تحدَّين الظروف بشكل مذهل.. معلمات يتطوعن لتعليم أكثر من 260 طفلاً بمخيمات شمال إدلب (صور)

تحدَّين الظروف بشكل مذهل.. معلمات يتطوعن لتعليم أكثر من 260 طفلاً بمخيمات شمال إدلب (صور)
قررت مجموعة من المعلمات العمل بشكل تطوعي من أجل تعليم اللغة العربية والقرآن للأطفال الذين يعيشون في مخيمي الغابي وكفرعويد للنازحين بريف إدلب الشمالي، وذلك من ضمن حلقات تعليمية.

وشهدت حلقات التعليم إقبالا كبيرة من قبل الطلاب، حيث لم يمضِ على إنشائها أكثر من شهرين حتى وصل عدد الطلاب إلى 264 طالبا (112 طالبا يدرسون في الحلقة الأولى و152 طالبا في الحلقة الثانية). كما حاولت القائمات على هذه الحلقات التعليمة أيضا تعليم الأمهات "الأميات" الكتابة والقراءة.

وبسبب الأعداد الكبيرة للطلاب واجه الكادر التدريسي المؤلف من 7 معلمات ومعلم ومدير من عدة صعوبات أبرزها: عدم وجود أي دعم مادي لهم أو للطلاب، إضافة إلى صعوبة في تأمين القرطاسية واللوازم المدرسية حيث إن حلقات التدريس تقام بخيمة لا تجاوز 5 أمتار ويتناوب عليها الطلاب، ما اضطر الكادر التدريسي إلى تقسيم الطلاب إلى دفعات لأن المكان ضيق ولا يتسع لجميع الطلاب.

ضعف الإمكانيات

ونظرا لهذه المعاناة وضعف الإمكانيات تطالب المعلمات اللواتي يعملن على نفقتهن الخاصة من المنظمات الإنسانية أن تقوم بتأمين خيم إضافية للطلاب لكي يصبح دوامهن منتظما وأكثر سهولة.

وذكرت المعلمة آمنه عدنان الفرهود لأورينت نت، أنهم لم يتلقوا أي دعم من أحد، موضحة أنها تقوم بتعليم الطلاب قراءة القرآن الكريم واللغة العربية.

وقالت إن أهالي الطلاب لاحظوا الفرق بعد فترة قصيرة من تعليمنا لأطفالهم، مشيرة إلى أن أكثر ما يعانون منه هو ضيق المكان، ومنوهة إلى أن الكادر التدريسي يقوم بعمله بكل جد وإخلاص.

مصاعب كثيرة

من جانبها، قالت المعلمة نازك الإسماعيل إن هدفنا الوحيد هو أن نعلم الطلاب الكتابة والقراءة وحفظ كتاب الله بشكل صحيح، إضافة إلى تعليمهم بعض الأحاديث والأذكار، كما نقوم بدورة محو الأمية للمسنات من النساء.

وأضافت الإسماعيل "نمر بمصاعب كثيرة أثناء إعطاء الدروس بسبب كثرة عدد الطلاب وهناك صعوبات تتعلق بتنقلنا حيث نتنقل من بلدة إلى بلدة على حسابنا".

بدوره، تحدث المعلم "قطب الدين الشيخ محمد" أنه قام مع بعض المعلمات بتشكيل حلقة للتعليم منذ ثلاثة أشهر رغم ضعف الإمكانيات، حيث يتم تحفيظ الطلاب للقرآن الكريم وتعليمهم أحكام التجويد، إضافة إلى تعليمهم الأحرف الأبجدية والكتابة.

ويسود التدهور التعليمي معظم مخيمات الشمال السوري التابعة لمحافظة إدلب، وتختلف هذه المخيمات في مستوى الدعم المقدم من المنظمات الإنسانية، ما أدى إلى توافر مقومات العملية التعليمية في بعض المخيمات، وغيابها بشكل نهائي عن مخيمات أخرى، كما تختلف المدارس فيها بين الإسمنتية والخيام، كما تقوم بعض الأسر النازحة بإرسال أبنائها إلى مدارس بعيدة عن مناطق سكنهم، باعتباره الخيار الوحيد المتاح.

كما أن من أكثر الظواهر ضررا بالتعليم ظاهرة تسرب الطلاب في سن التعليم من مدارسهم، فقد دفع قصف ميليشيا أسد للمدن والبلدات إلى نزوح أعداد كبيرة للعائلات ما جعل متابعة الدراسة للطلاب أمر صعبا وغير متوفر للجميع.

التعليقات (1)

    ياسر منصور

    ·منذ 3 سنوات شهر
    جزاكم الله خيرا لمن درس الأطفال تطوعيا وبارك الله لكم في أولادكم
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات