطقة من شبانها عبر فرض التجنيد الإجباري وسوقهم إلى الخدمة العسكرية من خلال عمليات دهم وملاحقة واعتقال الشبان في المناطق، بهدف إحكام سيطرتها على المنطقة وإحداث عملية تغيير ديموغرافي.

وتحدث محمد العمر وهو أحد قاطني مناطق دير الزور الواقعة تحت سيطرة الميليشيا، إن الأخيرة اعتمدت التجنيد الإجباري كنهج مزدوج لمحاربة أهالي المناطق من العرب الواقعة تحت سيطرتها.

من جهة، تعمد "قسد" إلى زج الشبان من عرب المنطقة للقتال في الصفوف الأولى ومواجهة تنظيم "داعش"، ليصبحوا عرضة ومقر استهداف لهجمات داعش التي باتت تنشط بوضوح في المنطقة. ومن جهة أخرى تواظب "قسد" على ممارسة ضغط حياتي إلى جانب ضغوط معيشية أخرى تشمل البطالة وغلاء الأسعار على شبان المنطقة.

بينما كشف الناشط من دير الزور عبد الله الديري لأورينت أن بعض الخارجين هرباً من تجنيد "قسد" تستقطبهم "إغراءات مالية" للالتحاق إلى مناطق سيطرة القوات التركية والجيش الوطني.

وأكد الديري في حديثه لأورينت نت أن "الذين يهربون من قوات قسد يتجهون للانضمام لصفوف الجيش الوطني ضمن تشكيلات المناطق الشرقية، أو يقومون بالعمل كمدنيين ومنهم من يكمل دراسته، في حين أن القسم الآخر يذهبون للعمل في تركيا أو يكملون طريقهم نحو أوروبا".

وحول ذلك، أكد مصدر خاص لأورينت أن عشرات الشبان باتوا يخرجون إلى تركيا بشكل أسبوعي، حيث شهد الشهر الماضي تسجيل هجرة أكثر من 150 شاباً، ولفت المصدر إلى أن حرس الحدود التركي خففوا عمليات المراقبة للسماح للشبان بالهرب من التجنيد الإجباري".

ولم تقتصر عمليات التجنيد الإجباري على مناطق دير الزور بل باتت تنتشر في المناطق الشرقية لتشمل الرقة والحسكة، لتكون وجهة الشبان إلى مناطق "نبع السلام" ثم تركيا.

واقتحمت ميليشيا طقسد مؤخراً مدرسة الرقة "السمرا" الواقعة شرق الرقة وساقت عدداً من المعلمين إلى التجنيد الإجباري، كما اعتقلت المليشيا أربعة معلمين بغية سوقهم إلى الخدمة الإجبارية بعد مداهمتها مدرسة "خنيز السلمان" شمال الرقة.

ووفق هذا السياق، أوضح الصحفي فارس علاوي لأورينت طرق التهريب التي يسلكها الشبان للهرب من ميليشيا "قسد"، فهي تبدأ من المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيا"قسد" في دير الزور وصولاً إلى الرقة ثم ريف حلب الواقع تحت سيطرة الجيش الوطني المدعوم من قبل تركيا.

وحول ممارسات قسد تجاه المدنيين في مناطق سيطرتها، يرى علاوي أن الميليشيا اليوم " باتت بأمس الحاجة لتجنيد شبان من المناطق الواقعة تحت سيطرتها، إلى جانب وجود صراعات عشائرية وعائلية بين الشخصيات التي تنتمي لقسد وغير المنتمين لها، ومن مصلحتها عدم وجود شبان معارضين لها في المنطقة"، حسب تعبيره.

واستبعد علاوي أن يكون هناك بالفعل عمليات ممنهجة لإحداث "قسد" تغييراً ديموغرافياً"، وإنما "هي عمليات احتواء للعرب الذين هجرهم نظام أسد خلال حملة 2017، إذ إن الهدف من هذا التهجير هو تخفيف الضغط عليها من خلال تهجير الشبان المعارضين لها".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات