مواد كيميائية والجروح تُعالج بالأسيد... شهادات مروعة لمعتقل سابق في السجن العسكري الثالث (البالوني)

مواد كيميائية والجروح تُعالج بالأسيد... شهادات مروعة لمعتقل سابق في السجن العسكري الثالث (البالوني)
تواصل ميليشيات أسد انتهاكاتها بحق السوريين، حيث لم تترك تلك الميليشيات وسيلة أو فرصة لقتل السوريين إلا واستغلتها، وذلك بالاستعانة بحلفائها من الميليشيات التي تدعمها إيران والاحتلال الروسي، الذين أدخلتهم ميليشيات أسد فقط من أجل إبقاء رأسها في سدة الحكم.

 

وفي ظل توجه أنظار العالم إلى (قانون قيصر)، الذي بات تأثيره يظهر جلياً على نظام أسد وحلفائه وحتى الدول التي تتعامل أو تنوي التعامل معه، تمكنت أورينت من الحصول على شهادات جديدة من معتقل سابق، في السجن العسكري الثالث في حمص (البالوني) سيّئ الصيت، والذي يعد من أكبر (مسالخ) آل الأسد، حيث قضى فيه آلاف المعتقلين من السوريين على يد جلادي أسد وزبانيته.

 

تعقيم بـالأسيد 

يقول (إسماعيل أبو هيثم) وهو أحد أبناء مدينة الرستن الذين تم اعتقالهم في السجن العسكري الثالث (البالوني) في حمص لأورينت نت، "تم اعتقالي سنة 2019 خلال توجهي إلى عملي في مديرية البريد بمدينة حمص، حيث قام عناصر الحاجز الموجود على مداخل حمص باعتقالي وتحويلي إلى فرع أمن الدولة بتهمة التواصل مع الإرهابيين، وبعدها تم نقلي إلى السجن البالوني أو (سجن البالونة/السجن الرباعي)، وهناك كانت رحلة الموت بكل تفاصيله، لقد ذقت خلالها أفظع أنواع التعذيب، تعرضت للسحل والركل والضرب والصعق بالكهرباء والكي بالنار والمواد الحارقة".

 

يضيف: "في إحدى الليالي التي لم نكن نعرف تاريخها أو ساعاتها، فُتح باب الزنزانة واقتادوني للتحقيق، كانت ليلة لن أنساها ما حييت، تم سحلي في الممرات وصولاً لغرفة التحقيق، وهناك تناوب 3 عناصر من الطائفة العلوية (عرفتهم من لكنتهم) على ضربي بواسطة عصي وكابلات كهربائية حتى أغمي علي، لأستيقظ بعد رش الماء علي وأنا أئن من شدة الألم، وهنا لاحت الفكرة القذرة في رأس أحدهم بقوله (ميوجعوك الجروح رح عقملك ياهن)، ولم أكن أعرف ما يقصده لحين عودته، قام بوضع ماء على يدي لأبدأ بالصراخ، كان لحمي يحترق ويذوب من جهة الساعد، وأغمي عليّ مرة أخرى وعندما استيقظت وجدت نفسي في المهجع والسجناء من حولي يحاولون علاج الجروح، أخبروني أن ما تم وضعه على يدي هو (أسيد)، وذلك ظاهر من شدة الحرق، وبعد أيام فقدت القدرة على تحريك يدي بشكل كامل.

 

الطبيب الجزّار

وتابع: "انتظرت لحين قدوم طبيب السجن من أجل أن أريه حالتي عله يجد علاجاً لي، لقد كان يحمل لقب (طبيب) بالاسم فقط، أما في الحقيقة فلم يكن إلا كغيره من الزبانية في الداخل، كان كل سجين يحتاج للعلاج، عليه تحمل فصول طقوس التعذيب من الطبيب شخصياً، والتي تتضمن لكمات وصفعات على الرأس والوجه ومختلف مناطق الجسم، ناهيك عن الألفاظ النابية والقذرة التي يوجهها للسجناء خلال فترة علاجهم، ومعتبراً أن العلاج (فرضه القانون عليه ولولا القانون لقتلهم جميعاً)، علماً لا أدري عن أي قانون يتحدث في ظل نظام مجرم".

 

قام الطبيب بحقني بداية بإبرة لا أدري ما بداخلها ولكنني بدأت أحس بإحساس الحرق مرة أخرى، ثم أخبرني بأنه يتوجب عليه قطعها لأن اللحم تعفن، وعندما سمعت ما يقول بدأت أتوسل إليه كي لا يقطع يدي، فوافق وهو يصفعني وقال لي: (معناها إياك تشتكي مرة تانية وتجي بدك تتعالج)، وبعد ما حدث بدأ السجانون يتعمدون ضربي على يدي التي باتت أشبه بـ (المشلولة كلياً) وقد تغير لون اللحم مكان الحرق، وبت أعاني من آلام شديدة تجعل ساعات النوم القليلة عصية علي".

التعذيب بالكيماويات

وفقاً لـ (أبو هيثم) فإن عملية التعذيب بالمواد الكيماوية كان موهبة لدى الجلادين في السجن المذكور، إذ قاموا سابقاً بصب مادة (القطرونة) على المساجين خلال حفلات التعذيب، كما تسبب السجانون بفقدان بصر العديد من السجناء، بعد أن دخلت المواد الكيماوية إلى عيونهم، كما سبق أن تعرض السجناء هناك لسادية إجرامية مطلقة، اعتمدت على وضع السجناء بوضعية الاستلقاء في باحة السجن المعبدة (أيام الصيف الحارقة)، مع جلدهم بالكابلات والخراطيم".

 

عفو عن لا شيء

(أبو هيثم) الذي بات الآن لاجئاً في تركيا وما زال يعالج يده المحترقة حتى الآن ويعاني من مضاعفات ما تعرض له في مسالخ آل الأسد، ذكر في حديثه لأورينت نت أنه "في يوم خروجه أخبروه بأنه مشمول بالعفو وعليه الاستعداد من أجل الخروج، وبدأ بوداع زملائه، إلا أن أحد السجانين صفعه وأخبره أنها كانت مزحة، ثم عاد وصفعه وأخبره بأن الأمر حقيقي، وأنه (لو كان الأمر بيده لأبقاه في الزنزانة مع أمثاله إلى الأبد)".

 

وأضاف: "خرجت من الجحيم وتوجهت إلى منزلي فلم أجد أحداً فيه، وسألت عن زوجتي وأطفالي فأخبروني أنهم تركوا المنزل واتجهوا إلى إدلب، وعلى الفور توجهت مرة أخرى إلى حمص المدينة وركبت الحافلات المتوجهة إلى إدلب، وعلى الرغم من أنني كنت أحمل ورقة تثبت أنني كنت في السجن، إلا أن عناصر الحواجز لم يتركوا فرصة إلا وقاموا بإهانتي لفظياً وجسدياً، لقد كان الشعور الأجمل، لحظة رؤيتي أول حاجز للجيش الحر بريف حماة الشمالي، أحسست حينها أنني تركت الجحيم وخرجت إلى الجنة، إلا أنني تذكرت من بقي هناك ولا أدري إن كانوا سيبقون على قيد الحياة أم لا".

إلى تركيا والعلاج المجاني

يستطرد: "بعد وصولي إلى منزل أقارب زوجتي حيث تقيم مع أولادي، مكثت لنحو شهرين، ثم عبرت الحدود إلى تركيا، وبعد حصولي على (الكملك) توجهت للمشفى ورويت للطبيب المعالج ما حدث ليدي، وقد أبدى اهتماماً كبيراً في العلاج، كما التقيت بوفد أممي ورويت لهم ما حدث معي، وما زلت حتى الآن أعالج يدي التي لم تعد كما كانت رغم كل محاولات العلاج".

التعليقات (2)

    زكريا

    ·منذ 3 سنوات شهر
    النظام السوري و مجرم الحرب بشار الحمار وابوه المدفوس حافظ وكل عائلة الاسد النجسة مسؤولين عن دمار سورية وشعب سورية بكل شيئ وحتى مسؤولين عن دمار دول اخرى كالعراق مثلاً .

    شرروق ابراهيم

    ·منذ 3 سنوات شهر
    ماشاء الله عليكم أورينت لقد طفيتوا السي آي أو معلوماتي أنكم المال لدفع رواتب كادركم فمن أين حصلتم على هذا التقرير الذي يقود البلد إلى ل ا ه اي حرثكم الله
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات