على وقع الانهيار الاقتصادي.. ساحات لبنان تغلي من جديد وتستعيد هتافات ثورتها الأولى (فيديو)

خرجت معظم المدن والبلدات اللبنانية اليوم السبت في مظاهرات عارمة، مرددة شعارات الثورة الأولى وذلك على وقع تردي الأوضاع الاقتصادية والمعاشية في لبنان تمثلت بانهيار جديد لليرة أمام الدولار.

وقالت مراسلة أورينت في بيروت إيلينا بونعمة إن جموعاً غفيرة من اللبنانيين نزلت إلى الشوارع، لتحتج مجددا على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعاشية، على وقع انهيار جديد في سعر صرف الليرة أمام الدولار وصل إلى 10500 ليرة.

وأضافت أن المظاهرة الأبرز خرجت من ساحة رياض الصلح في بيروت باتجاه مبنى وزارة الاقتصاد حيث رددت شعارات الثورة الأولى التي اندلعت نهاية عام 2019، المتمثلة " بالشعب يريد إسقاط النظام".

ولفتت إلى أن مناصري ميليشيا حزب الله وحركة أمل (الثنائي الشيعي الحاكم)، خرجوا بمظاهرات عند جسر الرينغ ببيروت منددة بالواقع الاقتصادي المنهار غير أنهم لم يطالبوا بإسقاط النظام، ومنعوا بعض الصحفيين من التصوير، حيث اعتدوا على مراسلة تلفزيون إم تي في.

وأشارت إلى أن الجيش والقوى الأمنية لم يتدخلوا حتى الآن بأي إجراء ضد المظاهرات، غير أن بعض موالي ميليشيا حزب الله امتطوا درجاتهم النارية وبدؤوا منذ الأمس بإثارة المشاكل في بعض المناطق التي بدأت التجهيز للمظاهرات.

أسوأ أزمة

وتأتي هذه المظاهرات على خلفية أسوأ أزمة اقتصادية يعيشها لبنان في تاريخه الحديث.

ومنذ الأمس طالب البعض بإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وطالب البعض الآخر بالنزول إلى الشارع والاحتجاج، واجتاحت آراء اللبنانيين ودعواتهم للتظاهر موقع "تويتر"،  مستخدمين "هاشتاغ" #لبنان_ينتفض.

وقبل أيام، كسر الدولار الهامش شبه الثابت الذي تراوح بين 8000و 8500 ليرة لبنانية مقابل الدولار الواحد، في الأسابيع الماضية، ليصل إلى 10500.

وكانت السفارة الأمريكية لدى بيروت  قد نفت صحة تقارير إعلامية حول نية الولايات المتحدة لفرض عقوبات على حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، حيث سبق أن ذكرت وكالة "بلومبرغ"، استنادا إلى مصادر خاصة، أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تدرس فرض عقوبات على حاكم مصرف لبنان على خلفية التحقيقات في تحويل أموال إلى الخارج.

وحسب المصادر ناقش مسؤولون في إدارة بايدن إمكانية اتخاذ إجراءات منسقة مع الشركاء الأوروبيين تجاه سلامة الذي يترأس مصرف لبنان منذ 28 عاما، وتمحورت المناقشات حول تجميد أصوله في الخارج والحد من إمكانياته المالية، لكن القرار النهائي بهذا الصدد لم يتخذ بعد.

ومنذ الثلاثاء عادت الاحتجاجات إلى شوارع لبنان، لتبلغ ذروتها اليوم وتطالب بشعار الثورة الأولى الشعب يريد إسقاط النظام.

والأربعاء، أمر الرئيس اللبناني ميشال عون، بفتح تحقيق في أسباب انهيار الليرة، داعيا لإحالة النتائج إلى النيابة العامة.

85 بالمئة 

وعلى  خلفية الانهيار الجديد لليرة اللبنانية، نشرت وسائل إعلام لبنانية تسجيلات مصورة عديدة خلال الساعات الماضية، تظهر تدافع اللبنانيين بشكل غير مسبوق على المتاجر الغذائية في معظم المناطق اللبنانية، ووصل التدافع بين المشترين لاشتباكات بعضها وصلت للضرب بين العشرات، بسبب خلاف على بعض السلع المدعومة حكوميا مثل الحليب والزيت في متجر "تعاونية قاديشا" في مدينة طرابلس، وسط أنباء عن فقدان مادة حليب الأطفال من الأسواق.

وارتفعت أسعار جميع أصناف الوقود، بحيث أصبح البنزين 95 أوكتان: 33,500 ليرة والبنزين 98 أوكتان: 34,500 ليرة والمازوت: 23,400 ليرة والغاز: 25,300 ليرة.

وبهذا الانهيار تكون الليرة اللبنانية خسرت نحو 85 بالمئة من قيمتها في بلد يعتمد بشدة على الواردات، كما أن هذا الانخفاض يجعل الحد الأدنى للأجور في لبنان يبلغ حوالي 68 دولارا في الشهر، وفقاً لوكالة فرانس برس.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات