بعد تصعيد وقفز على الاتفاقات السابقة.. روسيا تعلن عن "اتفاق جديد" مع تركيا في الشمال السوري

بعد تصعيد وقفز على الاتفاقات السابقة.. روسيا تعلن عن "اتفاق جديد" مع تركيا في الشمال السوري
أعلنت روسيا عن توصلها لاتفاق مع تركيا يتعلق بفتح عدة معابر بين مناطق ميليشيا أسد والشمال السوري الخاضع لسيطرة تركيا واتفاق "خفض التصعيد" بين أنقرة وموسكو، وذلك بعد ساعات من كشف موسكو توجيه مقترح لتركيا بهذا الخصوص، وعقب أيام من قصف وجهته على أحد أبرز المعابر المخصصة بقرار أممي لدخول المساعدات الإنسانية إلى الشمال السوري.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، إنها توصلت إلى اتفاق مع الجانب التركي لإعادة فتح 3 معابر في منطقتي إدلب وحلب شمال سوريا "لتخفيف صعوبة الأوضاع الإنسانية في الأراضي الخاضعة لسيطرة تركيا" على حد وصفها.

وخلال مؤتمر صحفي، قال نائب مدير مركز حميميم لمصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء البحري ألكسندر كاربوف، إنه "وبهدف رفع حالة العزل وعمليا إزالة الحصار الداخلي للمدنيين تم اتخاذ قرار لفتح معبري سراقب وميزناز في منطقة إدلب لخفض التصعيد ومعبر أبو زيدين في منطقة مدينة حلب".

وأضاف كاربوف "نعتقد أن هذا الإجراء يمثل عرضا مباشرا لالتزامنا بالتسوية السلمية للأزمة السورية على المجتمعين المحلي والدولي" مشيراً إلى أن هذه الخطوة ستسهم "في تحسين الأوضاع الاجتماعية وإزالة التوتر في المجتمع بسبب انقطاع الاتصالات العائلية وصعوبة الأحوال المعيشية".

وفي وقت سابق، اعتبر كاربوف أن الاقتراح الذي قدمته بلاده، يشمل "إطلاق عمليتي إيصال الشاحنات الإنسانية وخروج النازحين عبر الممرات اعتبارا من 25 مارس (غدا الخميس)"، حيث تتذرع روسيا بأن فتح المعابر يأتي بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية في المناطق المحررة، حسب قولها، إلا أن هذه الذرائع لا تقنع أحداً لأن الواقع الاقتصادي والمعيشي يدل على عكس ذلك.

وكانت قوات الاحتلال الروسي فشلت في أكثر من مناسبة بإعلانها عن فتح ما تسميه "معابر إنسانية" لعبور المدنيين إلى مناطق نظام أسد التي تشهد أزمات معيشية واقتصادية خانقة، حيث لم تسجل "المعابر" حالة عبور واحدة. 

وتشهد مناطق نظام أسد أزمة اقتصادية خانقة تمثلت بارتفاع الأسعار بشكل كبير خلال الأيام الماضية بعد وصول سعر صرف الليرة السورية إلى مستويات قياسية إذ تخطت حاجز 4 آلاف ليرة سورية للدولار الواحد. كما تشهد أيضا أزمة محروقات وخبز ووقوف المواطنين لعشرات الساعات على محطات الوقود والأفران، فيما بات يعرف بـ"طوابير الإذلال اليومي".

 لكن في المناطق المحررة تبدو الصورة مختلفة ومفاجئة إذ لا أثر فيها للطوابير، ولا لعنصر مخابرات يعتدي على كرامة كل من وقف في الطابور لساعات، حين يتجه مباشرة نحو نافذة البيع ليأخذ ما يريد عنوة ويمضي.

وسبق مقترح الاحتلال الروسي، تكثيف قوات وميليشيا أسد القصف الجوي والصاروخي على مناطق الشمال السوري المحرر وبالقرب من الحدود التركية، في تصعيد لافت لأول مرة بعد هدوء استمر لأشهر، وذلك رغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين موسكو وأنقرة.

وركز القصف الجوي والصاروخي الأخير بأهدافه الدقيقة على مستودعات وناقلات النفط، وطال مناطق تعتبر آمنة ومكتظة بالمدنيين والنازحين في ريفي إدلب وحلب على الحدود التركية، بما فيها معبر باب الهوى الحدودي، وطال مشفى الأتارب بريف حلب ومنشآت نفطية في مدينة سرمدا بالقرب من معبر باب الهوى، على الحدود التركية بشكل مباشر، وأسفر ذلك عن ضحايا مدنيين وعشرات المصابين، بينهم أطباء ونساء وأطفال، عدا عن الخسائر المادية لاسيما في قطاع المحروقات.

واعتبر محللون تحدثوا لأورينت أن روسيا حاولت من خلال التصعيد الأخير  إيصال رسائل من خلال استهدافها الشريط الحدودي مع تركيا (حليفة روسيا) ، رغم الاتفاق سابقا على وقف إطلاق النار بين موسكو وأنقرة، ورغم التأكيد فيما يسمى جولة "أستانا 15" الأخيرة من قبل الروس على أن المناطق الحدودية مع تركيا ستكون خالية من أي استهداف أو قصف.

وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت الأسبوع الماضي عن مقتل وإصابة 15 شخصا جراء قصف ميليشيا أسد على مشفى في إدلب، وقالت في بيانها إن "قوات النظام السوري التي استهدفت في وقت سابق مستشفى في منطقة الأتارب، تضرب الآن تجمعات سكنية في قرية قاح بمنقطة خفض التصعيد في إدلب".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات