ما خفي أعظم: روسيا استعانت بخبراء بريطانيين لتشويه سمعة "الخوذ البيضاء" والإساءة إليها

ما خفي أعظم: روسيا استعانت بخبراء بريطانيين لتشويه سمعة "الخوذ البيضاء" والإساءة إليها
نشر موقع بي بي سي الإنكليزية مزاعم جديدة لمجموعة العمل البريطانية تتهم فيه منظمة حقوقية دولية معنية بملفات ووثائق وتحريك ملفات قضائية تثبت تورط نظام أسد في ارتكابه جرائم حرب ضد السوريين ومحاسبته.

ونقل الموقع عن البروفيسور بول ماكيغ وهو أحد أعضاء المجموعة قوله أمس إنه في نطاق مساعيه للبحث مع زملائه،، عما يثبت "تورط جهات قانونية ودولية معينة لحياكة مؤامرة ضد نظام أسد في سوريا"، تلقى ماكيغ رسائل عبر بريده الإلكتروني من شخص مجهول الهوية عرض فيها مساعدته على ماكيغ للوصول إلى "الحقيقة في بعض الأسئلة المتعلقة حول سوريا".

البروفسور بول ماكيغ "مجموعة العمل البريطانية"

وعليه، سأل ماكيغ المصدر ما إذا كانت لديه معلومات حول مايثبت أن الهجمات الكيماوية التي ارتكبها نظام أسد بحق المدنيين "مزيفة"، ليؤكد المصدر بأنها "بالفعل مزيفة" وادعى أن لديه وصول إلى "كنز من المعرفة حول الهجمات الكيماوية في سوريا"، حسب تعبير ماكيغ ليستمر التواصل بينهما لنحو ثلاثة أشهر.

وفي هذا السياق، أبدى ماكيغ للمصدر رغبته في التقصي عن رئيس لجنة العدالة الدولية والمساءلة (CIJA) بيل وايلي، وهي منظمة قانونية معنية بجمع وثائق ودلائل لمحاكمة نظام أسد في ارتكابه جرائم حرب من بينها قانون "قيصر" وجميع مرافعات حكمة "كوبلنز" الألمانية حول محاكممة ضباط متورطين في تعذيب مدنيين، إلى جانب توثيق استخدام نظام أسد للسلاح الكيماوي ضد المدنيين في سوريا.

مدير منظمة "CIJA" بيل وايلي

ويعتقد ماكيغ وزملاؤه أن بيل وايلي عميل للمخابرات المركزية الأمريكية "CIA"، لكنه لم يجد دليلاً حول ذلك، إلا أن المصدر مجهول الهوية قدم مزاعم لماكيغ قال فيها إن وايلي بيل كان أحد عملاء وكالة المخابرات المركزية وعمل في السفارة الأمريكية في العراق، "لكن في الحقيقة إن وايلي لم يكن موظفاً في أجهزة المخابرات"، بحسب ماكيغ.

يعتقد البروفيسور ماكيغ من جامعة أدنبرة وزملاؤه أن هناك "مؤامرة" تحيكها دول ومنظمات تسعى لتلفيق تهم ضد نظام أسد بهدف إسقاطه وإحداث تغيير في هيكلية الحكم في سوريا، "إن لم نستطع تقديمهم للعدالة بجرائم الحرب قد نستطيع أن نقدمهم بجرائم نصب واحتيال، حسب مانقلته بي بي سي عن ماكيغ.

وعليه، حاول ماكيغ اتهام رئيس المنظمة بقضية أخلاقية واتهامه بتعاطيه للكوكائين فضلاً عن تحريك منظمات معنية بمكافحة الاحتيال المالي ضد "سيجيا" الذي يرأسها وايلي، حيث اتهم مكتب"OLAF" المعني بمكافحة عمليات النصب والاحتيال منظمة "CIJA" بارتكابها جرائم ونصب واحتيال بدليل وصول دفعة بقيمة ثلاثة ملايين يورو من الاتحاد الأوروبي، لكن المتحدث باسمها أن التقرير، وإن ثبتت صحته، لاينبغي أن يصرف النظر عن أهمية الوثائق التي جمعتها المنظمة " CIJA".

من جانبها، نفت منظمة "CIJA" الادعاءات بمزاعم " OLAF" وأكدت أنها أرسلت إلى المفوضية الأوروبية مايثبت كذب الادعاءات، مشيرة إلى أنها تلقت منذ العام 2013، 70 منحة يبلغ مجموعها أكثر من 42 مليون يورو (36 مليون جنيه إسترليني) ، وتم تدقيقها 64 مرة من قبل مدققين خارجيين دون أي نتائج سلبية.

من جهة أخرى، عمد المصدر المجهول إلى نبش أسماء موظفين سابقين طردوا من منظمة "CIJA" التي كانوا يعملون بها، وأحد هؤلاء الموظفين كانت موالية لبشار الأسد وزوجته وميليشياته، للاستناد إلى مزاعم تشكك في مصداقية وثائق المنظمة القانونية.

إلى جانب ذلك، تشارك ماكيغ مع المصدر المجهول قائمة بأسماء صحفيين بريطانيين غطوا الأحداث الجارية في سوريا عبر مشاركته معلومات شخصية وبيانات الاتصال حولهم، ليرد المصدر بأن مكتبه لديه شكوك حول بعض منهم، أحدهم صحفي في بي بي سي اتهمه بتورطه في "تدبير أحداث في سوريا منذ عام 2013".

وخلال تلك الفترة بدأ المصدر المجهول بالكشف عن هويته وتذييل رسائله باسم "إيفان"، مدعياً أن مكتبه في لندن، لكن ماكيغ تنبه إلى وجود أخطاء لغوية في رسائل إيفان الإنكليزية تشي بأنه غير بريطاني الأصل وأن الإنكليزية ليست لغته الأم. كما لوحظ أن مكان إرسال رسائله لم يكن من لندن كما كان يدعي إنما من موسكو.

وبحسب ما ترجمته أورينت نت، فإن ماكيغ كان على تواصل مع شخص روسي يدعى "إيفان"، لكنه اكتشف لاحقاً أن هناك طاقما روسيا خاصا كان مسؤولاً عن كتابة رسائل تحت اسم المدعو "إيفان" إلى ماكيغ.

وتعمد روسيا إلى محاولة بعثرة جهود منظمات دولية وحقوقية كثفت جهودها في الآونة الأخيرة لرفع محكمات وتحريك دعاوى قضائية تثبت تورط نظام أسد في ارتكابه جرائم حرب وحشية ضد المدنيين تمهيداً لمحاسبته.

وواظبت روسيا على نفي استخدام نظام أسد السلاح الكيماوي في دوما وعدد من مدن وبلدات ريف دمشق، ما استدعى تنفيذ كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا ضربات جوية على مواقع تابعة لميليشيات أسد، قيل إنها جاءت لمعاقبة النظام على استخدامه السلاح الكيماوي ضد المدنيين.

مدينة دوما بريف دمشق بعد تعرضها لضربة كيماوية من قبل ميلشيات أسد

ونشطت منظمة " CIJA" الحقوقية مؤخراً في تحريك ملفات جنائية ضد نظام أسد في عدد من محاكم الدول الأوروبية تثبت جرائم نظام أسد وتلاحق مرتكبيها ممن فروا إلى دول أوروبية لتقديمهم إلى العدالة.

وسبق لمنظمة "العمل البريطانية" أن نشرت تقارير سابقة في العامين الماضيين، زعمت فيها استخدام "الخوذ البيضاء" المعنية بانتشال المدنيين من تحت الأنقاض في سوريا للسلاح الكيماوي، وإبعاد التهم عن نظام أسد.

وتضم مجموعة العمل البريطانية "WGSPM" كلاً من البروفيسور ديفيد ميلر من جامعة بريستول، والأستاذان تيم هايوارد وبول مكيج من جامعة إدنبرة، والدكتورة تارا ماكورماك من جامعة ليستر.، يقدمون أنفسهم بصفتهم أكاديميين مستقلين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات