وقال الفرغلي عبر قناته في "تلغرام" إن لـ"هيئة تحرير الشام ثوابت لا تتنازل عنها أبداً، وهي ثوابت قادتها وجنودها وشرعييها على حد سواء".
وحدد الفرغلي سبعة ثوابت وهي "تحكيم شرع الله عز وجل وإعلاء كلمته، وحماية أهل السنة والجماعة بما نستطيعه في إطار ما يسمح به الشرع الحنيف، واتباع وسيلة الجهاد من أجل إعلاء كلمة الله وتحكيم شرعه، عدم رهن جهادنا وقرارنا لغيرنا سواء كان داعما أو غيره".
وتحدث الفرغلي عن شكل الحكم في سوريا وخاصة الحكم الديمقراطي الذي يسعى له السوريون بعد قرابة ستة عقود من حكم الاستبداد تحت حكم آل الأسد.
وقال الفرغلي إن من "ثوابت تحرير الشام عدم سلوك الطرق المنحرفة كالبرلمانات وما شابه من أجل تحقيق هذا الهدف، وعدم إعطاء الدنية في ديننا كالموافقة على حكم ديمقراطي أو علماني والذي لا يختلف أهل العلم بالدين أنه ردة وخروج عن دين الله وشرعه".
وتفرض "هيئة تحرير الشام" سيطرتها على إدلب وريفها وريف حلب الغربي، وتصنف على قوائم الإرهاب في الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي كونها جماعة متشددة وكانت لها علاقات وارتباطات و هي امتداد لـ"جبهة النصرة".
تأسست "جبهة النصرة” في 2012 وكانت تابعة لتنظيم "القاعدة" قبل أن يعلن أبو محمد الجولاني فك ارتباطه بـ"القاعدة" في 2016 وتشكيل ما يسمى "جبهة فتح الشام" التي اندمجت مع "جبهة أنصار الدين” و”جيش السنة” و”لواء الحق” وحركة “نور الدين الزنكي” وتشكيل "هيئة تحرير الشام" في 2017.
وتتهم الهيئة بالتشدد في المناطق التي تسيطر عليها، وصدرت تقارير أممية تتحدث عن ارتكابها جرائم حرب بحق مدنين واعتقال وتعذيب مدنيين وناشطين.
ويأتي ذلك في ظل محاولة تحرير الشام تحسين صورتها أمام الدول الأوروبية لرفعها عن قوائم الإرهاب، إذ ظهر الجولاني مع الصحفي الأمريكي مارتن سميث في إدلب بزي جديد مخالفا لظهوره المتكرر سابقاً.
وقال الشرعي العام في "تحرير الشام" عبد الرحمن عطون، لصحيفة "LETEMPS" السويسرية، في سبتمبر/ أيلول الماضي "إن جماعتنا لا تشكل أي تهديد للغرب، الناس هنا ليسوا مثل أولئك بالرقة في زمن "خليفة" في إشارة منه إلى "تنظيم الدولة الإسلامية".
إقرأ أيضاً:قيادي سابق في "جبهة النصرة" يكشف دور مخابرات أسد بتنقلات زعماء "تحرير الشام"
وأضاف "نحاول حالياً تقديم صورتنا الحقيقية، فالهدف ليس تقديم صورة أكثر سوداوية، أو أكثر جمالاً بل فقط نريد تقديم الصورة الحقيقية للوضع"، حسب تعبيره.
كما طالب رئيس وزراء "حكومة الإنقاذ" التابعة للهيئة علي كيدا عبر لقاء صحفي، الدول الغربية بـ"التطبيع" مع حكومته، وبدء مرحلة جديدة من تأسيس العلاقات الدولية معهم وتوطيدها.
وبحسب الناشط الإعلامي محمود طلحة أبو مجاهد، فإن التصريح يؤكد بدء ظهور الخلاف داخل الهيئة، ويقود التيار الفرغلي على عكس ما يعمل الجولاني لإخراج الهيئة من دائرة التصنيف الإرهابي.
وأشار أبو مجاهد لأورينت نت أن الفرغلي يريد من كلامه زعزعة وتفتيت داخل الهيئة لأن هذا الكلام يرضي الطرف المتشدد داخل الهيئة الذي يعمل الفرغلي على تقويته ويخدم توجهاته ولا يجعلهم يذهبون باتجاه تنظيم "حراس الدين".
التعليقات (15)