نظام أسد يرتكب انتهاكات صارخة بحق أطفال المدارس.. كيف يتلاعب بعقولهم؟

نظام أسد يرتكب انتهاكات صارخة بحق أطفال المدارس.. كيف يتلاعب بعقولهم؟
لم يترك نظام أسد فئة من فئات المجتمع إلا وحاول تسخيرها واستثمارها لخدمة أهدافه ومصالحه، وانطلاقا من هذا التوجه يقوم النظام باستغلال الأطفال في المدارس واستخدامهم كأداة للترويج السياسي ودعاية لبشار الأسد وانتخاباته، ضاربا عرض الحائط ما تنص عليه القوانين والاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية الطفولة، والتي تحظر استغلال الأطفال في أي نشاط سياسي أو حزبي.

ويحاول نظام أسد عبر القائمين على العملية التعليمية انتهاك حقوق الأطفال وغسيل أدمغتهم وتغذيتها بمعتقداته وزرع فكرة أن بشار الأسد (الذي يتحضر لإجراء انتخابات رئاسية هذا العام) هو الحامي الوحيد لسوريا ومنقذها من وضعها الحالي.

تخريب العقول

ويقول المستشار القانوني خالد شهاب الدين لأورينت نت، إن استخدام الأطفال في الدعاية السياسية يعتبر انتهاكاً للاتفاقية الدولية للطفولة التي اتفق عليها عام 1989، مضيفا أن استخدام نظام أسد للأطفال في الأمور السياسية هو انتهاك لحقوق الأطفال والإنسان، وتجرمه كافة القانون الدولية والوطنية. 

وأشار إلى أن المدارس وجدت من أجل تلقي العلم وليس لتحقيق غايات سياسية وتخريب عقول الأطفال والترويج لنظام ما، منوها إلى أن ما نشاهده في المدارس الخاضعة لسيطرة نظام أسد من استغلال للأطفال يمكن تشبيهه بالتجنيد الإجباري في ميليشيا أسد خدمة لبشار الأسد ونظامه.

ولفت شهاب الدين إلى أن أطفال المدارس لم يبلغوا السن القانونية، كما أن عقولهم ما تزال في حالة نمو، وما يقوم به المعلم من تلقينهم بأن بشار الأسد هو الشخص الوحيد الذي يجب أن يحكمهم يؤثر على تفكيرهم وتوجهاتهم ويزرع إيديولوجية معينة في عقولهم قد يكون النظام اتبعها في قتل الشعب السوري من خلال ترويج الكراهية تجاه الآخرين.

وأردف: إن استهداف نظام أسد لفئة الأطفال "الذين لا يحق لهم المشاركة في الانتخابات" يأتي من باب تحضريهم لإطاعة ابنه حافظ لأن الحكم في سوريا أصبح وراثيا لعائلة الأسد لذلك يقوم النظام على تربية الأطفال لزرع فكرة أن هذه العائلة هي المخلص الوحيد للسوريين ولا يوجد بديل عنها. 

وأكد أن المنظمات الدولية التي تعنى بحقوق الطفل وحقوق الإنسان تشاهد ما يحدث للأطفال من انتهاكات صارخة بحقهم واستخدامهم من أجل الترويج لانتخابات الأسد اللاشرعية، ولا بد أن تتحرك لمنع نظام الأسد من استغلال الأطفال، منوها إلى أنه على المنظمات والقانونيين أن يطالبوا المؤسسات الدولية بتجريم هذه الأفعال والنهي عنها.

 نشر ثقافة الكراهية

من جانبه، قال الحقوقي خالد دعبول لأوينت نت إن اتفاقية حقوق الطفل التي دخلت حيّز التنفيذ عام 1990 أوضحت من هم الأطفال، وفندت جميع حقوقهم ومسؤوليات الحكومات والأنظمة تجاههم، وأكدت أن جميع الحقوق المتفق عليها متساوية في الأهمية، ولا يجوز حرمان الأطفال منها بصرف النظر عن دينهم أو أفكارهم أو أشكالهم أو جنسهم ووضعهم المعيشي.

وأضاف أن حق التعليم من أهم حقوق الطفل وقد نصت الاتفاقية على مسؤولية الدول والحكومات بتوجيه تعليم الطفل بما يتناسب مع قدراته وتنمية احترامه للقيم الإنسانية والحريات وثقافة مجتمعه والقيم الوطنية، موضحا أن الأنظمة الدكتاتورية المتسلطة استغلت هذا الجانب للتأثير على الأطفال وتوجيههم بما ينسجم مع فكر الدكتاتور (تحت بند احترام القيم الوطنية)، وهذا الأمر لا يعدو عن كونه تعديا صارخا على حقوق الأطفال لأنه يحرمهم من تلقي التعليم والتربية الصحيحة وفهم القيم الإنسانية والحريات.

وأكد أن ما تقوم به الأنظمة الدكتاتورية ونظام الأسد يؤدي إلى نشر ثقافة الكراهية للآخر ورفضه لدى الأطفال، ويؤدلجهم بما يتوافق مع فكر الدكتاتورية بعيداً عن مفهوم القيم الوطنية والحرية والإنسانية بشكل مطلق. 

وأشار دعبول إلى أن الحالة التي نراها في سوريا اليوم وما يتعرض له الطفل من تعدٍ واستغلال وانتهاك لحريته وحقوقه في تلقي القيم الانسانية وتنمية مواهبه فيها تَعِدّ واضح على حقوقه المقررة لهذا الجانب، ويضاف لذلك انتهاك حقوقه الأخرى التي لا يتسع المجال هنا للبحث في هولها و مقدار الضرر الذي تُلحقه بجيل قادم . 

وأكد أنه على مفوضية حقوق الطفل والمنظمات الدولية التي تُعنى بهذا الجانب رفع تقاريرها دوريا  لمنظمة الأمم المتحدة لحماية الأطفال في مثل هذه الظروف والنزاعات، ورفع الصوت عاليا لحماية الأطفال في سوريا من الاستغلال السياسي الذي يتم بشكل ممنهج ويحرم الطفل من حقه في اللعب والتعليم والحرية والنمو العقلي والجسدي بما يتناسب مع قيم مجتمعه وثقافته وإنسانيته.

لقد تحولت المدارس الواقعة في مناطق يسيطر نظام أسد إلى بؤر لتغذية الطائفية والحقد عبر ما يعرف بمنظمة "طلائع البعث" التي أهدافها وتوجهها يعكس رؤية "حزب البعث"، حيث إن الكراهية الممنهجة لأهل المناطق الثائرة تبناها الموالون من المدرسين بطريقة مقيتة، لا بل مورست تجاه التلاميذ النازحين من مناطق أخرى دمرها نظام أسد وميليشياته.

وبحسب تقرير صدر عن منظمة اليونيسيف مؤخرا فإنّ أكثر من 80% من الأطفال في سوريا تأثروا نتيجة الحرب التي شنّها بشار الأسد على الشعب السوري، وأن نصف أطفال سوريا محرومون من التعليم، بسبب التهجير والقصف والفقر، وأن عددا كبيرا من الأطفال بحاجة إلى دعم وعلاج نفسي.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أدرج في عام 2018 نظام أسد على القائمة السوداء الخاصة بانتهاك حقوق الطفل في الصراعات المسلحة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات