"تنظيم الحُجّة" الشقيق الفارسي لـ"داعش".. ومصادر تكشف لأورينت منهجية أكثر التنظيمات الإيرانية تشدداً وعنصرية

"تنظيم الحُجّة" الشقيق الفارسي لـ"داعش".. ومصادر تكشف لأورينت منهجية أكثر التنظيمات الإيرانية تشدداً وعنصرية
الحقد المُتأصل في الوجدان الفارسي ضدَّ كلِّ ما هو عربي؛ لم يجد أفضل من التزاوج مع الفكر المتعصب الموجود عند بعض فرق الشيعة لا سيما الموجودة في إيران، ليكون الابن الشرعي لهذا الزواج هو "سازمان حجتيه" أو "منظمة الحُجّة"، والبعض يفضل تسميته بـ "تنظيم الحجّة" أسوةً بتنظيم (داعش)، إذ أخذ هذا التنظيم على عاتقه تهيئة الأرضية المُناسبة لظهور المهدي، وهو الإمام الثاني عشر عند الشيعة الاثني عشرية.

"تنظيم الحجّة" الذي تأسس في العام 1953 خرّج أقرب المُقربين إلى مُعممي القيادات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني منذ وصول الخميني إلى عرش فارس، وحتى يومنا هذا ما يزال هذا التنظيم يُخرّج قيادات الصّف الأول في نظام الولي الفقيه.

مصدر خاص من مدينة مشهد الإيرانية وهي مقرُّ هذا التنظيم أكد لـ (أورينت نت) أنّ هذا التنظيم يُمثّل الدّولة العميقة في إيران من قادة للحرس الثوري وتجّار ورجال دين بارزين، مشيراً إلى أن "التنظيم لقي دعماً كبيراً من قِبل الشاه محمد رضا بهلوي إبّان تأسيسه، حيث مثّل هذا التنظيم سدّاً منيعاً أمام انتشار الدعوة البهائيّة في إيران في الخمسينيات، ووجد هذا التنظيم الدعم ذاته من قِبل حوزة قم الدينيّة التي رأت هي الأخرى خطراً كبيراً في انتشار الدعوة البهائيّة".

وبحسب المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، فإن  هذا التنظيم لا يعترف بأيِّ حكومة على وجه الأرض (ولا حتى حكومة الولي الفقيه) وهو الأمر الذي أفزع الخميني لحظة وصوله إلى طهران، غير أنّ مؤسسه "محمود الحلبي" سارع إليه مهنئاً بانتصار (الثورة الإسلامية).

يقول المصدر: "الدائرة الضّيقة للحلبي وجميعهم من الفرس؛ أقنعت الحلبي بضرورة التحالف مع الخميني كونه يُمثّل القوّة الفاعلة التي ستمكنهم من المُضي بمشروعهم إلى آخر مدى، وبعد لقاء الخميني والحلبي؛ وضع الأخير كافة كوادره وعناصره في خدمة الخميني والتي أصبحت لاحقاً القوّة الضاربة للخميني، والعمود الفقري للحرس الثوري".

بعد التغلغل الكبير في أوساط النُخب المُقرّبة من الخميني ولاحقاً الخامنئي؛ وجد كوادر هذا التنظيم الفرصة سانحة للبروز للعلن، ليُصبح "محمود أحمدي نجاد" وهو أحد كوادرها رئيساً لجمهورية الولي الفقيه، إضافة لـ(آية الله تقي مصباح يزدي) أحد أشهر رجال الدين الإيرانيين.

التنظيم قاد عملية تسليح نظام الملالي بعد التزاوج بين الطرفين - يقول المصدر ويضيف - إن أحد كوادر هذا التنظيم البارزين هو من جال على دول الاتحاد السوفييتي بعد انفراط عقده بداية التسعينيات لشراء الأسلحة بثمنٍ بخس من تلك الدول التي كانت تعاني من الانهيار اقتصادي لحساب الخميني وميليشياته.

التخريب والدمار يمهد لظهور المهدي!

وبمقارنة أفكار هذا التنظيم بأفكار تنظيم "داعش" فإنّ الأخير أقل عنفا وإصرارا على الموت من تنظيم الحجّة الإيراني، فتنظيم "داعش" وكما تقول أدبيّاته فإنه يسعى لـ "بناء دولة إسلامية" ولكن وفق فهمها القاصر للإسلام، أمّا تنظيم الحجّة الشيعي فتتمثّل أهدافه بالقتل والدمار والخراب، إذ يرى أنّ انتشار الدمار في الأرض هو السبيل الوحيد لظهور "الإمام الحجّة"، وما من سبيل لذلك الظهور سوى أن تغرق المنطقة ببحرٍ من الدماء.

بعد أن استتب الأمر للخميني ومع بداية الحرب العراقيّة الإيرانيّة، وبعد النجاح الذي أظهره مُنتسبو هذا التنظيم في قمع أيّ احتجاجات بعد سيطرة الخميني، بدأ قادة التنظيم بفرعيه الديني الأصولي والقومي الفارسي بمشروعهم الديني والقومي، لتبدأ مآسي المنطقة العربيّة ابتداءً بحرب الخليج الأولى، ووصولًا إلى المأساة السورية واليمنيّة والعراقية واللبنانيّة.

يشير المصدر إلى أنّ مُنتسبي هذا التنظيم يقومون بما يُشبه (الحملات التبشيريّة) يجولون خلالها على أماكن وجود الشيعة العرب، لجلب بعض المؤمنین بأفكار ولاية الفقيه (التي يخالفها غالبيّة الشيعة العرب) من بعض الدول العربية كالبحرين واليمن وسوريا والسعودية، وتدريبهم للقيام بأعمال إرهابيّة في بلدانهم، وهو ما تقوم به مؤسسة (الولاية) التي يُديرها سعوديون في مدينة قم.

ولفت المصدر إلى أنّ كوادر (تنظيم الحجة) الإرهابي هم من يقومون بتنظيم المقاتلين وإرسالهم إلى سوريا لا سيما القادمين من أفغانستان وباكستان، وذلك بعد إعدادهم عقائديّاً وعسكرياً في معسكرات خاصة لهذا التنظيم.

وعلى الرّغم من الفقر المُدقع الذي يضرب عميقاً في المجتمع الإيراني؛ غير أنّ شرايين الحياة لم تنقطع عن هذا التنظيم ولا عن الميليشيات التي يُديرها، والسبب كما أرجع المصدر يعود إلى أنّ نسبة كبيرة من مُنتسبي هذا التنظيم هم من التجار الفرس الذين يُحضّرون أنفسهم للاستيلاء على خيرات المنطقة العربية، وهو ما بات واضحاً في سوريا من خلال سيطرة الإيرانيين على مفاصل الاقتصاد السوري وتملّك عدد كبير من الأبنية في العاصمة دمشق وجنوبها على وجه التحديد.

إضافة لما سبق يهدف هذا التنظيم وبجناحيه (القومي الفارسي - والشيعي الأصولي) إلى السيطرة على المنطقة العربيّة، إذ يعتبر الفرس الدول العربيّة جزءاً من مملكة عظيمة قضى عليها العرب ولا بُدَّ من استعادتها، فيما يعتبر الأصوليون أنّ إشاعة الفوضى والخراب والدمار هو السبيل الوحيد والأمثل لظهور المهدي وإقامة دولته المزعومة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات