مطالبة بحل حزب تركي معارض تثير الغضب الأمريكي وتشعل بؤرة توتر جديدة

مطالبة بحل حزب تركي معارض تثير الغضب الأمريكي وتشعل بؤرة توتر جديدة
انتقدت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الخميس مطالبة الحكومة التركية بحل "حزب الشعوب الديمقراطي" ذي الغالبية الكردية، واعتبرت ذلك تقويضا للديمقراطية في البلاد إذا نجحت، وذلك بعد دعوى قضائية لحل الحزب.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن "حل حزب الشعوب الديمقراطي من شأنه أن يقوض إرادة الناخبين الأتراك بلا داع، ويزيد من تقويض الديمقراطية في تركيا، ويحرم ملايين المواطنين الأتراك من التمثيل الذي يختارونه".

وطالبت الخارجية في بيان لها "الحكومة التركية بالعدول عن إسقاط عضوية النائب في حزب الشعوب الديمقراطي "عمر فاروق جيرجرلي أوغلو، وحرمانه من مقعده النيابي".

ورفع المدعي العام في محكمة الاستئناف العليا التركية، أمس الأربعاء، دعوى تدعو لحل "حزب الشعوب الديمقراطي" وإغلاقه بسبب صلاته بـ"حزب العمال الكردستاني"، وطالب فيها بحظر سياسي لـ 687 عضوا من الحزب، بما في ذلك مؤسسون بينهم صلاح الدين ديميرطاش.

وإذا وافقت المحكمة على لائحة الاتهام، فلا يمكن أن يصبح  أي من هؤلاء الأشخاص مؤسسا، أو عضوا أو مديرا أو مشرفا لحزب آخر لمدة 5 سنوات تبدأ من تاريخ نشر القرار في الجريدة الرسمية. 

وصرح بكير شاهين، المدعي العام لمحكمة الاستئناف العليا، في الدعوى أن "حزب الشعوب حزب غير ديمقراطي، ويتواطأ مع حزب العمال الكردستاني الإرهابي ويهدف إلى تدمير وحدة الشعب والدولة".

وقال شاهين في بيان إن "الأحزاب السياسية عناصر لا غنى عنها للحياة السياسية الديمقراطية ومؤسسات تهدف إلى المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع".

وأكد على عدم جواز استخدام أي من الحقوق والحريات الأساسية في شكل "أنشطة تهدف إلى تدمير وإلغاء الوحدة غير القابلة لتجزئة الدولة مع وطنها وأمتها".

وأضاف أنه إذا قررت المحكمة الدستورية أن مثل هذه الأفعال قد ارتكبت وأصبحت محط اهتمام أي حزب سياسي، فسيتم حله نهائيا لمخالفته المادة 68 من الدستور.

وتضم لائحة الاتهام المكونة من 609 صفحات، أسماء قادة وأعضاء في حزب الشعوب الديمقراطي، لتورطهم في انتهاك قواعد القوانين الديمقراطية، والتواطؤ مع إرهابيي "حزب العمال الكردستاني" والجماعات التابعة لها، والتي تهدف إلى تدمير واستئصال وحدة الدولة، إضافة إلى دعم بعض أعضاء  "التنظيم الإرهابي pkk" في سوريا، من خلال محاولة تصوير عمليات القوات المسلحة التركية على أنها غزو، بما يتماشى مع وجهة نظر وهدف حزب العمال الكردستاني.

وقال مدير الاتصالات الرئاسية فخر الدين ألتون، في أول رد فعل حكومي "حقيقة لا جدل فيها، حزب الشعوب الديمقراطي لديه علاقات عضوية مع حزب العمال الكردستاني"، الذي تعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تعتبره منظمة إرهابية.

وقال: "لقد أثبت كبار القادة والمتحدثون باسم حزب الشعوب الديمقراطي، من خلال أقوالهم وأفعالهم، مراراً وتكراراً أنهم الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني".

وأشاد دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية (MHP)، بهذه الخطوة قائلاً "إن حزب الشعوب الديمقراطي هو منظمة إجرامية متخفية في عباءة سياسية، إغلاقه وعدم إعادة فتحه تحت اسم آخر واجب تاريخي وأخلاقي".

وكان البرلمان التركي ألغى مقعد نائب حزب الشعوب الديمقراطي عمر فاروق جيرجرلي أوغلو ، بعد حكم أصدرته محكمة النقض ضده في شباط/ فبراير الماضي، بتهمة "الدعاية لمنظمة إرهابية".

وقام جيرجرلي أوغلو بنشر تغريدة قال فيها إن الأتراك الذين قتلهم "حزب العمال الكردستاني" شمال العراق، كان ممكنا أن تُوهب لهم الحياة، لو أن الحكومة التركية بذلت جهودها لإنقاذ أرواحهم، بالإشارة إلى الجنود الأتراك الذين قتلهم حزب العمال الكردستاني أثناء قيام الحكومة التركية بعملية في غارات بالعراق الشهر الماضي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات