اعتقلت في زمن الأسد الأب والابن.. من هي الناشطة السورية رغدة حسن التي هزمها السرطان؟

وكانت رغدة قد نشرت عبر حسابها على فيسبوك منذ أيام قبل وفاتها، أنها تعاني من هبوط حاد للكالسيوم في الدم ما نتج عنه استئصال أورام خبيثة بنجاح، غادرت المستشفى على إثرها.

ولفتت رغدة في أحد منشوراتها أنها ستغادر المشفى بعد أن تمت عملية استئصال الأورام "بنجاح"، وآثرت رغدة إحياء ذكرى الثورة السورية في الخروج بمظاهرة "طيارة" تهتف ضد نظام أسد وجرائمه في باريس بالتزامن مع إحياء السوريين لمرور عقد كامل على انطلاقة الثورة ضد بشار الأسد.

وكان نظام أسد في عهد حافظ الأب قد اعتقل رغدة حسن بتهمة الانتماء لحزب العمل الشيوعي المحظور آنذاك، وجرى تنفيذ حملات اعتقال بحق جميع المنتسبين للحزب بينهم 125 امرأة من بينهم رغدة.

وفي زنزانتها الانفرادية حيث المعتقل، تعرفت رغدة على شاب فلسطيني معتقل لأسباب سياسية، تعرفت عليه عبر إحداثهما ثقباً في الجدار الفاصل بين زنزانتيهما، لتنشأ بينهما قصة حب كللت بالزواج بعد الخروج من المعتقل.

عام 2011، كانت رغدة حسن من أولى المشاركات في مظاهرة خرجت أمام وزارة داخلية نظام أسد في دمشق في السادس عشر من آذار، واعتقلتها الأجهزة الأمنية وحكمت عليها بالسجن لعامين ونصف العام. كما اعتقلت ميليشيات أسد زوجها الفنان عامر داوود وطفليها.

 ألفت رغدة حسن عدداً من الروايات الأدبية منها "نجمة الصبح" و"حيث لا دمشق هنا"، وأشهرها "الأنبياء الجدد" والتي تسببت في دخول رغدة معترك الاعتقال في سجون أسد مجدداً.

واعتبرت رغدة من أوائل من كتبوا بموضوعية عن مآسي معتقلات أسد خلال عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، وتفردت رغدة في نظرتها إلى السجانين بأنهم مرضى تعرضوا إلى غسيل أدمغة يستحقون العلاج.

عام 2010، تعرف المخرج البريطاني شون مالكستير على زوج رغدة بالمصادفة خلال فترة اعتقال الأخيرة للمرة الثانية بسبب روايتها "الأنبياء الجدد"، وقام المخرج بتصوير فيلم مستوحاة من قصة رغدة وزوجها حملت اسم "قصة حب سورية".

لكن ميليشيات أسد اعتقلت المخرج مكاليستر عام 2011، وصادرت كل ما في حوزته من أجهزة احتوت على تسجيلات لكلا الزوجين تضمنت آراءً معارضة ضد نظام أسد ومشاركتهما في تنظيم المظاهرات السلمية، لكن المخرج ضلل بأجوبته عن مكان رغدة وزوجها ريثما يتيسر لهما الهرب من سوريا عبر لبنان.

إلا أن مخابرات أسد اعتقلت رغدة وعائلتها بينما كانوا في طريقهم إلى لبنان، وداهموا منزلها الكائن في طرطوس وصادروا أوراق روايتها التي أرخت فترة الاعتقالات في سجون أسد بين عامي 1993 و1995 وأجهزة الاتصالات الخاصة بها.