بينها"كفرنبل المحتلة" و"الجولان المباع" : أشهر 10 مناطق أبدعت شعارات ولافتات الثورة

بينها"كفرنبل المحتلة" و"الجولان المباع" : أشهر 10 مناطق أبدعت شعارات ولافتات الثورة
بدأت شرارة الثورة السورية بعبارة خطها طلاب من محافظة درعا على جدران مدرستهم "إجاك الدور يا دكتور" مطلع عام 2011، لتنطلق بعدها المظاهرات السلمية وتمتد على كامل الجغرافيا السورية باستثناء "القرداحة"، وتحولت سوريا إلى ساحة مظاهرات كبيرة، هتف خلالها المتظاهرون بشعارات تؤكد أن الشعب كسر جدران الصمت وأعلن نهاية الخوف من نظام الطاغية بشار الأسد.

وعلى الرغم من حجم المشاركة اللافت في المظاهرات إلا أن أكثر ما تميزت به هي العبارات والشعارات التي صدحت بها حناجر السوريين والتي اعتبرت "روح الثورة" وشكلت ظاهرة مبدعة، حيث تم توظيف هذه الشعارات لخدمة الحراك الثوري ومطالب وتطلعات غالبية السوريين، وتمحورت الشعارات بداية حول الكرامة والحرية والتأكيد على نبذ الطائفية وأن الشعب السوري واحد، ولكن مع استخدام القوة من قبل ميليشيا أسد ضد المتظاهرين تحولت الشعارات إلى "الشعب يريد إسقاط النظام".

وسنحاول خلال هذه المادة التركيز على أكثر المناطق التي تميزت بإنتاج الشعارات والعبارات وكان لها حضور في معظم المظاهرات.

الصنمين

تميزت مدينة الصنمين إحدى أقدم المدن السورية في محافظة درعا بشعاراتها ولافتاتها التي كان يرفعها الأهالي في المظاهرات، ومن أبرز الشعارات التي خرجت من درعا وانتشرت بعدها في معظم المناطق السورية شعار "الموت ولا المذلة".

 

وواكبت الشعارات والافتات التي رفعها المتظاهرون في الصنمين بشكل خاص وبقية مناطق درعا بشكل عام التطورات على الأرض فبعد سقوط عدد من القتلى في صفوف المدنيين ظهرت شعارات جديدة منها "بالروح بالدم نفديك يا شهيد" و"عالجنة رايحين شهداء بالملايين".

ولعل من العلامات الفارقة في مظاهرات محافظة درعا، مقتل الطفل حمزة الخطيب، الذي تحوّل إلى إحدى أيقونات الثورة السورية، وأصبحت عبارة "كلنا حمزة الخطيب" تكتب على اللافتات التي ترفع خلال المظاهرات في مختلف المناطق السورية للتذكير بإجرام نظام أسد.

كفرنبل

لم تكن بلدة كفرنبل بريف إدلب ذائعة الصيت قبل الثورة ولكن فجأة أصبحت من أبرز أصوات الثورة في المنطقة الشمالية بعد أن انتفضت في وجه نظام أسد وطالبت بالحرية.

لقد أبدع أهالي بلدة كفرنبل بالعبارات التي كانوا يخطونها بأيديهم وبالشعارات التي كانوا يرددونها خلال المظاهرات فهم أول من أطلق شعار "الله حرية سوريا وبس".

كما ساندت كفرنبل خلال مظاهراتها التي انطلق أولها في نيسان 2011 المحافظات التي تعرضت لعمليات قتل واجتياح من قبل ميليشيا أسد، حيث رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها عبارات "بالروح بالدم نفديك يا درعا"، "بالروح بالدم نفديك يا حمص"، "من كفرنبل إلى حمص المنكوبة حول".

وأظهرت بعض العبارات روح الفكاهة التي يمتاز بها أهالي كفرنبل كـ "نطالب بزيادة عدد الدبابات في كفرنبل للتخفيف عن حمص المنكوبة"، "سوريا خلصت والأزمة بخير" كما أن التوقيع الذي كانت تحمله اللافتات رغم معناه المعبر إلى أنه فيه شيء من الطرافة، حيث حملت اللافتات في البداية توقع بـ"كفرنبل المحتلة" بعد دخول نظام أسد إلى البلدة، ثم أصبح التوقيع "كفرنبل المحررة" بعد سيطرة الفصائل على البلدة، وعندما استعاد النظام البلدة مرة أخرى أصبحت التوقيع "كفرنبل المهجرة".

حمص

كان لحمص ثالث أكبر محافظة سورية دور كبير في الثورة حتى أُطلق عليها تسمية "عاصمة الثورة السورية"، فقد شهدت مظاهرات عارمة شارك فيها مئات الآلاف من مدينة حمص وريفها كـ"الرستن وتلبيسة والحولة وغيرها".

ورغم أن أهالي مدينة حمص ركزوا خلال مظاهراتهم كغيرهم من المناطق على الشعارات المطالبة بالحرية وإسقاط النظام إلا أنهم أطلقوا شعارات كانت لأول مرة تسمع في الثورة السورية منها شعار "يا بشار لا تتحدى هي حمص مانك قدا"، والشعار الذي أطلقه أهالي حي باب السباع "هاي الثورة ثورة سباع يا بشار يلا طلاع".

كما تميزت اللافتات التي رفعها أهالي حمص وريفها بروح الفكاهة وأبدعوا بالسخرية من بشار الأسد لا سيما بعد وصفه المتظاهرين بالجراثيم، وأصبحت لافتات أهالي حمص تتناقلها معظم المظاهرات من أبرز هذه العبارات الساخرة، "مكتوب على الأندومي - بشار أكبر جرثومي"، "ارحل فالشعب لم يعد يصبر على الجراثيم".

أما مشاركة عبد الباسط الساروت "بلبل الثورة ومنشدها" كما يلقبه البعض، في مظاهرات مدينة حمص عبر مجموعة من الأغاني الثورة والأناشيد التي كان يؤلفها ويؤديها وسط الجموع وعلى رأسها أغنية "جنة جنة جنة.. جنة يا وطنا" جعل الحراك في مدينة حمص محط أنظار العالم. 

الزبداني

لم تتردد الزبداني هذه المدينة الجميلة الواقعة غرب العاصمة دمشق والممتدة على سفوح جبال لبنان بالمشاركة في المظاهرات السلمية منذ الأيام الأولى للثورة، حيث لقيت اللافتات التي رفعها المتظاهرون انتشارا واسعا بسبب عباراتها التي ركز الأهالي خلالها على نبذ الطائفية والتمسك بالوطنية وأن قاتل السوريين واحد.

وكانت من أولى اللافتات التي رُفعت في الزبداني تحمل عبارة "لا سلفية ولا إخوان أنا طائفتي الحرية" وذلك رداً على نظام أسد الذي حاول تشويه سمعة الثورة عندما وصف المتظاهرين بالعصابات الإرهابية وأنهم ينتمون إلى جهات دينية فقط. 

ولأن الزبداني تشتهر بالتفاح كان له نصيب في العبارات التي خطها الناشطون على لافتاتهم وأبرز هذه العبارات كانت عبارة "تفاح الزبداني ما يهاب الدبابة"، ولكن بعد أن سيطر نظام أسد وميليشيا حزب الله اللبناني على الزبداني قاموا بحرق أشجار التفاح وقطعها وبيعها أخشابا وذلك عقابا لأهالي الزبداني الذين كانوا من خلال مظاهراتهم وشعاراتهم صوت الثورة إلى العالم.

داريا

داريا هذه المدينة الجميلة التي تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة دمشق كان لها حضور قوي منذ بداية الثورة السورية، فمنذ الأيام الأولى للثورة ردد المتظاهرون شعارات ظلت محفورة في ذاكرة السوريين منها: "واحد واحد واحد الشعب السوري واحد" و"اطلع برا يا عميل"، "من داريا لحوران الشعب السوري ما بينهان".

وأصر أهالي داريا على عبارة "سلمية سلمية" في مظاهراتهم رغم المجازر التي ارتكبها نظام أسد وشبيحته بحقهم، لتصبح داريا رمزا من رموز الحراك السلمي في سوريا.

ونظرا لاشتهار داريا بالعنب ارتبط اسمها بهذه الفاكهة ورفع المتظاهرين لافتات تشير إلى هذا الارتباط أبرزها "تفاح الزبداني سيبقى يستمد حلاوته من عنب داريا" وكانت عبارة "داريا أخوة العنب والدم" حاضرة في معظم المظاهرات السورية.

دوما

كانت مدينة دوما التي يصفها البعض بعروس الغوطة الشرقية في ريف دمشق، من أوائل المدن التي انضمت إلى ثورة الكرامة ضد نظام أسد، فخرجت منها المظاهرات بأعداد كبيرة شارك فيها العديد من مثقفي المدينة وعوامها وطلبتها وعمالها ورددوا شعارات أبرزها كان "إيد وحدة إيد وحدة"، "هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه"،  "ليش خايفين الله معنا".

ورغم الجراح والمجازر التي ارتكبتها آلة الأسد العسكرية مستخدمة مختلف الأسلحة المحرمة دوليا بما فيها الكيماوي بحق مدينة دوما إلا أن الأهالي ظلوا يخرجون بمظاهرات حاملين لافتات أكدت على مطالبهم بنيل الحرية والكرامة منها: "الحرية أولا والباقي تفاصيل"، "شمس حريتي لن تنطفئ حتى ولو قهرتني بالقيد والكفن".

حماة

أبهرت مدينة حماة العالم بأسره عندما خرج أهلها بمظاهرة كانت الأكبر في الثورة السورية وأطلق عليها اسم "المظاهرة المليونية" حيث توجهت الجموع من مختلف المناطق إلى ساحة العاصي في المدينة أو ساحة الشهداء كما يسميها البعض، وهتفوا ضد نظام أسد وطالبوا بالحرية، وكان من أبرز شعاراتهم التي تميزوا بها في مظاهراتهم هي "قولوا للشبيحة الحموية دبيحة"، "يا عاصينا زيد زيد".

في حين تحولت الكلمات البسيطة المعبرة لمنشد الثورة الحموي إبراهيم القاشوش الذي شارك في المظاهرات (وتضاربت الأنباء حوله بعد اختفائه) إلى شعارات وأهازيج شعبية يرددها آلاف السوريين في مظاهراتهم وتعبر عن تطلعاتهم وآمالهم ولا سيما أغنية "يلا ارحل يا بشار ".

القنيطرة

انضمت محافظة القنيطرة باكرا إلى الحراك الثوري وشارك أهلها بالمظاهرات حيث رددوا خلالها شعارات عبروا فيها عن دعمهم لجميع المناطق التي استباحها نظام أسد، كما رفعوا علم الثورة السورية ولافتات كتب عليها عبارات حملت توقيع "الجولان المباع"، في حين حملت اللافتات التي رفعها أهالي الجولان المحتل في مظاهراتهم توقيع "الجولان المحتل المباع"، ومن أبرز هذه العبارات "من عامودا للجولان الشعب السوري ما بينهان"، "وحيات عيونك يا بستنا القصر جايك النصر".

وشكل خروج أهالي الجولان صفعة لبشار الأسد ونظامه الذي طالما تاجر بالجولان وأهله بعد أن قام حافظ الأسد ببيعه "وفقا لشهود عيان عاصروا تلك الفترة".

بستان القصر

تميز حي بستان القصر في مدينة حلب أحد أقدم المدن المأهولة في التاريخ بنشاطه خلال الثورة، فكان الحي مقصدا للحلبية من مختلف المناطق للمشاركة في المظاهرات التي تخرج فيه، والتي ردد فيها المشاركون شعارات تطالب بالحرية وإسقاط نظام أسد، وتحرض بقية المناطق في حلب وريفها على الانتفاض بوجه الظلم وتهدد الخونة بالانتقام.

ولعل أكثر ما اشتهر به حي بستان القصر أغنية "حُر حُر.. حرية.. نحنا بدنا حرية" والتي كان يغنيها أحد أطفال الحي والملقب بـ"قاشوش حلب" حيث كان المتظاهرون يرددونها في كل مظاهرة، وأصبحت هذه الأغنية الثورية الطابع الذي يميز مظاهرات حلب.

السويداء

رغم تأخر مدينة السويداء التي ينتمي معظم سكانها للطائفة الدرزية في الالتحاق بالثورة إلا أن خروج أهلها بمظاهرات وجّه صفعة قوية لنظام أسد الذي يدّعي أنه حامي الأقليات وأنه الضامن لها، حيث ردد المشاركون شعارات تتطابق من ناحية الشكل والمضمون مع تلك التي رُفعت مع بداية الثورة أبرزها: "سوريا بدها حرية"، الشعب يريد إسقاط النظام"، "عاشت سورية ويسقط بشار الأسد".

إلا أن اللافتات التي رفعها أهالي السويداء كانت مختلفة عن باقي المحافظات بسبب التطورات التي حدثت بعد مرور عدة سنوات على انطلاق الثورة السورية، حيث ركزت العبارات على فساد نظام أسد وسرقة ثروات البلد، وأبرز هذه العبارات كان "طلبتنا شعبية ما بدنا حرامية"، "عزيزي الشبيح لا تهدر وقتا طويلا في الاحتفال بسقوط المدن بيد نظام الأسد فأمامك دور طويل للغاز بانتظارك"، "ارحل ليرحل الاحتلال عنا".

10 أعوام مضت على انطلاق الثورة السورية ومازال السوريون يرددون شعارات الثورة في كل مناسبة تجمعهم لأن هذه الشعارات تلخص السبب الذي خرجوا من أجله وضحوا في سبيله فهي تعبر عن مطالبهم وأحلامهم بنيل الحرية والكرامة والخلاص من نظام أسد، وتؤكد أن إرادة الشعب تبقى أقوى من الظالم مهما طال ظلمه.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات