"تضمنت اعترافات وفضائح".. مستشار في الخارجية الروسية يكشف مضمون 40 رسالة متبادلة بين بشار وموسكو

"تضمنت اعترافات وفضائح".. مستشار في الخارجية الروسية يكشف مضمون 40 رسالة متبادلة بين بشار  وموسكو
كشف الدبلوماسي السابق والمستشار لدى الخارجية الروسية رامي الشاعر عن فحوى ومضمون 40 رسالة جرت بين نظام بشار الأسد ومسؤولين روس منذ عام 2013 وحتى 2015، تضمنت اعترافات بشار الأسد بحصار المدن وقطع الرواتب عن موظفي المناطق الخارجة عن سيطرته، وفضائح عن استجدائه المتكرر للروس بالتدخل العسكري لحمايته من السقوط.

وجاء ذلك، عبر لقاء أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط، ونشرته اليوم الإثنين، مع حلول الذكرى العاشرة للثورة السورية.

وقال الشاعر إنه بعد الوضع المحتدم الذي تعرض له نظام الأسد في عام 2013،  كلف بشار الأسد مسؤولا من مكتب الرئاسة بمهمة وحيدة وهي التواصل مع روسيا، لافتا إلى أن المسؤول المكلف (لم يذكر اسمه)، زار موسكو أكثر من 20 مرة وحمل أكثر من 40 رسالة متبادلة بين بشار الأسد ومسؤولين روس، خلال تلك المدة.

وأوضحت الصحيفة أنها اطّلعت على مضمون الجزء الأكبر من هذه الرسائل والتي تمحور بعضها حول تطورات الوضع الميداني، وخطط  نظام أسد لاسترداد المناطق، وجزء منها حمل "نداءات استغاثة مباشرة". 

وبحسب الصحيفة، ركزت بعض الرسائل من الجانب الروسي على «نصائح» مرتبطة بطلبات لإبداء مرونة في تسهيل عمليات الحوار مع المعارضة في لقاءات جنيف وموسكو وسوتشي لاحقا، بهدف دعم الجهد الروسي في المسار السياسي.

مضمون إحدى الرسائل

ونشرت الصحيفة مضمون إحدى الرسائل من نظام الأسد إلى روسيا بتاريخ 6 تموز 2013، جاء فيها : نضعكم في صورة الوضع الميداني، نحن نواصل سياسة الحصار والقضم والعزل. من خلال عزل شرق سوريا عن غربها بالكامل، وتم قطع الإمدادات والرواتب عن المناطق الشرقية لتحريك الحاضنة الشعبية ضد جبهة النصرة، ما يساعد على تأمين الأوتوسترادات الدولية، في المحور الحيوي من حلب إلى درعا، ويقلص مساحة تحرك المسلحين ويضعف استخدامهم للصحراء.

وفيها أيضا:  نعمل على عزل مدينة حلب عن ريفها تمهيدا لتحريرها مثل القصير (في ريف حمص في 2013) لذلك نعتمد على العمليات الخاصة لتسهيل اجتياح المدينة تحضيرا للعملية الواسعة الشاملة التي يسبقها قطع كل الإمدادات. في حمص تتواصل عملية قضم ما تبقى من المدينة خاصة بعد تجفيف إمدادها من القصير. وهي مسألة أيام.

وتقول الرسالة :  أما دمشق وهي أم المعارك فتقوم بعمليات واسعة ونوعية جدا في الغوطة الشرقية ونحضر ما يلزم من جمع المعلومات عن الوضع في الغوطة الغربية، والتي سيبدأ تحريرها من جوبر بعد النجاح النسبي في قطع الإمدادات بين الغوطتين. والنصر حليفنا (...) لكن يبقى الشغل الشاغل الانهيار الاقتصادي وقيمة الليرة التي إن لم تعالج سريعا فمن الممكن أن تسقط كل الإنجازات العسكرية.

وقال الشاعر كما نقلت الصحيفة أن أهمية الرسالة في ذلك التوقيت كانت أن النظام يعي جيدا أن "الوضع الاقتصادي يتدهور بسرعة ورغم ذلك لم يستجب لكل الجهود التي بذلها الأصدقاء للعب دور أساسي في السير بعملية الانتقال السياسي"، في غمز إلى أن الروس يسعون لحل سياسي في سوريا.

وأضاف أنه مع حلول نهاية العام 2013، كان اتضح أن النظام لا يزال غير قادر على حسم المعارك، ووجه في 23 (تشرين الثاني) رسالة الاستغاثة الأبرز التي جاء فيها أن "المسلحين باتوا على بعد 3 كيلومترات من مطار دمشق، ولا بد من تدخل عسكري روسي سريع".

وفقا للشاعر فقد كانت موسكو تعي خطورة المشكلات التي يواجهها النظام، ليس فقط بسبب تشديد عمليات المعارضة المسلحة، لكن بسبب أدائه وأخطائه، فضلا عن تركيبة المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية الطائفية، وهو أمر خطير بسبب المخاوف الجدية من عمليات تطهير وانتقام واسعين.

وفي عام 2014 تتالت رسائل متبادلة بين بشار الأسد ومسؤولين روس كان أبرزها حول العملية السياسية وفقا للشاعر.

مزاعم روسية 

وزعم الشاعر في لقائه مع الصحيفة أن تطورين مهمين هما مَن شكل أبرز مفاصل التدخل الروسي: الأول، قناعة موسكو بضرورة تدمير السلاح الكيماوي السوري في 2013 ليس فقط بسبب التهديد بعملية عسكرية غربية، بل بسبب ظهور مخاوف جدية من خروج هذا السلاح عن السيطرة واستخدامه على نطاق واسع على خلفية تأجيج الحالة الطائفية ومشاعر الانتقام، ما يعني أن وقوع بعض مكوناته في أيدي إرهابيين كان سيشكل كارثة.

 وزعم أيضا أن موسكو كانت تخشى من خطر استيلاء المجموعات المسلحة على الجزء الأعظم من أسلحة الجيش السوري – وفق تعبيره- وهذا كان سيشكل خطرا استراتيجيا ليس في سوريا وحدها بل وعلى الأردن ولبنان.

أما التطور الثاني، فقد ترسخت القناعة الروسية في خريف 2015 أن ما يفصل دمشق عن السقوط ( وبالتالي نظام أسد)هو أيام أو أسابيع على أبعد تقدير.

ومن الملاحظ أن روسيا زادت مؤخرا تقصد إحراجها وإهانتها لنظام أسد، فقبل أيام نشر الشاعر نفسه، عبر صحيفة روسية، فحوى إحدى رسائل الاستغاثة التي وجهها بشار الأسد للروس عام 2013، واليوم يكمل نشر مضمون رسائل أخرى.

وكانت روسيا بدأت منذ 2017 بنشر فضائح بشار الأسد وإهانته، ومنها تصريح وزير خارجيتها سيرغي لافروف في ذلك الوقت "أنه لولا تدخلنا في سوريا عسكريا لسقط نظام أسد".

 ويتزامن الكشف عن فحوى هذه الرسائل، مع فتح روسيا لمسار ثالث حول سوريا بعد أستانا وسوتشي، واختلافه الواضح عنهما هو عدم وجود إيران فيه، لتكون قطر بدلا منها.

ورغم أن المعلومات لاتزال شحيحة حول ما تريده روسيا من هذا المسار، غير أن مراقبين ومقربين من دوائر القرار الروسي، يعتقدون أنه يأتي في إطار التضييق على إيران في سوريا ومحاولة إبعادها بالاتفاق مع إسرائيل.

التعليقات (1)

    jason

    ·منذ 3 سنوات شهر
    شكـراًلكمعلىهذاالمقالالجيد شكـراًلكمعلىهذاالمقالالجيد شكـراًلكمعلىهذاالمقالالجيد شكـراًلكمعلىهذاالمقالالجيد شكـراًلكمعلىهذاالمقالالجيد شكـراًلكمعلىهذاالمقالالجيد شكـراًلكمعلىهذاالمقالالجيد شكـراًلكمعلىهذاالمقالالجيد شكـراًلكمعلىهذاالمقالالجيد
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات