وجاء ذلك على لسان نائب الأمين العام لميليشيا الحزب نعيم قاسم خلال مقابلة على قناة "الميادين" التابعة لإيران، وهي المرة الأولى التي يحمل بها مسؤول في الحزب اللاجئين السوريين سبب الأزمة الاقتصادية.
وأرجع قاسم الأزمة الاقتصادية إلى عدة أسباب منها الفساد على مستوى المسؤولين والعقوبات الأمريكية، وقال إنه "لا ننسى أنّ إرغام لبنان على أن إبقاء النازحين السوريين لديه واحدة من المشاكل الاقتصادية الكبيرة جداً".
وأضاف القيادي أن "مليوناً ونصف مليون نازح يستطيعون العودة إلى سوريا تمنعهم الأمم المتحدة والاتّحاد الأوروبي وأميركا"، معتبراً أن "مسألة النازحين السوريين والضغط الدولي لهما تأثير في الوضع الاقتصادي".
وتتزامن تصريحات القاسم مع غضب في الشارع اللبناني نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتردية ووصول سعر الصرف إلى 10 آلاف ليرة لبنانية للدولار الواحد بسبب ممارسات ما يسمى بـ "محور المقاومة" وحلفائه باستئثار السلطة وتعطيل تشكيل الحكومة والبدء بتطبيق الحلول العاجلة للأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.
وشهدت مدن وبلدات لبنانية أمس، احتجاجات غاضبة تطورت في بعض المناطق لأعمال شغب وتكسير محلات الصرافة وقطع للطرق الرئيسية والفرعية وإشعال الإطارات وحاويات النفايات.
وخلال الأشهر الماضية استخدمت الأحزاب السياسية في لبنان السوريين في الصراع فيما بينها وحمّلتهم مسؤولية الأزمة الاقتصادية في لبنان.
وحاول حزب الله خلال السنوات الماضية الضغط على اللاجئين السوريين للعودة إلى المناطق التي يسيطر عليها نظام أسد، وعمل على تشكيل لجان وفتح مكاتب في 2018 لتسجيل أسماء السوريين إلا أن محاولته باءت بالفشل.
وتعتبر ميليشيا حزب الله وراء تهجير مئات الآلاف من السوريين من منازلهم بعد دعمها لميليشيا أسد في اقتحام المدن والبلدات السورية منذ 2011.
ويحمل لبنان بشكل مستمر أزمته الاقتصادية للاجئين السوريين (وعددهم قرابة المليون ونصف)، من خلال التصريحات الرسمية لمسؤوليه والمصحوبة بتحركات حزبية وحملات عنصرية، تهدف للضغط على اللاجئين إلى مناطق سيطرة حليفهم ميليشيا أسد، رغم أن معظم اللاجئين يستفيدون من مساعدات تقدمها الأمم المتحدة، إلى جانب أعمال حرة يعملون بها.
ويُعتبر جبران باسيل وزير الخارجية اللبناني الأسبق وصهر الرئيس ميشال عون أكثر شخصية معروفة شنّت تصريحات عنصرية ضد السوريين، حيث يُعلق عليهم شماعة عجز وفقر لبنان الاقتصادي وفشله الأمني.
التعليقات (4)