التحالف العربي يردع التجاوزات الحوثية ويفتح ثغرة في حصار مأرب

التحالف العربي يردع التجاوزات الحوثية ويفتح ثغرة في حصار مأرب
تواصل ميليشيا الحوثيين هجماتها العدوانية ضد المنشآت الاقتصادية والمناطق السكنية في الأراضي السعودية، وسط تكثيف عمليات التحالف العربي للتصدي لتلك الهجمات، في وقت تتكبد فيه الميليشيا المدعومة من إيران خسائر كبيرة في المعارك الجارية في مناطق يمنية عدة، وخاصة بعد فشلها في حملة أطقلتها للسيطرة على محافظة مأرب.

آخر تلك الهجمات أعلنت عنها الميليشيا عبر ما يعرف بالناطق الرسمي باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، أمس الأحد، حول استهداف "شركة أرامكو في ميناء رأس التنورة وأهدافا عسكرية أخرى بمنطقة الدمام". في المنطقة الشرقية للسعودية، زاعما أن جماعته نفذت "عملية توازن الردع السادسة الهجومية الواسعة بـ14 طائرة مسيرة و8 صواريخ باليستية".

في حين أعلن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية عن إسقاط 12 طائرة مسيرة أطلقتها ميليشيا الحوثيين على الأراضي السعودية، وتزامنا مع تنفيذ غارات على مواقع الميليشيا خلال معارك عنيفة تشهدها الأراضي اليمنية بين الجيش اليمني والحوثيين، فيما أعلنت القوات السعودية أن دفاعاتها الجوية دمرت صاروخين باليستيين في أجواء منطقة جازان جنوب المملكة ومصدرهما ميليشيا الحوثي.

خطر على التجارة العالمية

واعتبرت وزارة الدفاع السعودية تلك الهجمات بأنها "اعتداء إرهابي جبان استهدف إمدادات وأمن الطاقة العالمي"، وقال مصدر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية إن "إحدى ساحات الخزانات البترولية، في ميناء رأس تنورة، في المنطقة الشرقية، الذي يُعد من أكبر موانئ شحن البترول في العالم، قد تعرضت، لهجومٍ بطائرةٍ مُسيرةٍ دون طيار، قادمة من جهة البحر، مُوضحاً أنه لم ينتج عن محاولة الاستهداف، ولله الحمد، أي إصابات أو خسائر في الأرواح أو الممتلكات".

كما كشف المسؤول السعودي عن "محاولةٍ متعمدة أخرى للاعتداء على مرافق شركة أرامكو السعودية، حيث سقطت، شظايا صاروخٍ باليستي بالقرب من الحي السكني التابع لشركة أرامكو السعودية في مدينة الظهران، الذي يسكنه الآلاف من موظفي الشركة وعائلاتهم، من جنسياتٍ مختلفة".

بدوره قال المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية والتحالف في اليمن، العميد تركي المالكي،  إن "محاولة الاعتداء على إحدى ساحات الخزانات البترولية في ميناء رأس تنورة ومرافق شركة أرامكو السعودية بالظهران اعتداء إرهابي جبان استهدف إمدادات وأمن الطاقة العالمي".

وحذر المسؤول من "تأثير تلك الهجمات الإرهابية على أمن الصادرات البترولية، وحرية التجارة العالمية، وحركة الملاحة البحرية، إضافة لتعريض السواحل والمياه الإقليمية لكوارث بيئية كبرى، يمكن أن تنجم عن تسرّب البترول أو المنتجات البترولية".

من جهتها أكدت السفارة الأمريكية في السعودية التزام بلادها بالدفاع عن السعودية، وقالت على حسابها في تويتر: "التزامنا بالدفاع عن السعودية وأمنها أمر ثابث"، كما حثت رعاياها على توخي الحذر، بعد التفجيرات الإرهابية التي سجلتها المنطقة الشرقية للسعودية وخاصة في الظهران والدمام ومناطق أخرى. 

خسائر وراء الهجمات العدوانية

في غضون ذلك، نفذ التحالف ضربات جوية مكثفة على مواقع الميليشيا داخل الأراضي اليمنية وخاصة في العاصمة صنعاء ومناطق أخرى، معلناً عن تدمير منظومة دفاع جوي للميليشيا في محافظة مأرب، في وقت يدعم التحالف بطائراته العمليات العسكرية التي يخوضها الجيش الوطني لطرد الحوثيين من مأرب.

وبحسب وسائل إعلام يمنية فإن غارات التحالف العربي طالت مواقع عديدة للميليشيا الإيرانية في مأرب ومناطق أخرى من اليمن، حيث وثقت عدسات الناشطين اليمنيين وقوع الغارات وتصاعد الدخان في مواقع الحوثيين المستهدفة، فيما ادعت الميليشيا إسقاط طائرة مسيرة سعودية في محافظة الجوف اليمنية، الأمر الذي لم تعلق عليه السعودية.

واعترف الحوثيون بوقوع 18 غارة للتحالف العربي على مناطق سيطرتهم بمحافظة مأرب، دون الاعتراف بحجم الخسائر الناجمة عن تلك الغارات، لكن الجيش اليمني أشار إلى أن تلك الغارات أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى وتدمير آليات ومواقع عسكرية عديدة للحوثيين.

وتشير المعطيات إلى أن استهداف الحوثيين المكثف للمناطق السعودية بصواريخ باليستية وطائرات ملغمة، جاء بسبب الخسائر الواسعة التي تتكبدها الميليشيا في المعارك الدائرة على الأراضي اليمنية مع الجيش الوطني المدعوم من التحالف العربي، وخاصة في محافظة تعز.

وتعتبر الميليشيا وفق تصريحات رسمية أن استراتيجية استهداف المنشآت النفطية والأماكن المدنية في الأراضي السعودية، يأتي للضغط على الرياض لوقف حربها على مناطق الحوثيين في اليمن، بحسب زعمها.

عمليات مكثفة لطرد الميليشيا

وشهدت مناطق عدة في محافظة مأرب يوم أمس، اشتباكات عنيفة بين الحوثيين والجيش اليمني، بعد تصدي الأخير لمحاولات تسلل لميليشيا الحوثي في مديرية صرواح غرب مأرب عبر استهداف مواقعهم وآلياتهم بالقذائف المدفعية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين خلال الاشتباكات، في ظل حركة نزوح واسعة ومتواصلة للمدنيين جراء هجمات ميليشيا الحوثيين الإيرانية. 

يأتي ذلك مع مواصلة الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية سيطرتهم على مواقع ميليشيا الحوثي في الريف الغربي لمديرية جبل حبشي بمحافظة تعز غرب اليمن، حيث شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة وتركزت في مناطق الطوير والكويحة بمديرية مقبنة التابعة لتعز، وأسفرت عن مقتل عشرات المسلحين من الحوثيين خلال التصدي لهجوم حاولت الميليشيا من خلاله استعادة المواقع التي خسرتها في المحافظة.

وكانت الميليشيا بدأت حملة واسعة للسيطرة على محافظة مأرب خلال الأيام الماضية، لكنها فشلت في تلك الحملة بعد وقوع قواتها المهاجمة "بين فكي كماشة" كما وصفها العميد عبده مجلي، الناطق باسم الجيش اليمني في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط"، مؤكداً أن القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الشعبية تحولوا في العديد من الجبهات في مأرب من الدفاع إلى الهجوم بدعم من التحالف العربي، وأن وضع مأرب مطمئن 100 في المئة.

ولفت عبده مجلي إلى أن الميليشيات الإيرانية بعد تعرضها للهزائم المتلاحقة في مأرب، قامت "بإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة بصورة متواصلة على مدينة مأرب، وعلى السعودية" وأن "الميليشيات الحوثية تدفع بكل أتباعها إلى محارق الموت والدمار بمأرب، خاصة جبهات مراد، صرواح، هيلان، المشجح، الكسارة، والمخدرة".

وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين ميليشيا "عبد الملك الحوثي" المدعومة من إيران، وقوات أخرى تقودها المجموعات المؤيدة للحكومة بدعم من تحالف عسكري تقوده السعودية، منذ سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة قبل حوالي ست سنوات.

وعملت السعودية منذ أكثر من عام على تشكيل الحكومة الجديدة لإنهاء الخلافات والتفرغ لمقاتلة الحوثيين الذين اقتربوا من السيطرة على مأرب، آخر معاقل السلطة شمال اليمن المجاور للمملكة.

وأدى تمرد ميليشيات الحوثي وحربها ضد القوات الموالية للحكومة اليمنية، إلى مقتل عشرات الآلاف معظمهم من المدنيين، فيما بات نحو 80 بالمئة من السكان يعتمدون على الإغاثة الإنسانية وفقا للأمم المتحدة، كما سبب النزاع كذلك بنزوح نحو 3.3 ملايين شخص.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات