11 حالة وفاة في الساحل السوري وأورينت تكشف حقيقة "الحادث الأليم" ومصادفات تطابق السبب

11 حالة وفاة في الساحل السوري وأورينت تكشف حقيقة "الحادث الأليم" ومصادفات تطابق السبب
تصدرت عبارة "جرّاء حادث أليم" صفحات عديدة تغطي شؤون الساحل السوري، معقل الموالين لنظام أسد وعائلته، وتحت هذه العبارة انسدلت أسفلها آلاف التعليقات تحاول الاستفهام عن سبب الحوادث وحيثياتها وكيف حصلت، لكن دون جدوى عن الإجابة.

إلا أن ارتفاع وتيرة "الحوادث الأليمة" أثارت شكاً لدى الكثير من المعلقين ممن خاضوا نقاشات وسجالات للاستفهام عن سبب كل "حادثة" منها مادفع بعضهم للاستفسار حول ضبابية الوفيات المرتفعة بين الشباب في الساحل السوري ليواجه صاحبها بحذف تعليقه أو الإبلاغ عن حسابه ليتم إغلاقه لاحقاً.

وعليه، أحصى فريق أورينت نت منشورات تتحدث عن "حادث أليم" أودى بشاب هنا وفتاة هناك، فسجل نحو أربعين حالة وافاة خلال الشهر الماضي، بواقع عشر حالات وفاة لشباب تبلغ أعمارهم دون الثلاثين من العمر في مدينة اللاذقية خلال أسبوع فقط بين ذكور وإناث، جمعهم "حادثة أليم" دون تقديم توضيحات عن مكان وقوع هذه الحوادث وأسبابها وكيفية حدوثها مادفع بالكثيرين من الموالين للتشكيك بـ"الحادث الأليم".

تواصلت أورينت نت مع ناشطين وحقوقيين وأطباء ووسطاء مع بعض ذوي المتوفين ممن تمكنا من الوصول إليهم، للوقوف على الأسباب الحقيقية لتزايد عدد وفيات  بين الشباب في الساحل السوري الخاضع لسيطرة أسد.

دون دماء

 تختبئ عدد من الحوادث حول وقائع انتحار انتشرت في الآونة الأخيرة بين فئة الشباب وصولاً إلى الأطفال في مناطق تابعة لسيطرة أسد. 

تفشي الفقر وانعدام فرص العمل وانهيار العملة المحلية وسدّ الحدود وإغلاق المطارات في وجه من تبقى داخل سوريا دفع بعدد ليس بالقليل بتفضيل الانتحار والموت شنقاً على البقاء حياً في بلد يحكم الأسد.

حيث وثق الناشط الإعلامي محمد الساحلي لأورينت عدداً منها، تعود إحدى تلك الحوادث إلى شاب في السابعة والعشرين ربيعاً، شنق نفسه داخل غرفته في حيّ الرمل الشمالي.

وأردف الناشط أن سبب انتحار الشاب جاء بعيد تسريحه من العمل مع إحدى الميليشيات الإيرانية التي تقاتل إلى جانب نظام أسد ، "لكن ذويه كتبوا في ورقة نعيه أن سبب الوفاة يعود لحادث أليم" .

تقاسم "الخراب"

فيما تحدث المحامي م.ح الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية أن عددا ليس بالقليل من الوفيات الحاصلة خلال الفترة الماضية جاءت إثر اشتباكات مسلحة معتاد حدوثها بين ميليشيات أسد حول تقاسم عائدات السرقات والمواد المهرّبة من سلاح ومخدرات وعمليات تلقّي الرشاوى على الحواجز.

وأكد المحامي لأورينت أن كثيرا من تلك الحوادث التي تم توثيقها حصلت في شوارع اللاذقية وجبلة والقرداحة ذات الأغلبية الموالية للنظام، حسب قوله.

وخلال الأشهر الماضية، سجلت صفحات اجتماعية ومواقع إخبارية جابناً خجولاً من حوادث واشتباكات وقعت بين ميلشيات تابعة لأسد حول تقاسم سرقات ومواد مدعومة وسلع غذائية.

الإتجار بمن تبقّى

لكن الحوادث وجدت طريقاً لها إلى المستشفيات الحكومية أيضاً، فبدلا من العلاج الاستشفاء، سجلت عدد من مشافي الساحل السوري وفيات بين فئة الشباب، وأكد طبيب عامل في أحد المشافي لأورينت رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية أن هذه الشريحة العمرية باتت مستهدفة للتجارة بأعضائها البشرية.

ووثق الطبيب دخول عدد ليس بالقليل من الشباب إلى تلك المشافي بـ"عوارض صحية بسيطة قد لا تتجاوز أحياناً كسراً في اليد ليخرجوا بعدها بصناديق خشبية ترافق عناصر أمنية. وأكد الطبيب أن العناصر منعت أكثر من مرة ذوي الضحايا من فتح الصناديق لرؤية الفقيد قبل دفنه.

تواصلت أورينت مع أحد ذوي الفقيد ممن كان ضحية إتجار بأعضائه في قرية الزاما وذلك عبر وسيط له في اتصال هاتفي، قال فيه إن عناصر أمنية كانت  ترافق التابوت الذي يحمل قريبه، لكنّ مفرزة أمن القرية منعتهم من فتحه وألزمتهم بدفنه موضحة أنه قضى بـ"حادث أليم"!.

قتل بـ"المجّان"

في حين جاءت بعض تلك "الحوادث الأليمة" جراء مقتل عدد منهم على أيدي قناصة تابعة لعدد من فصائل المعارضة السورية الموجودة هناك، بحسب ما أكده مصدر محلي لأورينت.

وبحسب المصدر، فإن نظام أسد "لم يعد يجرؤ على الاعتراف بمقتلهم" تجنباً لمطالبة ذويهم بإجراء تحقيق حول أسباب وفاة أقاربهم وزيادة السخط العام بين أوساط الموالين له الذين باتوا يرفضون مقتل ذويهم بـ"المجّان"، خاصة بعد توقف معظم العمليات العسكرية.

"كورونا؟"

ولإكمال مشهد الوفاة بـ"حادث أليم" واظبت ميلشيات أسد على إلزام عدد من دور الطباعة بـ"كليشات" مقتضبة لطبع إعلانات وفاة تخلو من السبب الحقيقي للحادث، وإن كان السبب قلة الرعاية الصحية في مشافي أسد.

حيث أكد طبيب آخر عامل في أحد مشافي مدينة اللاذقية لأورينت نت وفاة بعض الشباب من كلا الجنسين جراء إصابتهم بفيروس كورونا (كوفيد 19)، فضلاً عن عدم تلقيهم للرعاية الصحية المطلوبة لعلاجهم.

ورغم أن إعلام أسد روّج في الأسابيع الأخيرة عن بدء تلقيه لقاحات مضادة مجهولة المصدر للوقاية من الإصابة بالفيروس وتوزيعها على المشافي الحكومية، لكن الطبيب أكد أن "لا صحّة لذلك، فمشافي اللاذقية لم ترَ اللقاح الموعود بعد".

ولفت الطبيب إلى أن مخابرات أسد وضعت إدارات مشافي المدينة تحت مراقبتها، إذ تطلب مباشرة من الإدارات بتعليل أسباب وفاة ضحايا الفيروس بمرض آخر، في محاولة لإخفاء الانتشار الحقيقي للجائحة في سوريا، حسب تعبيره.

       

التعليقات (2)

    Jules

    ·منذ 3 سنوات شهر
    أنا لست مع ذاك أو ذاك ، لكن لم أسمع في حياتي بعبارات : ميليشيا أسد أو نظام أسد أو مناطق تابعة لنفوذ أسد الخ ... إلاّ من خلالكم . إعلامكم كاذب وسخيف ولا أحد في سورية أو خارجها يأخذ بمصداقيته.

    واحد

    ·منذ 3 سنوات شهر
    يلا بكرا بيعتقلولن كم دكتور بيقوسوهن وبيطالعوهن ع التلفزيون باسم مؤامرة ضد الشباب
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات