لماذا تسعى روسيا إلى تدمير قطاع النفط في الشمال السوري الخاضع لتركيا؟

لماذا تسعى روسيا إلى تدمير قطاع النفط في الشمال السوري الخاضع لتركيا؟
في استهداف متكرر لمحطات تصفية الوقود في الشمال السوري ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش التركي والذي غالباً لا تعلق عليه أنقرة، قضى متطوع في الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) وأصيب آخرون بينهم حالات حرجة أثناء محاولة فرق المنظمة إخماد الحرائق الناتجة عن قصف بصواريخ بالستية استهدف المنطقة مساء الجمعة.

وتسبب القصف الجديد بأضرار مادية كبيرة لم تتسبب به الحالات السابقة، بضرب منطقتين تعتبران المراكز الحيوية لنقل وتصفية النفط الخام، هما تجمع صهاريج النقل في قرية الحمران جنوب جرابلس، ومحطات التصفية في ترحين التابعة لمدينة الباب بالقرب من مخيمات ترحين للنازحين السوريين.

خسائر غير مسبوقة

وفقاً للإعلامي في الدفاع المدني أيمن مرحوم، فإن عشرات الصهاريج احترقت بشكل كامل، إضافة لاحتراق وتدمير قرابة 20 محطة تصفية وملاحقها (صوامع لتخزين المازوت والوقود) كانت مليئة بالوقود، الأمر الذي تسبب بالانفجارات الكبيرة وحرائق استمرت لساعات.

وتتجاوز القيمة التقديرية الأولية للخسائر 5 ملايين دولار، بحسب ما أفاد به محمد العدنان، وهو أحد سائقي الصهاريج التي احترقت وتعمل بنقل الوقود الخام (فيول) بين تجمع "الحمران" و"حراقات ترحين" التي استهدفت بالقصف الأخير.

وتتراوح قيمة الصهريج الواحد - كما قال العدنان لأورينت نت - بين 15 و100 ألف دولار، عدا عن كمية الوقود التي يحملها والتي تتراوح أيضاً بين 10 و15 ألف دولار، مشيراً إلى أن ملكيتها تعود لعوائل من المنطقة وتعتبر مصدر رزقها الأساسي.

والجدير بالذكر أن عملية نقل الوقود بين مناطق سيطرة ميليشيا قسد والشمال السوري تمر بعدة مراحل، أولها من منابع النفط إلى آخر حاجز لقسد، ينقل بعدها الوقود بين السيطرتين بصهاريج مهمتها التحرك في هذه المنطقة فقط، ليتم بعدها التعبئة بصهاريج الشمال السوري التي تنقله بدورها إلى المصافي في ترحين، حيث تم استهدافها في نقطة التجمع داخل المناطق المحررة.

وكانت تقارير صحفية، أكدت أن القصف تم بواسطة 5 صواريخ متوسطة المدى أطلقتها ميليشيات أسد من كلية المدفعية بحلب، سقط بعضها جنوب حلب وأخرى وصلت إلى الهدف في ترحين، إضافة لصواريخ "إسكندر" الروسية أطلقتها قوات الاحتلال الروسي من قاعدة حميميم وسقط بعضها أيضاً في قرية الشراشير شرق جبلة، في حين أفادت مصادر محلية وناشطون أن المدفعية التركية في المنطقة ردت على مصدر القصف التابع لميليشيات أسد.

إحراج لأنقرة!

روسيا التي تتحجج في كل قصف تشنه على المناطق المحررة من سيطرة ميليشيات أسد بـ"الإرهابيين والمتطرفين"، وفقاً لوزير الاقتصاد في الحكومة المؤقتة، عبد الحكيم حسين، هدفها "إحراج تركيا" وأنها غير قادرة على حماية الناس والمناطق التي تسيطر عليها في الشمال السوري.

ويؤكد وجه نظر الحسين فيما يتعلق بالرسائل الموجهة لتركيا من هذا الاستهداف ، المحلل الاقتصادي خالد تركاوي، بأن موسكو تريد القول لأنقرة، أن هذه الموارد من حقنا، وهذا ما يمكن استشفافه من اتفاق "القمح" الذي استولت روسيا على صومعتين من الحبوب شرق الفرات لصالح نظام أسد وانعكست على أزمة الخبز في مناطق الأخير، غير مستبعد أن يكون هناك اتفاق ضمني يوحي بأن "القمح والنفط" ليس من حصة تركيا.

مقاربات المحرر والمحتل!

تركاوي لفت في حديثه إلى نقطة هامة تتمثل في "الحوكمة" و"المقارنة" بين الشمال السوري المستقر اقتصادياً ولو بشكل نسبي ومناطق نظام أسد التي تعاني من أزمة اقتصادية وصحية خانقة، وهو ما يمثل "حرجاً" لنظام أسد وحلفائه الروس، الأمر الذي يدفعهم لضرب البنى التحتية الأفضل في الشمال السوري وبالتالي القضاء على "المقارنة والمقاربة" بين المنطقتين.

كذلك يؤكد الوزير الحسين في حديثه لأورينت نت، أن الاستهداف المتكرر لقطاع النفط في الشمال السوري، يدخل في إطار المساعي الروسية للسيطرة على قطاع النفط عموماً، وهو الأمر الذي يتبلور في استماتة موسكو لسلبه من ميليشيا "قسد" شرق الفرات، وأيضاً خلق أزمة وفوضى في الشمال السوري الذي يتمتع بحالة اقتصادية مستقرة على خلاف مناطق نظام أسد، لا سيما توفر المادة النفطية التي تدخل في صناعة كل المواد الأخرى (خبز وغاز وغيرها).

التعليقات (4)

    Sami

    ·منذ 3 سنوات شهر
    وضع شاحنات النفط في ملاجئ...وبعيدة عن بعضها.. لماذا المعارضة لا تأخذ احتياطاتها

    Sami

    ·منذ 3 سنوات شهر
    يمكن للجرافات..ان تؤمن ملاجئ لشاحنات النفط

    Redawan

    ·منذ 3 سنوات شهر
    هناك جنون للنظام على شاحنات النفط الباقية فالأفضل الحذر لجميع شاحنات النفط

    Morad

    ·منذ 3 سنوات شهر
    تعويض المؤسسات الخيرية ..لأصحاب الشاحنات النفطية . بشاحنات جديدة..لتعويض الخسائر..سيخفف على الاهالي
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات