مسيحيون يفندون أكاذيب نظام أسد والبابا يدعو لإيقاف الحرب

مسيحيون يفندون أكاذيب نظام أسد والبابا يدعو لإيقاف الحرب
فنّد مسيحون أكاذيب نظام أسد الذي غالباً ما صورهم خلال السنوات الماضية بأنهم يدعمونه وحماة لهم، لكن شخصيات مسيحية التقاهم موقع "ميدل إيست" في أوروبا نفوا ذلك وقالو إن المسيحيين هم "ضحايا الأسد".

وروى لاجئون مسيحيون في فرنسا كانوا قد نجوا من حرب أسد ضد الشعب السوري قصص معاناتهم وفق مانقله موقع ميدل ايست، وقالوا إن "بشار أسد تلاعب بالمجتمع أثناء قمعه ضد المعارضين".

وأضافوا أن "المسيحيين هم ضحايا الأسد حالهم حال بقية المواطنين" بتقديمه المسيحيين على أنهم أتباعه وحلفاؤه"، لكن النظام "أخذهم كرهائن".

وذكرت والدة أحد الشبان المفقودين البالغ عمره 16عاما، بعد أن روت قصة اختفائه، "الأسد يجرؤ على القول إنه يحمينا"، بعد أن جند ابنها للانضمام إلى القوات المتمركزة في مطار الطبقة العسكري شمال محافظة الرقة، واستغلاله بقول "أنتم المسيحيون صفوة أمتنا، لقد اختاركم بشار للقتال"، بحجة محاربة داعش.

بينما قال أستاذ جامعي مسيحي من مدينة حلب لميدل إيست لم يكشف عن اسمه خوفاً على بقية أفراد عائلته، "لسنا مهددين من الجماعات الإرهابية فقط، بل علينا أيضا أن نعاني من ظلم نظام الأسد مثل إخواننا المسلمين، نود أن نعيش في دولة تحترم الحرية والعدالة".

وقال الجراح السوري هيثم سعد الذي تعرض للاعتقال في سجون أسد بسبب تصويره وهو يعالج المعارض السياسي رياض سيف، بينما كان الجيش يقمع التظاهرات، "بعد أسابيع قليلة من هذا الجحيم، توسلت إلى معذبي أن يقتلوني"، لكن أحد الحراس اعترض قائلا: "الطبيب مسيحي، لا يمكننا القضاء عليه".

وأضاف "لكن بالنسبة لي، كل هذه الآلام لا تُقارن بالمأساة التي أعقبت ذلك"، عندما تم الإفراج عن سعد في حزيران/يونيو 2013، علم أن ابنه بعد أن هرب من الجيش، قُتل على يد قناص موال للنظام.

واتبع نظام أسد سياسة تمييز الأقليات الدينية لبناء نظامه السياسي وإعطائهم المحسوبية والتي كانت خطوة متعمدة من قبل مسؤولي الدولة لتغذية وإثارة العداء نحوهم، بالإضافة لكونها بمثابة عرض نحو الساحة الدولية يوجه رسالة مفادها حمايته للأقليات.

وانخفضت نسبة المسيحيين في سوريا منذ اندلاع الثورة السورية في آذار/ مارس 2011، إذ كان عددهم 2.2 مليون قرابة 6% من عدد السكان، وأصبح عددهم 677000 في عام 2021، وفقا لمؤشر اضطهاد المسيحيين في البلدان العالمية الذي نشرته المنظمة غير الحكومية Open Doors.

 وكانت شخصيات مسيحية عربية وجهت الشهر الماضي رسالة إلى الرئيسين الأمريكي والفرنسي طالبوا من خلالها بزيادة العقوبات الدولية على نظام أسد باعتباره المسؤول عن كافة الجرائم ضد السوريين، وذلك ردا على رسالة وجهها رجال دين مسيحيون وحلفاء للنظام يطالبون من خلالها برفع العقوبات الأمريكية والأوروبية عنه.

وطالب الموقعون على البيان وعددهم 47 شخصية من سياسيين ومثقفين مسيحيين تحت مسمى "لجنة متابعة مؤتمر المسيحيين العرب"، كلاً من الرئيس جو بايدن وإيمانويل ماكرون بإجراءات مشددة تجاه نظام أسد تتمثل بزيادة العقوبات على النظام وتوسيعها لتشمل كل المجرمين ضد الإنسانية ومجرمي الحرب، و"السعي نحو إيجاد الوسائل الفاعلة لمساعدة الشعب السوري في إنهاء هذه المعاناة، والتصدي للتدهور في أمنه الصحي والاقتصادي".

اقرأ أيضاً: مسيحيون سوريون يوجهون رسالة عاجلة إلى بايدن بشأن نظام أسد من أجل خمسة مطالب

من جهته ناشد البابا فرانسيس بإنهاء الحرب في سوريا، وصرح الأحد الماضي بأن "الحرب في سوريا تسببت في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في عصرنا"، رثاء للحرب وآثارها العديدة المدمرة على السوريين.

وأضاف البابا أن "عدداً لا يُحصى من القتلى والجرحى، وملايين اللاجئين، وآلاف المفقودين، ودمار هائل، والعنف بجميع أنواعه وأشكاله، تسبب بمعاناة هائلة لجميع السكان، وخاصة الفئات الأكثر ضعفاً، مثل الأطفال والنساء وكبار السن".

وجدد البابا فرانسيس "نداءه الصادق" لجميع أطراف النزاع "لإظهار بوادر حسن النية، حتى ينفتح بصيص أمل للسكان المنهكين الذين يكافحون من أجل البقاء".

كما دعا المجتمع الدولي إلى توفير التزام "حاسم ومتجدد" لإعادة بناء الأمة، و "نزع السلاح"، حتى نتمكن بعدها من إصلاح النسيج الاجتماعي وبدء إعادة الإعمار والانتعاش الاقتصادي، داعيا الجميع إلى الصلاة  كي لا تُنسى المعاناة الكبيرة في سوريا، لعل تضامنهم يحي الأمل.

ويأتي ذلك تزامناً مع الذكرى العاشرة للثورة السورية والتي شهدت تضامناً غير مسبوق من قبل زعماء ورؤساء دول ومنظمات إنسانية ودولية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات