وفي مقابلة مع إذاعة أوروبا الحرة أكد دحيمي أن المعارضين جاسم حيدري وعلي خزرجي وحسين سيلاوي أصيبوا بكدمات عندما مُنح أقاربهم فرصة قصيرة لرؤيتهم قبل وقت قصير من إعدامهم في 28 فبراير/ شباط الفائت في سجن سبيدار في مدينة الأهواز ذات الغالبية العربية جنوب غرب البلاد.
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية تسنيم، أكدت في الأول من مارس/ آذار الجاري إعدام حيدري وخزرجي وسيلاوي ومعارض إيراني عربي رابع يدعى ناصر خفاجيان، بعد الحُكم عليهم بالإعدام بحجة "جرائم" تتعلق بالأمن القومي، يزعم الملالي أنهم ارتكبوها.
ويعتبر الدحيمي من أبرز المصادر في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام الإيراني بحق الأقلية العربية الأحوازية التي تعيش بشكل رئيسي في محافظة خوزستان الإيرانية، وعاصمتها الأهواز، إذ استشهدت منظمات حقوق الإنسان الدولية مثل "مركز عبد الرحمن بوروماند" ومقرها واشنطن و"مجموعة حقوق الإنسان الإيرانية" ومقرها أوسلو بأبحاثه من قبل.
ونقل الدحيمي عن أقارب الضحايا (لم يكشف عن هويتهم) أن السلطات الإيرانية نقلت الرجال الأربعة إلى سجن سبيدار في وقت سابق يوم 28 فبراير، حيث كان الحيدري والخزرجي والوسيلاوي معتقلين سابقا في سجن شيبان على مشارف الأهواز، بينما كان خفاجيان محتجزا في سجن في بلدة دزفول، على بعد ساعتين بالسيارة إلى الشمال.
ووفقاً للناشط الحقوقي، فإن قوات أمن النظام أبلغت فردا من عائلة كل معتقل أن يجتمعوا في ساحة المدينة من أجل نقلهم إلى سجن سبيدار لرؤية أحبائهم للمرة الأخيرة قبل تنفيذ حكم الإعدام، ولم تدم فترة اللقاء بهم سوى بضعة دقائق فقط، ثم أمرتهم بالبقاء في السجن لمدة ساعة تقريبا، وبعد ذلك تم تقديم جثث الرجال الأربعة إلى الأقارب في أكياس لتحديد هوية كل منهم.
وبدلاً من تسليم جثث الضحايا لذويهم لدفنها، قال الدحيمي إن الأقارب أخبروه أن السلطات دفنتهم في قبور ليست معروفة في قسم من مقبرة "بهشت أباد" في الأهواز، حيث يتم عادة دفن جثث معارضي النظام بعد إعدامهم، وعلاة عن ذلك لم تمنح سلطات الملالي ذوي الضحايا "شهادات وفاة".
وتؤكد التقارير أن الممارسات التمييزية لنظام الملالي بهدف قمع المعارضة ومنع الناس من تنظيم احتجاجات، أصبح توجها في الأحواز من خلال الإيغال بإعدام العرب الأحوازيين في السنوات الأخيرة.
وكانت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن، دعت إيران في بيان صدر 12 فبراير/ شباط إلى عدم إعدام الرجال الأربعة، وقالت إن حيدري وخزرجي وسيلاوي كانوا مضربين عن الطعام منذ 23 يناير/ كانون الثاني، ويخيطون شفاههم معا احتجاجا على ظروف سجنهم وحرمانهم من الزيارات العائلية والتهديد بالإعدام الوشيك.
يشار إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية قالت في تقريرها السنوي في آذار/ مارس 2020 (إيام إدارة ترامب) عن حقوق الإنسان في إيران، إن الدولة الأخيرة أوغلت بحق العرب الأحوازيين كالعديد من الأقليات "المستهدفة" من قبل السلطات بـ"الاعتقال التعسفي والاحتجاز المطول وحالات الاختفاء والاعتداء الجسدي".
وذكر التقرير أيضا أن هناك شكوى واسعة الانتشار بين الأحوازيين تتمثل في أن الحكومة الإيرانية حولت الموارد الطبيعية وأساءت إدارتها، وخاصة المياه، إذ غالبا ما يذهب الاستثمار فيها لصالح المتعاقدين المرتبطين بأقوى قوة عسكرية إيرانية (الحرس الثوري).
وتعتبر الجريمة الجديدة لسلطات النظام الإيراني الثانية من نوعها خلال الأسابيع الثلاثة الفائتة، ففي الـ22 من شباط الفائت، عمدت سلطات الملالي على إعدام امرأة بشكل مروع عندما علقت جثتها على حبل المشنقة رغم وفاتها بسكتة قلبية جراء ما تعرضت له من مشاهد مرعبة تمثلت بإعدام 16 سجيناً أمامها قبل 24 ساعة من إعدامها.
التعليقات (3)