ميليشيا PKK تقرع طبول الحرب شمال العراق وأذرع إيران تتحرك لدعمها

ميليشيا PKK تقرع طبول الحرب شمال العراق وأذرع إيران تتحرك لدعمها
في تصعيد جديد لميليشيا "حزب العمال الكردستاني - PKK"، أعلنت الأخيرة أمس الأول عن استعدادها لمواجهة قوات حكومة بغداد والبيشمركة الكردية، إذا ما حاولت إخراجها من إقليم سنجار شمال غرب العراق. تصعيد اعتبرته جهات عدة إعلان حرب صريح ومحاولة لجر المنطقة إلى مصير مجهول.

وكان "العمال الكردستاني" أعلن في بيان له، أن "الحكومة الاتحادية" أمهلت مسلحيه حتى 1 أبريل / نيسان للانسحاب من جبل سنجار والمعروف باللغة الكردية بـ"شنگال"، بالإضافة إلى مغادرة ما يسمى "أسايش إيزيدخان" وهي ميليشيا تتبع لـPKK مركز مدينة سنجار، مهدداً باللجوء إلى "استخدام القوة" على محاولة إخارجه من الإقليم ورفض "اتفاق أربيل" بين حكومة بغداد وحكومة إقليم كردستان الذي ينص على إعادة التطبيع إلى المنطقة.

وأشار ما يدعى "مجلس الإدارة الذاتية" في سنجار التابعة لـPKK إلى أنه عقد "اجتماعاً طارئاً" لمناقشة ما وصفه بـ"التهديدات العراقية"، مدعياً أنه "يحق لإقليم شنكال (سنجار) أن يعيش إدارته الذاتية" على حد وصفه.

حرب حتمية

وأكد المسؤول في قيادة قوات البيشمركة لإقليم كردستان، ميرزا خلف، لموقع باسنيوز الكردي، أن "حزب العمال الكوردستاني PKK كثّف من تحركاته في ناحية سنوني، فيما الجيش العراقي يمنع مسلحي الحزب من دخول القضاء، محذراً من أن PKK يجر شنگال إلى حرب تهدد حياة الأهالي في حال استمر برفض الخروج من القضاء".

وأوضح خلف أن "أوضاع شنكال متأزمة وغير مستقرة، وكل التوقعات ترجح نشوب قتال في القضاء" مشيراً إلى أن "pKK أعلن صراحة أنه لن ينسحب من المنطقة وأنه سيواجه الجيش العراقي، لذا فإن احتمال نشوب قتال بين PKK والجيش العراقي بات يشكل تهديداً حقيقياً لحياة السكان" وأن الميليشيا برفضها الانسحاب فإنه من "المحقق سيؤدي إلى نشوب قتال".

وفيما تتذرع الميليشيا بحماية الأكراد الإيزيديين، استبعد مستشار رئيس حكومة إقليم كردستان لشؤون الإيزيديين، شيخ شامو، خروج مسلحي PKK من سنجار دون قتال، مشيراً إلى أن انسحاب هؤلاء من المنطقة أو بقاءهم "ليس بيدهم".

وقال شامو للموقع الكردي: "لقد أمهلت الحكومة العراقية مسلحي PKK عدة مرات للخروج من شنكال، لكن لا أعتقد أن الحزب سيقبل ذلك، لأن قرار PKK ليس بيده، والأجندة التي تم تكليفه بها تفرض عليه البقاء في المنطقة"، مشيراً إلى أن الميليشيا "مرتبطة فلسفياً بتركيا وإدارياً بميليشيات الحشد الشيعي التي تديرها إيران، لذا فإن بقاء PKK في شنكال حالياً يخدم مصالح تركيا وإيران" على حد وصفه.

أذرع إيران تتحرك

واللافت في التصعيد الذي يشهده إقليم سنجار، أنه بمجرد إعلان PKK نيته اللجوء إلى القوة والحرب، دعا قيس الخزعلي، زعيم ميليشيا "عصائب أهل الحق" الممولة من إيران، إلى إلغاء الاتفاقية، واصفا إياها بـ"صفقة سياسية" على حساب مصلحة الإيزيديين وبـ"اتفاقية الخيانة".

وكتب الخزعلي في تويتر مساء الخميس - وفقاً لباسنيوز - إن المضي في اتفاقية سنجار يعني إعادتها "إلى الذين فرطوا به وغدروا بأهله " في إشارة منه إلى إقليم كردستان، مدعياً بأن "قوات الأمنية لبغداد وميليشيات الحشد هي التي حررت المدينة".

ودعا زعيم الميليشيا الشيعية إلى دعم الإدارة التي أعلنها PKK وميليشيا الحشد في المدينة واصفاً إياها بـ"الحل الصحيح"، محذراً بالقول "على الحكومة أن تقوم بالحل الصحيح قبل أن تنفلت الأمور" وأن "أي صدام عسكري قد يحصل، لن يكون من مصلحة أهالي سنجار ولا مصلحة الحكومة المركزية، بل في مصلحة من يريد استقطاعه والسيطرة عليه وفي مصلحة أردوغان" على حد وصفه.

ولا يعتبر تحرك أذرع النظام الإيراني فيما يخص سنجار وشمال العراق الأول من نوعه، لا سيما فيما يخص الوجود التركي في المنطقة، حيث هددت ميليشيات "النجباء" وعصائب أهل الحق" باستهداف المصالح التركية والجيش التركي في المنطقة إذا ما استمرت بعملياتها ضد ميليشيا "PKK".

ويشعل إقليم سنجار توتر بين الميليشيات الشيعية وتركيا منذ منتصف العام 2017 عقب تمسك أنقرة بالإبقاء على قواتها في منطقة تلعفر العراقية التي تربط إقليم سنجار بالموصل، وهو ما قد يشير إلى الأهمية التي تعيها تركيا لسنجار والتموضع في أكثر من نقطة تتيح لها التحرك وفرض نفسها كأحد اللاعبين في المنطقة عموماً والإقليم على وجه الخصوص.

يشار إلى أن حكومتي كردستان العراق وبغداد وقّعتا اتفاقاً في 9 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يقضي بحفظ الأمن في قضاء سنجار من قبل "قوات الأمن الاتحادية" بالتنسيق مع قوات إقليم كردستان، وإخراج كل الجماعات المسلحة غير القانونية. كما ينص الاتفاق على إنهاء وجود "بي كا كا" في المنطقة، وإلغاء أي دور للكيانات المرتبطة بها.

التعليقات (1)

    سندس

    ·منذ 3 سنوات 3 أسابيع
    التعليق بذيء وخالف قواعد اللنشر
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات