"خياراتهم مستحيلة"...الأغذية العالمية تقدر نسباً مخيفة عن عدد السوريين المحتمل موتهم جوعاً

"خياراتهم مستحيلة"...الأغذية العالمية تقدر نسباً مخيفة عن عدد السوريين المحتمل موتهم جوعاً
أطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة "WFP" نداءات استغاثة تطالب بتجنب خسارة "مزيد من أرواح السوريين" إثر تفاقم أزمات الجوع والفقر وتدهور الأوضاع المعيشية في عموم سوريا.

وأفاد تقرير المنظمة الصادر أمس الخميس بمناسبة مرور عقد على انطلاقة الثورة ضد بشار الأسد أن السوريين يعيشون “في أسوأ ظروف إنسانية يتعرضون لها منذ بداية الأزمة، حيث انزلق الملايين في هاوية الجوع خلال العام الماضي وحده”.

وتحدّثت المنظمة عن "صدمات متعددة" يواجهها السوريون في مناطق سيطرة أسد من بينها انهيار العملة المحلية التي باتت على شفير الأربعة آلاف ليرة، وتبعات ذلك على أسعار السلع المحلية المتزايدة على نحو متسارع، والأعمال العدائية واستمرار النزوح فضلاً عن تداعيات الأزمة المالية في لبنان.

وأشار تقرير المنظمة إلى أن الأسر السورية، وحتى خلال أسوأ سنوات الحرب في البلاد، لم تكن الحياة صعبة إليها كما في الوقت الحالي، وحول ذلك قال ممثل برنامج الأغذية العالمي شون أوبراين " في كل يوم، يُدفع بالمزيد من السوريين نحو الجوع والفقر، وتواجه الأسر خيارات مستحيلة".

وطالب براين باستمرار المساعدات للأسر السورية متسائلاً باستنكار: هل يضعون الطعام على المائدة أم يحصلون على الرعاية الصحية التي يحتاجونها؟ أم هل بإمكانهم إرسال أطفالهم إلى المدرسة؟ دون المساعدة المستمرة، ببساطة، لن تتمكن هذه الأسر من البقاء على قيد الحياة".

من جهتها، أشارت المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كورين فلايشر الى أن “السنوات العشر الماضية أنهكت الجميع سواء كنت بلداً يستضيف اللاجئين، أو بلداً مانحاً يواجه ضغوطاً اقتصادية من التعامل مع الجائحة. لكن السوريين لا يستطيعون تحمل يجب علينا ألا ننساهم فإذا تناسيناهم، فإن ذلك سيعني خسارة المزيد من الأرواح".

وتأتي مطالبات برنامج الأغذية العالمي على إثر تقييم أجرته المنظمة كشف تضاعف أعداد السوريين ممن باتوا في دائرة الفقر والجوع بالمقارنة مع أرقام عام 2018، حيث يشير التقييم إلى أن 12.4 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي والجوع.

وكشفت الدراسة أيضاً أن عدد الأشخاص الذين لا يستطيعون البقاء على قيد الحياة بدون مساعدات غذائية قد تضاعف خلال عام واحد ليصل إلى 1.3 مليون شخص.

وشهدت الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في سوريا، تدهوراً كبيراً منذ أواخر عام 2019 ليصل إلى مستويات لم تسجل سابقة لها في التاريخ الحديث لسوريا، ففي بداية عام 2020 بدأت الليرة السورية تسجل هبوطاً متسارعاً أمام الدولار والعملات الأجنبية.

تزامن ذلك مع ارتفاع بأسعار الغذاء والوقود، وتدني مستوى الرواتب والأجور، بالإضافة لتفشي فيروس كورونا الذي أضر بالأوضاع المعيشية لسكان أكبر دول العالم، بينما سكان سوريا الأشد ضعفاً واحتياجاً، من النساء والأطفال زادت أوضاعهم سوءاً.

ونتيجة لذلك اضطرت الأسر إلى تبني تدابير قد تترتب عليها عواقب ضارة للتكيف مع الأوضاع، بحسب دراسة استقصائية أجراها مؤخراً برنامج الأغذية العالمي، فبعض الأسر تقلل من عدد وجباتها اليومية من ثلاث وجبات إلى وجبتين، كما تبين ارتفاع عدد الأشخاص الذين يشترون المواد الغذائية بالاستدانة، كما تلجأ بعض الأسر إلى بيع الأصول والماشية لإدرار دخل إضافي.

في حين كشفت منظمة أنقذوا الطفولة أواخر عام 2020، أن القيود المفروضة بسبب كورونا، وعشر سنوات من العنف، وفقدان الوظائف الجماعي للسوريين، دمرت سبل عيش ملايين الناس، وفي الأشهر الستة الأخيرة ارتفع إجمالي عدد الأطفال الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في عموم سوريا إلى أكثر من 4.6 مليون طفل.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات