بعد أن فقد العلويون ثقتهم ببشار: هل سيفك "بابا حافظ" الفقراء من بين أنياب الضباع؟

بعد أن فقد العلويون ثقتهم ببشار: هل سيفك "بابا حافظ" الفقراء من بين أنياب الضباع؟
كثرت في الآونة الأخيرة الدعوات المطالبة لحافظ الأسد بالتدخل من قبره لإيجاد حل للوضع الاقتصادي المتردي في البلاد، بعدما بدأ الجوع يفتك حرفياً بالأهالي في مناطق سيطرة النظام، الذين لم تعد القوة الشرائية للرواتب قادرة حتى على إطعامهم خبزاً "حاف"، فيما شبح المجاعة يلوح للمدنيين بكلتا يديه، خصوصاً بعد انتحار شابين مؤخراً في دمشق نتيجة سوء الأحوال.. دعوات تأتي حصراً عبر صفحات الشبيحة والمؤيدين، مطالبة حافظ بالـ قيام، وكأنه المسيح الذي يقوم من بعد الموت، واصفين إياه بـ "أبا الفقراء".

الشبيحة فقدوا ثقتهم ببشار!

يمكن قراءة هذه المطالبات من أكثر من زاوية، أهمها أن الشبيحة فقدوا ثقتهم بالوريث بشار الأسد، ووجدوا أن مناشداتهم الكثيرة التي وجهوها له قد ذهبت أدراج وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يعر الرئيس الشاب أذناً لجروحهم، وأوضاعهم المأساوية، رغم أنه متابع حثيث لـ "ترندات" السوشال ميديا، وهو الذي حرص أكثر من مرة أن يطل على السوريين عبرها، ليقول بشكل أو بآخر إنه متابع لآخر صيحات التكنولوجيا. أو أن أبا حافظ أصبح كخليفة في قفص بين إيراني وروسي، يقول مثلما يقولان له، ولم يعد يملك لنفسه من الأمر شيئاً، فهو ليس إلا واجهة يمرر عبره الروسي والإيراني مخططاتهما في سوريا. فالأول يريد من تدخله تحسين اقتصاده المتداعي أساساً، وذلك عبر السيطرة على ما تبقى من حقول غاز وفوسفات في داخل البلاد، ولم يضع الأمريكيون عليها يدهم بعد، فضلاً عن جعل أرض العشرة آلاف سنة حقل تجارب لمدى فاعلية الأسلحة الروسية.

أما الإيرانيون- النمر الورقي الذي ينفخون حالياً فيه الروح كي يبتزوا به دول الخليج العربي- الذين كانوا يتداعون قبل أن يأتي الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن وينعشهم بوعوده وقراراته، فهم لا يريدون من سوريا سوى تشييع أهلها، وهذا ما يعلمون عليه بثبات سراً وجهراً، عبر الكثير من الوسائل والأساليب.

عودة ظهور رجال الدين العلويين

بالعودة إلى مطالبة حافظ بالقيام، فهي مع عودة رجال الدين العلويين للظهور والإدلاء بتصريحات تخص بالشأن العام، بعدما كانوا ممنوعين من ذلك، مؤشر على أن هناك موجة تدين جديدة بدأت تظهر لدى الطائفة التي كانت توصف بانها علمانية بالفطرة. يعني من الممكن أن يقول قائل غداً إن قراءة علي الديك للقرآن و"تمشيخ" رامي مخلوف أحد ظواهر الصحوة الإسلامية!

قبل فترة نشر بعض الفنانين الشبيحة صوراً لهم أثناء زيارتهم لقبر حافظ الأسد في القرداحة، وكانت تعليقات بعض المؤيدين على هذه الصور " زيارة مقبولة"! ما يعني أن زيارة قبر حافظ أصبحت من الطقوس الدينية والمناسك التي ينال فاعلها ثواباً إن تقبل الله منه هذه الطاعة، وهذه الزيارة باتت توازي القيام بالعمرة، التي يقول الناس للمعتمرين " عمرة مقبولة"، وهي تضاهي زيارة قبر النبي محمد أو الأولياء الصالحين.

ولكن كيف لمجرم ارتكب أفظع المجازر في حماة وحلب وجسر الشغور وتل الزعتر وغيرها الكثير أن يعتبره البعض ولياً من أولياء الله الصالحين، ويصبح قبره مزاراً! لعمري إنها قمة الكوميديا السوداء.

نداءات منهارة ويائسة! 

 إن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه إزاء هذه النداءات الرمزية المنهارة واليائسة كيف يكون حافظ الأسد أباً للفقراء، وهو الذي عمل جاهداً وبشكل ممنهج على إفقار السوريين، وإلهائهم بأساسيات العيش كالخبز والكهرباء والغاز ووقود التدفئة، كي لا يتذكروا أن في سدة الحكم حاكماً غير شرعي.. إفقار جاء عبر تدمير الصناعات السورية التاريخية والزراعة من خلال ربطهم بمنظمات حزب البعث الفاشلة والفاسدة، وقبل ذلك إضعافهما عقب ما بات يسمى بالتأميم والإصلاح الزراعي، ألم يكن الدولار في بداية استيلاء حافظ على السلطة يساوي ثلاث ليرات، لتبدأ الليرة هبوطها في ظل "أبي الفقراء" حتى وصلت إلى خمسين ليرة مقابل الدولار، والثورة السورية التي قامت بعد موت حافظ بـ 11 سنة اندلعت بالدرجة الأولى في المناطق التي تم إفقارها من قبل أبي الفقراء وابنه، الذي ازداد في عهده فقر السوريين حتى وصل الدولار لأربعة آلاف ليرة.

في المنشور الأخير الذي نشرته شبكة اخبار حمص الأسد 24/24، طالبت حافظ بإنقاذ الفقراء من بين أنياب الضباع، والضباع هم مسؤولو النظام- بدون شك- الذين اغتنوا أثناء الحرب، ويرفعون أسعار المواد الغذائية دون أي رأفة بالشعب الفقير.

على أن تقديس الحكام وإضفاء هالة عليهم ليس غريباً عن مجتمعاتنا، ولكن تقديس حاكم يعرف القريب والبعيد إجرامه وحقده، وما زال شهود وضحايا إجرامه أحياءً، وهو لم يوفر حتى رفاقه الذين صنعوه، فيه الكثير من الغرابة، بل وحتى الاستغباء.

التعليقات (2)

    ليث الشريف

    ·منذ 3 سنوات شهر
    الديانة "العلوية" أو النصيرية الباطنية هي من أكثر الديانات خرافة وغرائبية وديماغوجية لكن الغريب أن أصحابها- مع حبي الشديد لبعضهم الذين ليسوا كذلك- يعتقدون أنفسهم تقدميين وعلمانيين!

    آلاء

    ·منذ 3 سنوات شهر
    يعني شو منتظرين من ناس عندن طاقة وهي الطاقة هي اللي بتبرئ البريئ وبتدين الجاني... اكتبو بس ابو طاقة ع اليوتيوب وشوفو الغرائب
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات