بعد فترة جمود تحركات روسية عربية تجاه سوريا.. ما الذي ستسفر عنه؟

بعد فترة جمود تحركات روسية عربية تجاه سوريا.. ما الذي ستسفر عنه؟
بدأت روسيا تحركاتها الدبلوماسية في الدول الخليجية وخاصة المملكة العربية السعودية في إطار بحث القضايا الأساسية في المنطقة وخاصة ملفي سوريا وإيران، في مسعى لدفع المسار السياسي للملف السوري بعد فترة من الجمود السياسي تجاه القضية.

جاء ذلك خلال جولة مكوكية يجريها وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف في المنطقة العربية، حيث التقى اليوم الأربعاء، نظيره السعودي فيصل بن فرحان في العاصمة السعودية الرياض، وبحث الطرفان خلال مؤتمر صحفي مشترك آخر التطورات على الساحة السورية وسبل الوصول إلى حل سياسي بمشاركة الأطراف المعنية وبموجب قرار مجلس الأمن الدولي.

وأشار لافروف خلال المؤتمر الصحفي إلى أن المحادثات مع المسؤولين السعوديين ركزت على الوضع في سوريا بشكل خاص، والعمل على الوصول إلى حل سياسي يرضي جميع السوريين وفق قرار مجلس الأمن الدولي (2254)، إضافة لمناقشة القضايا الإقليمية والخليجية وأمن المنطقة العربية خاصة التنديد باعتداءات ميليشيا الحوثي الإيرانية على المنشآت النفطية في السعودية. 

بدوره أكد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان خلال اللقاء، حاجة سوريا للعودة للحضن العربي وعودة الاستقرار والأمن إليها ولكن بالوصول إلى حل سياسي في سوريا، مؤكدا تمسك المملكة بموقفها تجاه الأزمة السورية، وهو إيجاد حل يوقف النزيف الحاصل فيها منذ بداية الأزمة بالاشتراك مع الجانب الروسي وجميع الأطراف المعنية بالملف السوري.

وقال بن فرحان في هذا الصدد: "متفقون مع أصدقائنا الروس على أهمية إيجاد مسار سياسي يؤدي إلى تسوية واستقرار الوضع في سوريا، لأنه لا وجود لحل للأزمة السورية إلا من خلال المسار السياسي".

وسبق ذلك لقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يوم أمس، المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية، ألكسندر لافرينتيف في الرياض لمناقشة المستجدات الدولية وخاصة على الساحة السورية، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).

جولة روسية مكوكية

واستكمالا للجولة الروسية، من المقرر أن يتوجه لافروف بعد لقائه المسؤولين السعوديين إلى العاصمة القطرية الدوحة، استكمالا لجولته الخليجية، حيث من المقرر أن يلتقي لافروف أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، ووزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لإجراء محادثات ثنائية بين البلدين.

كما سيلتقي الوزير الروسي نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في الدوحة، حيث سيناقش الوزيران القضايا المشتركة بين البلدين لاسيما الملف السوري.

وقطعت السعودية علاقاتها بنظام بشار أسد بعد اندلاع الثورة السورية، بسبب إصراره على الحل العسكري تجاه المتظاهرين، وبسبب تحالفاته مع نظام الملالي في إيران وإدخال عشرات الميليشيات الشيعية إلى سوريا دعما لقواته، ما أدى فيما بعد لفرض عزلة عربية على النظام خلال السنوات التسع الماضية.

وتؤكد المملكة بشكل مستمر عبر التصريحات الرسمية على ضرورة إيجاد حل سياسي في سوريا بموجب قرار مجلس الأمن الدولي عبر صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية، وهو ما أكده وزير الخارجية السعودية أواخر كانون الثاني الماضي حين قال: "لا مجال لحل الأزمة السورية إلا بتسوية سياسية، والمسار الصحيح لها هو الذي يقوم على كتابة دستور جديد عن طريق لجنة صياغة الدستور والذي تدعمه الأمم المتحدة، وندعم هذه الجهود ونعتقد في حال تم التوصل إلى هكذا تسوية سوف يكون مستقبل سوريا محفوظا ونستطيع أن ننظر إلى المستقبل".

وتعتبر السعودية داعمة للمعارضة السورية عبر تأييدها للحل السياسي القائم على مسار جنيف وقرار مجلس الأمن الدولي 2254، الصادر في كانون الأول عام 2015، والذي ينص على وقف إطلاق النار في سوريا وتشكيل حكومة وحدة وطنية ضمن جدول زمني مدته عامان، وإجراء انتخابات رئاسية بإشراف الأمم المتحدة.

والسعودية هي أحد أعضاء مجموعة الدول المصغرة حول سوريا، وتدعم قضية الشعب السوري على كافة الصعد، كما تحتضن على أراضيها هيئة التفاوض السورية، إضافة لدعم إغاثي قدمته خلال السنوات الماضية لدعم السوريين النازحين قسريا.

وترفض حكومة أسد وحلفاؤها إيران وروسيا الانصياع لقرارات مجلس الأمن وفق عرقلات عديدة وضعتها في المسار السياسي، إضافة لمتابعة العمليات العسكرية على الأراضي السورية ورفض إيران الخروج من المنطقة، رغم العقوبات الدولية الأمريكية والأوروبية المفروضة على أسد لإجباره على الانصياع للقرارات الدولية، والتي خلفت أزمة اقتصادية غير مسبوقة في مناطق سيطرته.

التعليقات (2)

    ابو هيثم

    ·منذ 3 سنوات أسبوعين
    روسيا جزء من المشكلة ولاتملك حق تمثيل الشعب السوري. إعادة العلاقات مع سوريا يجب أن لا يحدث مع حكومة بشار الفاقد للشرعية. ومن العار اتخاذ ذريعة إعادة اعمار سوريا كسبب لتطبيع العلاقات مع الحكومة الحالية.

    روسي من موسكو

    ·منذ 3 سنوات أسبوعين
    ألم يحين إلى روسيا أن تقتنع بأن الحل حول الخلاص من الكيماوي المعتوه بشار الأسد ومن معه، وأن مصالحها الأهم هي مع واحد مليار من أهل السنة والجماعة و إلا ستنتهي قوتها خلال أعوام قريبة .
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات