حمى التحالفات تشعل الانتخابات الإسرائيلية المتعثرة... هل تنقذ القائمة العربية نتنياهو المترنح؟

حمى التحالفات تشعل الانتخابات الإسرائيلية المتعثرة... هل تنقذ القائمة العربية نتنياهو المترنح؟
دون سابق إنذار، انقلبت موازين الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية بعيد دقائق فقط على إعلان إغلاق صناديق الاقتراع في الكنيست، ولم تمضِ ساعة على انتهاء التصويت حتى تسربت النتائج الأولى للعينات الانتخابية تفيد بتقدم الأحزاب المعارضة لحزب لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بفارق 59 صوتاً مقابل 54 صوتاً لحزب الليكود الذي يتزعمه نتياهو.

لم تستطع الجولات الانتخابية الأربع السابقة أن تحسم المشهد السياسي في إسرائيل بعد والفوز بـ61 مقعداً لاستلام زمام الحكومة، لكن انشقاقات وتحزّبات وتكتلات سياسية جرت خلال تلك الجولات، أرجحت من فرص نتنياهو وبقية الأحزاب في الفوز بالأغلبية البرلمانية وتشكيل حكومة بعد تفرّد بنيامين لسنوات، كأطول زعيم رئاسي منذ تشكيل كيان إسرائيل.

 وحول ذلك يرى الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي خالد خليل، بأن الانتخابات لم تأت بالجديد، والأهم أن هذه المرحلة هي مرحلة تحالفات قائمة على الابتزاز السياسي، وإن فشلت فإسرائيل ذاهبة لا محالة إلى انتخابات برلمانية خامسة الأمر الذي يعكس المأزق الحكومي الذي تعيشه إسرائيل في وقت يواجه فيه نتياهو قضايا بالفساد.

ويعتقد خليل في حديثه لأورينت أن خيارات نتنياهو للفوز تزداد ما إن فكر باستمالة الأحزاب الجديدة المنشقة عن أحزاب يمينة ويسارية معارضة، كانشقاق جديعون ساعر وتشكيل حزب باسم "أمل جديد"، وغبرام تحالف محتمل مع نيفتالي بينيت الذي تسلم حقائب وزارية عدة في الحكومة.

مايعزز فرص نتنياهو أمام إبرام تحالفات هو استحالة اتفاق محتمل بين الأحزاب المناهضة له كأحزاب الوسط واليسار فضلاً عن تجنبهم التحالف مع القائمة العربية الموحدة رغم ارتفاع رصيدها في كسب مقاعد جديدة في الكنيست، فلا معسكر نتنياهو يقبلها ولا التكتلات المعارضة تقبل التحالف معها.

في حين يرى الباحث الإسرائيلي يوبي شترين في حديثه لأورينت أن نتنياهو يحتضن شركاءه وفق مصالحه الشخصية ثم يرميهم وفق ما تتطلبه المصلحة، والأخير وصل إلى طريق مسدود بعد تملصه من الاستسلام في الجولات الانتخابية السابقة واستبعد شترين تحالف نتنياهو مع خصمه حلف أبيض أزرق .

لكن من الممكن أن يستثمر نتنياهو مصالحه الشخصية في حزب "الحرايدم" المتشدد خاصة مع نيلهم لنحو 16 مقعدا  في الكنيست. فنتنياهو مدرك تماماً للعلاقة بين الدين والدولة، وحريص على عدم إحداث أي تغيير أو إقحام قوانين مدنية وعلمانية بما يرضي الحراديم. في الوقت ذاته، يدرك الحرايدم أن نتنياهو قابل للابتزاز السياسي خاصة في الفترة الراهنة، فهم معنيون بالديانة اليهودية لا بالقومية، بينما نتنياهو معني بمصالحه بحسب شترين.

بينما يعتقد أنس عرقوب الباحث في الشأن الإسرائيلي أن القائمة العربية الموحدة خيار آخر ليستثمر فيه نتياهو وهي التي حققت تقدماً في عدد المقاعد التي نالتها في الكنيست، وعليه قد يلجأ نتنياهو إلى إحداث تسوية مع القائمة العربية الموحدة التي تتميز بتنظيمها الشديد على خلاف بقية التشكيلات الحزبية.

ويتفق أنس عرقوب مع .. احتمال إلى أن يذهب نتنياهو إلى استمالة المنشقين عن الأحزاب اليمينية واليسارية المعارضة، وكذلك القائمة العربية الموحدة التي تشمل أيمن عودة الممثل عن التيار الشيوعي وعباس ناصر الممثل عن الحركة الإسلامية والفلسطينيين داخل الخط الأخضر.

بينما يستبعد يوبي شترين جلوس نتنياهو إلى جانب ممثلين عن القائمة العربية من الإسلاميين، فهو بلا أيديلوجية، إنما يسعى لتشكيل تحالف يضم الأحزاب من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ويغازل العرب بوعوده لهم بتعيين وزير عربي في الحكومة، حسب رأيه.

لكن السياسة الخارجية لحكومة نتنياهو كلمة أخرى قد تجلي ضبابية المشهد السياسي في  الداخل الإسرائيلي وتطمئن نتنياهو على فرص فوزه في تشكيل الحكومة، إذ يرى الباحث خالد خليل أن نتنياهو حاول الاستثمار دوليا في أزمة جائحة كورونا، فبعد أن تفامت أزمة الفيروس في داخل إسرائيل باتت اليوم تتصدر دول العالم في تأمينها للقاح عالمي والبدء برفع إجراءات الحظر.

كذلك، لازال نتنياهو حريصا على أن يكون الصديق الحميم أمام أي إدارة أمريكية، فاستطاع بالتودد لإدارة ترامب أن يكسب الأخير في تحقيق مكاسب لم تتحقق في الإدارات الأمريكية السابقة منها نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس.

سورياً، يرى الباحث السوري عمر خوش نظام أسد قدم خدمات كثيرة لإسرائيل منها تسليم دبابة كان قد أسرها الجيش السوري عام 1982، وآخرها تسليم رفات جنود إسرائيليين والتفاوض على تسليم الجاسوس إيلي كوهين.

ويعتقد الباحث عمر خوش بوجود منفعة سياسية متبادلة بين نظام أسد نتنياهو على وجه التحديد، فالأخير "مجرب" لدى نظام أسد الأب والابن، واستطاع نتنياهو خلال السنوات الماضية تحييد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عن توجيه أي ضربة عسكرية لنظام أسد، حسب قوله، فنظام أسد وبقاؤه بالضرورة يعني بقاء إسرائيل فهو أكبر حامٍ لأمنها.

ويرى الباحث خوش أن أي حكومة إسرائيلية مقبلة لن تتخلى عن الخطوط الرئيسة في التعامل مع نظام أسد، مشيراً إلى أنه لم يكن من العبث بمكان ربط رموز نظام أسد بأمان إسرائيل.

في حين نفى الإعلامي الإسرائيلي شالوم موغالون أي مصلحة لإسرائيل في سوريا، معتبراً أن المصلحة الأمنية الإسرائيلية هي من تحدد العلاقات مع دول الجوار. وفي سوريا تتجه تل أبيب إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية في سوريا على حد تعبيره.

إنما الأمر يعود إلى التمدد الإيراني بصورة سلبية في عموم سوريا، ماعاد بأثر رجعي غير مرغوب على الإسرائيليين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات