الغارديان: حرب الأسد المستمرة في سوريا تسببت بـ10 كوارث على الأمن العالمي

الغارديان: حرب الأسد المستمرة في سوريا تسببت بـ10 كوارث على الأمن العالمي
خلصت صحيفة الغارديان البريطانية إلى أن عدم إيقاف الحرب المستمرة في سوريا منذ عشر سنوات من قبل المجتمع الدولي والتي بدأها نظام أسد ردا على مطالب السوريين بالديمقراطية والتغيير السياسي أدى إلى عشر نتائج كارثية على الأمن العالمي كله وليس المنطقة فحسب.

وجاء ذلك عبر مقال تحليلي مطول نشره الكاتب والصحفي المخضرم سيمون تيسدال (68 عاما)، اليوم الأحد 7 آذار 2021، بمناسبة مرور عشر سنوات على الثورة السورية أو كما أسماها هو الحرب في سوريا.

وقال الكاتب إن الفشل الملحمي في وقف الحرب المستمرة في سوريا لا يزال له عواقب سلبية أو نتائج كارثية بعيدة المدى على الأمن الدولي والقيم الديمقراطية وسيادة القانون ، وكذلك على المواطنين السوريين.

وبحسب الكاتب فإن تلك النتائج الكارثية تتمثل في  10 أشياء ، نتجت عن تردد الساسة الأمريكيين والأوروبيين والجمهور الغربي في اتخاذ موقف حاسم لوقف الحرب، المستمرة  منذ عشر سنوات.

ورغم أن الكاتب اعتمد في مقاله مصطلح الحرب السورية، غير أنه من خلال الحديث عن تفاصيل الكوارث التي أسفرت عنها، كان حديثه دائما يشير إلى أن نظام الأسد هو المتسبب الأكبر في هذه الحرب وفي الكوارث العشرة وهي:

أولا- معاناة المدنيين

تختلف تقديرات أرواح المدنيين المفقودة منذ آذار 2011 اختلافاً كبيراً ، من حوالي 117  ألفاً إلى 226 ألفاً - لكن النطاق الواسع لميدان القتل الحديث هذا لا جدال فيه.

 وذكرت الأمم المتحدة هذا الشهر أن "عشرات الآلاف من المدنيين المحتجزين تعسفيا في سوريا ما زالوا مختفين قسرا، بينما تعرض آلاف آخرون للتعذيب أو العنف الجنسي أو الموت أثناء الاحتجاز".

ويستمر الكاتب في النقل عن الأمم المتحدة: المدن والاقتصاد في سوريا في حالة خراب. .اثنا عشر مليون شخص يواجهون الجوع. ربما فقدتْ مثل هذه الشخصيات القدرة على الصدمة. 

ولكن السؤال الأخلاقي الأساسي وفق الكاتب والذي لا يزال له أهمية عالمية: لماذا يُسمح باستمرار هذه المذبحة؟

 ثانيا- اللاجئون

نزح أكثر من نصف سكان سوريا خلال الحرب البالغ عددهم 22 مليون نسمة  وحوالي 6.6 مليون في الخارج. والكثير منهم محاصرون في إدلب ، شمال غرب سوريا ، بين قوى معارضة وفريسة للميليشيات الإسلامية. 

وهنا استشهد الكاتب بقول للصحفي المحلي فادي الحلبي إنه إذا شن النظام حملة عسكرية على إدلب ، فستحدث كارثة". 

ليتابع الكاتب أن تدفق اللاجئين إلى قلب الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، أدى إلى تعزيز الأحزاب اليمينية المتطرفة والتحيز ضد المهاجرين، مشيرا إلى أن  الموت الآن يومياً على شواطئ أوروبا، متسائلا مرة أخرى كيف يمكن تحمل هذا؟

ثالثا- الإفلات من العقاب

وفي هذه الكارثة قال الكاتب إن الرئيس بشار الأسد وأعوانه متهمون بمجموعة واسعة من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية... لقد تم استهداف المدنيين وعمال الإنقاذ والعاملين في مجال الصحة والمستشفيات بشكل روتيني (وغير قانوني).

وحمّل الكاتب فشل إحالة بشار الأسد ومجرمي نظامه إلى المحكمة الجنائية الدولية للفيتو الروسي والصيني. 

وعلق أنه رغم بدء التحقيقات مع ممثلين عن نظام الأسد في فرنسا وألمانيا، ومحاكمة أفراد مخابراته، إلا أن الإخفاق في تقديم كبار الجناة إلى العدالة، بما في ذلك الجماعات المعارضة والإسلامية، يستهزئ بالقانون الدولي.

رابعا- الأسلحة كيميائية

إن استخدام النظام المتكرر للأسلحة الكيميائية المحظورة في تحد للمعاهدات العالمية له تداعيات دولية خطيرة، فبعد هجوم سيئ السمعة بغاز السارين في الغوطة عام 2013 ، من المفترض أن الأسد قد سلم ترسانته،  لكن الأمم المتحدة حددت أكثر من 40 هجوما بالأسلحة الكيماوية منذ ذلك الحين. 

لقد أعاقت روسيا التحقيقات مرارا وتكرارا ، بينما تجاهلت الولايات المتحدة "الخطوط الحمراء" الخاصة بها. ونتيجة لذلك ، ضعفت اتفاقية الأسلحة الكيميائية الدولية لعام 1993 بشكل خطير.

خامسا- داعش

ويرى الكاتب أن المستفيد الدائم من الحرب هو داعش ، الذي اجتاح أراضي في سوريا والعراق منذ عام 2014.

 فبينما سحق تحالف دولي داعش في نهاية المطاف، لكن داعش بقي وراء العديد من الهجمات الإرهابية في أوروبا في 2014-2017. 

لقد ألهمت داعش  الجماعات الجهادية المناهضة للغرب في جميع أنحاء العالم ويقال إنها تعيد بناء نفسها في العراق.

 ورأى أن أعضاء داعش من الأسرى مثل شميمة بيغوم المولودة في بريطانيا لايزالون في مأزق قانوني في معسكرات الاعتقال الصحراوية العنيفة.

ويعتقد الكاتب أن  الرد الغربي على عودة داعش مجزأ بشكل خطير.

سادسا- روسيا والولايات المتحدة

شكلت الحرب تحولا واضحا في ميزان القوى في الشرق الأوسط من الولايات المتحدة إلى روسيا.

 بعد رفض باراك أوباما التدخل عسكريا، ملأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فراغ السلطة الذي تلا ذلك في عام 2015 - وربما أنقذ نظام الأسد.

ويجري الكاتب لانتقاد جو بايدن الذي يشكل له ردع الميليشيات الموالية لإيران والجهاديين الهاجس الرئيس ويعتقد أن الوقت فات لإنقاذ سوريا، وهو ما يعتقد الكاتب أنه خطأ كبير، ويرجو لو أن بايدن يراجع ذلك.

سابعا- الربيع العربي

أعربت الدول الغربية في البداية عن تعاطفها مع محاولات الإطاحة بالديكتاتوريين والأنظمة الاستبدادية في تونس والبحرين ومصر وليبيا واليمن وسوريا التي بدأت نهاية عام 2010.

 ولكن مع تحول الأحداث إلى حالة لا يمكن التنبؤ بها وتدخل الإسلاميين تراجع الغرب، وأغلق النافذة التي فتحت لفترة وجيزة على الإصلاح السلمي في العالم العربي.

وبحسب الكاتب إن تراجع الغرب عن دعم الإطاحة بالدكتاتوريين والاستبداد شكل ضربة كبيرة لقضية الديمقراطية في العالم.

ثامنا- تركيا

ويعتبر الكاتب أن عدم دعم القوى الديمقراطية في سوريا ضد الاستبداد والتباطؤ في إيقاف الحرب من قبل أمريكا ودول أوروبا هيّأ الفرصة لتركيا بالتدخل العسكري في سوريا والسيطرة على مناطق حدودية وملاحقة الأكراد والثأر منهم على حد تعبيره.

ويرى أن قضية ردع هجوم النظام على إدلب ومنع المزيد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا وعزيمة داعش سهل المهة على تركيا التي استغلت هذا الأمر أفضل استغلال لزيادة نقوذها بالمنطقة.

 تاسعا- إسرائيل ضد إيران

زادت الحرب السورية من التوتر بين إيران وإسرائيل التي تخشى من حشد ميليشيا الحرس الثوري الإيراني والقوات المسلحة الموالية لطهران في سوريا ولبنان.

 ومن أجل منع ذلك شنت مئات الضربات الجوية على أهداف مرتبطة بإيران هناك ، وحثت الولايات المتحدة على أن تحذو حذوها ردا على الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة في العراق والخليج واليمن.

 بالنسبة لإسرائيل وإيران ، أصبحت سوريا منطقة معركة متقدمة في صراع متعدد الجبهات. 

وهنا ختم كلامه بالقول : إن رفاهية شعب سوريا ليست مصدر قلقهم -أي إيران وإسرائيل- وإنما  ضعفها - أي سوريا- المزمن يناسب كليهما.

عاشرا- فشل الأمم المتحدة

لقد تسبب الإخفاق بإنهاء الحرب في إلحاق أضرار جسيمة بالمؤسسات الدولية.

وعلى وجه الخصوص، فقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مصداقيته بشدة، وكذلك جهود الأمم المتحدة لصنع السلام. 

ومع ذلك ، إذا كان "الخمسة الكبار" في مجلس الأمن الدولي قد أرادوا حقاً وقف النزاع ، فلا شك في أنهم ، بالعمل معاً ، كان بإمكانهم فعل ذلك لكنهم  لم يحاولوا حتى.

وختم بعبارة إن ما فعلوه هو الإرث الأكبر عارا للحرب السورية.

التعليقات (4)

    مواطن سوري

    ·منذ 3 سنوات شهر
    يظهر أن كاتب الغارديان هذا أنه يعمل لصالح نظام الأسد ليخرج علينا ويقول أن عدد الأموات 117 ألف ، والمعلومات تقول أننا دخلنا في عدد المليون الثاني .. غريب ؟؟

    واحد من الناس

    ·منذ 3 سنوات شهر
    الغرب كذاب منافق قارن ماذا فعولوا مع العراق وصدام حسين وكيف لفقوا الأكاذيب لشن دمارهم عليه ويحاكموه على 180واحد حاولوه أغتياله من حلبجه بينما النصيرية العلوية وبشار وأيران والنووي مجازرهم مستمره بالملايين في العراق وسوريا

    واحد من الناس

    ·منذ 3 سنوات شهر
    الملاحظ الغرب يستنكر قتل المسلمين السنه ظاهريا ويبارك سريا..النتيجة..ما نراه حرب عقائدية..حرب عالمية ضد الأسلام السنه لأنه دين صحيح عقلاني مستقيم يهدد وجودهم وفسادهم وها هو يجتاح دولهم ..ولذلك أصطنعوا داعش .كما أصطنعوا 11 سبتمبر وهما بعدتين عن أوامر الأسلام..

    واحد من الناس

    ·منذ 3 سنوات شهر
    بعد أصطناع داعش برروا قتل وتهجير السنه بيد الغرب ويد الشيعه لو كان حزب الله أو أيران تهديد لأسرائيل حقيقة لجيشوا العالم وأولهم الدول العربية كما فعلوا في أفغانستان ضد الروس ولمسحوا أيران ولبنان..لكن شيعة أيران والحزب تمارسان الدور الذي رسمه الغرب بحذافيره.
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات