وزارة الصحة تشترك لأول مرة مع وزارة التموين في تضليل الجوعى في مناطق أسد

وزارة الصحة تشترك لأول مرة مع وزارة التموين في تضليل الجوعى في مناطق أسد
دعت وزارة الصحة في حكومة أسد لتنظيم ما وصفته "ماراثوناً" لمنع السكان من استعمال مادة السكر لمدة أسبوع، وذلك في إطار دعم وزارة التموين لتضليل السكان الجوعى بسبب أزمة اقتصادية غير مسبوقة ومتفاقمة في مناطق سيطرة ميليشيا أسد.

وأشارت الوزارة في بيان على صفحتها إلى أن الماراثون يبدأ الجمعة المقبل بتاريخ 12 آذار الجاري وينتهي في 19 من ذات الشهر، ويهدف لتوعية الناس على أضرار مادة السكر الأبيض وأهمية الابتعاد عنه.

وأوضحت إلى أن الحملة ستنطلق عبر (ماراثون) من مقر وزارة الصحة في ساحة النجمة حتى ساحة الأمويين ويشارك به مجموعة من الأطباء والرياضيين، فيما زعم مسؤول في الوزارة أن "دور الوزارة لا يقتصر على العلاج فقط بل لها الدور الأكبر في التوعية والتثقيف الصحي والوقاية من الأمراض".

ولا تأتي الخطوة في إطار الترفيه والرياضة أو الكرنفالات، وإنما هي حملة حقيقية أطلقتها الوزارة لمساندة وزارة التموين في التغطية على الأزمة الاقتصادية المتفاقمة بشكل كبير في مناطق سيطرة ميليشيا أسد، خاصة مع ارتفاع جنوني لأسعار المواد الأساسية وفقدان بعضها، كالخبز والسكر والطحين والزيوت والمشتقات النفطية وغيرها، في ظل عجز حكومي عن مواجهة الأزمة وإنقاذ الناس من أسوأ أزمة تعصف بالسوريين، ويحاول نظام أسد تحميلها للعقوبات الدولية وشماعات أخرى لا تقنع السكان.

ولاقت حملة وزارة الصحة سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أجمعت معظم التعليقات على أن تلك الخطوة تعتبر تمهيدا لإعلان الحكومة فقدان مادة السكر بشكل كامل من الأسواق أو غلائها مجددا، رغم أن سعر الكيلو الواحد من السكر وصل إلى (2500) ليرة سورية، بينما كان العام الماضي بنحو 300 ليرة.

ورصدت أورينت أبرز التعليقات والتي بدأها سلام ناصر وقال: "صرلي شهرين بلا سكر لازم تكرموني" بينما سأل Ahmad Hasan Salman: "بالتنسيق مع السوريه للتجارة ولا من عندكن"، في حين قال Nour K : "أنتو ريحو حالكن ولا تشغلو بالكن فينا. أسعاركن لحالها عاملة حمية عن كل شي .ال سكر "، وتساءل غسان الخطيب: "الماراثون هادا فيه تباعد مكاني يا وزارة ولا مشغولين بالتوعية من اخطار السكر واخطار سماع سعر كيلو السكر؟ "، فيما تساءل Ayman Atrash: "هي الحملة لحالكن عاملينا ولا منسقين مع التموين وبدكن تمرقولنا خبر او شي شغلة".

أما Anoud Darwish فعلق: "خلص وقت القرارات وصار وقت حملات التوعية، الحملة القادمة ، حفاظاً على سلامة البيئة من الملوثات ولتفادي الامراض التنفسية، ندعوكم لماراثون لمقاطعة المشتقات النفطية"، بينما Grgos Samar قال: "مو ليكون في سكر ببيوت العالم بالاصل الله يفرجها بقا ونرتاح "، وعقلت أيضا Shahd Ammoshah: "بدكن تقطعو السكر يعني بس خجلانين تقولوها علناً؟"، كما كتب Fadi Ãl Issa: "يلي شرب البحر ما رح يغص بالساقية، صرلنا شهرين بلا سكر وقفت على اسبوع"، في حين قالت Safa Solaiman: "بكرى بيعملوا تحدي اسبوع بلا أكل "، أما عبد الوهاب سقاطي فقال: "شكلكن متعاونين مع السورية للتجارة وبدكن تلهطو السكر"، لكن Aghyad ALtalla علق بقوله: "ما في داعي للتحدي كل الشعب فايز، هيك هيك كلن بدون سكر وزيت و مازوت وكهربا وبانزين وصحتن الحمدلله متل الليرة"، في إشارة لليرة السورية المتدهورة.

وتعاني مناطق سيطرة ميليشيا أسد أزمة اقتصادية خانقة وغير مسبوقة متمثلة بانهيار اقتصادي بعد أن خسرت العملة السورية قيمتها أمام العملات الأجنبية، إضافة لأزمة المحروقات التي أرخت بظلالها على جميع قطاعات الحياة من الأفران والمواصلات والصناعة وحتى "المؤسسات الحكومية"، وتمثلت بأزمات طوابير منتشرة في معظم المناطق.

وتفاقم الوضع الاقصادي  بشكل جنوبي خلال الأسبوعين الماضيين مع تدهور جديد لليرة السورية أمام العملات الأجنبية والتي تخطت حاجز (4000) ليرة مقابل الدولار الواحد للمرة الأولى خلال السنوات الماضية، وما تبعه من أزمات انعكست على المواطنين بين غلاء فاحش وبطالة متفشية وعجز شرائي للسكان المرهقين من سياسة أسد خلال العقد الماضي، سيما الفساد المستشري لدى المتنفذين في الميليشيا.

وتشير الوقائع إلى عجز شرائي لدى السوريين في مناطق سيطرة أسد، وذلك من خلال مئات الشكاوى التي توثقها مواقع التواصل الاجتماعي والصور والفيديوهات، فضلا عن مصادر عديدة تنقل تفاصيل الواقع الأليم في تلك المناطق، حيث تحتاج العائلة متوسطة العدد إلى نحو 200 دولار شهريا على أقل تقدير للعيش البسيط،  بينما لا يتجاوز راتب الموظف 10 دولارات، ناهيك عن العائلات التي لا تملك مصادر رزق وغيرها من الفئات المسحوقة.

وخلال الفترة الماضية علت أصوات الموالين لنظام أسد على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب معاناتهم جراء الأزمة الاقتصادية وعجزهم عن تحمل تكاليف الحياة اليومية بكل أطيافها، لكن ميليشيا أسد سارعت لتهديد المشتكين بإجراءات تعسفية واعتقلت عددا منهم وبينهم إعلاميون بارزون، فيما أعلنت روسيا عجزها عن دعم النظام مجددا بسبب وجود عقوبات دولية عليها أيضا، بحسب زعمها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات