اتهامات لرئيس وكالة ألمانية سابق بممارسة تجارة الأسلحة وتمويل الإرهاب من قطر إلى “حزب الله” في الخفاء.

اتهامات لرئيس وكالة ألمانية سابق بممارسة تجارة الأسلحة وتمويل الإرهاب من قطر إلى “حزب الله” في الخفاء.
اتهمت وكالة "في إم بي" (WMP)، وهي شركة علاقات عامة وجماعة ضغط بارزة في ألمانيا، رئيسها السابق بإخفاء أدلة عن عمليات تمويل إرهابية وتسليم شحنات أسلحة من قطر إلى “حزب الله”.

الدعوى المرفوعة ضد "مايكل ج. إينكر" تم تقديمها على شكل ادعاء رسمي يقع في 22 صفحة أمام المدعي العام في برلين في أوائل شهر شباط /فبراير. وتمكن موقع "Business Insider Deutschland" من الاطلاع عليها لاحقا. وجاء في نص الدعوى أن أنشطة إينكر أفضت إلى خيانته الأمانة والإضرار بسمعة الشركة. ويشار إلى أن المدعي العام لم يتخذ قراراً بعد بشأن توجيه تهم جنائية بحقه.

وبدوره نفى إينكر هذه المزاعم بشدة حينما تواصل موقع "بيزنز انسيادر دويتشلاند" معه، قائلاً إن الشكوى كانت حيلة اختلقتها شركة "في إم بي WMP" لعرقلة مشروع منافس أسسه بعد تركه الشركة. علماً بأن الدعوى لم تأتِ على ذكر فيما إذا كانت تجارة الأسلحة المزعومة قانونية؛ وهي عمليات تورط فيها مسؤولون من قطر من خلال قيامهم بتمويل “حزب الله”؛ كما تأتي الدعوى على ذكر أسماء الشركات المتورطة بتلك العمليات. وتتضمن الدعوى عددا من التسجيلات الصوتية والإيصالات والعقود والمقالات الصحفية، التي قام موقع "بيزنز انسيادر دويتشلاند" بالتحقق منها.

يذكر أن إينكر كان قد بدأ العمل في شركة في "إم بي WMP"، وهي شركة استشارات استراتيجية مستقلة للأعمال والإعلام والسياسة ومقرها في برلين في عام 2014. وتولى منصب رئيس مجلس الإدارة في الشركة منذ عام 2015.

وجاء في نص الدعوى: "قبيل ممارسة مايكل إينكر بأنشطته الموصوفة، اكتسبت وكالة في إم بي WMP شهرة واسعة بكونها "على الأرجح تتربع على رأس وكالات الضغط والعلاقات العامة في ألمانيا ". وأن "ما قام به المتهم من أفعال مشينة لم تدمر سمعة الشركة بشكل كامل؛ ولكنها أضرت بسمعتها بشكل خطير".

وأفاد أحد عملاء إينكر المزعومين، والذي يطلق على نفسه اسم “جيسون ج"، وهو ضابط مخابرات سابق طلب عدم الكشف عن هويته كونه لا يزال يعمل "كمقاول" يعمل لحسابه الخاص مع وكالات استخبارات مختلفة، قائلًا لموقع "بيزنز انسيادر دويتشلاند" إنه كان على علم بعمليات تمويل الإرهاب المشار إليها.

وبعد التحدث مع "جيسون ج" والنظر في الدعوى المقدمة من قبل محامي وكالة "في إم بي WMP"، مكنت "بيزنز انسيادر دويتشلاند" من الوصول إلى مزيد من السجلات والتفاصيل الدقيقة وعدد من المستندات التي قد تدعم بعض الاتهامات الواردة في نص الدعوى. 

ويبدو أن هذه الاتهامات تعطي لمحة عن عالم غامض من تدفقات الأموال السرية، وربما عن التواطؤ المزعوم بين جماعة ضغط وممثلين رفيعي المستوى في الأنظمة الدكتاتورية. 

خليط من عميل سري وقطر و“حزب الله”، وأموال فساد ورشوة

وجاء في الدعوى المقدمة إلى النيابة العامة، أنه في نهاية عام 2017، التقى "جيسون ج". بمحام قام بتعريفه على إينكر. وليس من الواضح ما هو الدافع وراء عقد ذلك الاجتماع، وعلى أية حال في النهاية قدم "جيسون ج" للرجلين ملفا يحتوي أدلة ومواد تتهم القطريين بتمويل “حزب الله” وبأنهم سلموا أسلحة للحزب من خلال حسابات ضمان وشركات صناديق البريد، حسب ما جاء في الدعوى.

وقال إينكر إن الملف يساوي مبلغا تتراوح قيمته 10 ملايين يورو (12 مليون دولار)، إذا كان القطريون على استعداد لدفع المبلغ من أجل الحفاظ على سرية المعلومات، حسبما قالت صحيفة "تزايت" (Zeit)، وبأن مبلغ الـ 10 ملايين يورو كان " المبلغ (المأمول) الذي كان من المتوقع ويأمل أن يحصل عليه المخبر نفسه أو محاميه من عملية البيع"، حسبما أفادت صحيفة "تزايت" أيضا. ونفى إينكر، من خلال محاميه، امتلاكه أو أنه كان بالأصل يملك هكذا ملفا.

وتشير الأشرطة الصوتية - التي تحتوي على ما يبدو تسجيلات لمحادثة بين جيسون جي وإينكر - التي استمع إليها موقع "بيزنز انسيادر دويتشلاند"، والتي تم إرفاقها مع الدعوى، إلى أن إينكر و جهة الاتصال السعودية اعتقدا أنه إذا كان القطريون قد قاموا بتمويل الإرهاب، فقد يكونون على استعداد لتفادي تسريب الأخبار، نظرا إلى عقد كأس العالم لكرة القدم 2022 القادم على أرضها.

وفي شهر شباط / فبراير 2018، قال "جيسون ج". إنه وإينكر التقيا بمستشار رفيع المستوى للملك السعودي سلمان في أحد أجنحة فندق تشارلز الفخم في ميونيخ.

وجاء في وثيقة أعدها محامي "جيسون ج" تفصح وتصف ما حدث في ذلك الاجتماع، حيث أن جيسون وصف للممثل السعودي الرفيع كيف قام القطريون بتسليم الأسلحة إلى “حزب الله”، من خلال نظام معقد للمدفوعات من خلال حسابات الضمان وسلاسل نقل الأموال وتسليمها عبر بيلاروسيا وصربيا ومقدونيا. 

وأوضح "جيسون ج" أن القطريين يبذلون جهودا كبيرة للتستر على السلسلة التي يتم من خلالها التناقل والتسليم عبر دول العالم، كما جاء في الوثيقة. 

وعلى الرغم من ذلك، وبدلاً من نقل المعلومات بشأن شحنات الأسلحة وتمويل الإرهاب إلى المسؤولين في المملكة، وضع الممثل السعودي، وفقاً لجيسون ج، خطةً مع إينكر لمحاولة الحصول على أموال من القطريين مقابل عدم تقديم المعلومات للسعودية، حسب نص الدعوى. علماً بأنه لم يتم تقديم وثائق عن ذلك الاجتماع إلى المدعي العام.

وقال جيسون ج. لموقع "بيزنز انسيادر دويتشلاند" إنه بعد فترة وجيزة من ذلك، في بداية عام 2019، وخلال مأدبة غداء مع السفير القطري لدى الناتو في بروكسل وبحضور إينكر، أدلى جيسون ج. عن معلوماته عن عملية تمويل الإرهاب السرية للسفير.

وقال جيسون ج لموقع "بيزنز انسيادر دويتشلاند" إنه كان على علم بصفقة أسلحة تتضمن ذخائر حربية مصدرها أوروبا الشرقية وكان من المفترض أن يتم نقلها من خلال شركة في قطر، فضلاً عن تدفقات مالية بين العديد من القطريين الأثرياء ومواطنين لبنانيين منفيين ويعيشون في الدوحة إلى “حزب الله”. علماً بأن “حزب الله” جزء من الحكومة القائمة في لبنان، ولكنه مصنف دوليا أيضا كمنظمة إرهابية، وقد تم حظره في ألمانيا منذ شهر نيسان/ أبريل 2020.

كما أفاد جيسون ج. لـلموقع أن لديه ملفاً ضخماً من الأدلة، والذي كان من شأنه أن يكون مزلزلاً بالنسبة لدولة قطر، وأن كل الملف قام بجمعه من خلال عمله السابق في استخبارات الأمن القومي.

وجاء في نص الدعوى أن السفير القطري عرض مبلغ 912 ألف دولار (750 ألف يورو) نقدًا مقابل صمت جيسون ج عن علمه بتمويل قطر لـ” حزب الله”. وكان من المقرر أن يأخذ مايكل إينكر 364 ألف دولار (300 ألف يورو). ومن غير الواضح حسب الدعوى ما إذا كان قد تم دفع هذا المبلغ أم لا، على الرغم من أن إينكر ينفي حصوله على أي مبلغ من هذا القبيل.

ويذكر أنه لم يأت رد من السفارة القطرية أو السفارة السعودية أو السفير القطري لدى الناتو عندما اتصل بهم موقع "بيزنز انسيادر دويتشلاند" للتعليق. 

وقال متحدث باسم الحكومة القطرية لـصحيفة "تزايت" (Zeit) إن قطر لعبت "دوراً محورياً في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط" وأن البلاد لديها "قوانين صارمة لمنع الأفراد من تمويل الإرهاب".

وتم إقفال ملف الدعوى وإصدار حكم بأنه لا يزال من غير الواضح بالضبط حجم المبلغ المتهم إينكر “باختلاسه ووضعه في جيبه خفيةً ".

إينكر ينفي الاتهامات بعد أن طلب "بيزنز انسيادر دويتشلاند" تعليقه بهذا الصدد

وأفاد جيسون ج. بمعلومات إلى موقع "بيزنس إنسايدر دويتشلاند" قائلاً إن المال لم يكن ذا أهمية كبيرة بالنسبة إليه. وأردف بأن هدفه الحقيقي كان الوصول إلى السفير القطري وجهة التمثيل السعودية العليا.  وقالت صحيفة شتيرن بأن جيسون ج. على اتصال وثيق بالمخابرات الإسرائيلية، حيث يشار إلى أن من أهداف “حزب الله” القضاء على دولة إسرائيل، وبالتالي فإن إسرائيل معنية على الدوام بمسألة تمويل “حزب الله”.

وقال جيسون لموقع دويتشلاند فونك "شعرت بخيبة أمل كبيرة عندما علمت أن رئيس شركة في إم بي WMP يريد قبول هذه الأموال من القطريين".

وكان مايكل إينكر قد بدأ العمل بشركة الاتصالات الخاصة به بعد تركه شركة في "إم بي WMP".

ورداً على طلب تقدم به "بيزنز انسيادر دويتشلاند" للتعليق على الدعوى، أصدر محامي إينكر البيان التالي:

"إن وكالة في إم بي WMP والموظفين السابقين الآخرين العاملين فيها والشركة التي أسسها عميلنا بعد تركه في إم بي WMP هم جهات متنافسة. وقد أعلنت شركة كوم ترانسفورم ميديا com-transform-media GmbH رسمياً بدء أنشطتها التجارية في السوق، وأحاطت شركة في إم بي WMP علماً بذلك حسب الأصول المعمول بها أيضاً. وإن الإجراء الحالي وتقديم شكوى جنائية على أساس اتهامات لا أساس لها أمر واضح، كما أن نشر ذات الاتهامات في الوقت نفسه في الصحافة يتبع نمطا مألوفاً: إنه يمثل محاولة مبطنة من قبل شريك في إم بي WMP لتسخير مكتب المدعي العام ووسائل الإعلام الفردية لخدمة أغراضها التنافسية ومن أجل إلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بسمعة منافس جديد وزيادة صعوبة البدء بعمله “.

"إن الدكتور إينكر لم يقم بإخفاء أية وثائق مطلقاً. ولم يكن بحوزته 'ملف' لـ جيسون ج.' أبداً؛ وما يزال. وعلى النقيض من استفساركم، لم يتم استلام أية أموال من "جيسون ج." لصالح السيد إينكر شخصياً، أو من خلاله إلى شركة في إم بي WMP أو - بتحريض من الدكتور إينكر - إلى طرف ثالث. كما لم يكن لدى السيد إينكر النية مطلقاً أن يدع "ملف جيسون ج." يختفي ولم يسمح بذلك البتة – بل على النقيض من ذلك: كما ستؤكد لكم دائرة الاستخبارات الفيدرالية الألمانية (BND)، حيث قام السيد الدكتور إينكر على الفور بإرسال جميع المعلومات من "جيسون ج." إلى دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية، وطلب من "جيسون ج." أيضاً مراجعتهم ".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات