لماذا لم يستجب الموالون في اللاذقية لدعوات التظاهر؟

لماذا لم يستجب الموالون في اللاذقية لدعوات التظاهر؟
عدّة دعوات للتظاهر أطلقت في اللاذقية مؤخرا، تبنّتها صفحة على الفيس بوك تدّعي أنها تنشر من اللاذقية وتعمل على فضح فساد النظام، وكانت الاستجابة مساوية للصفر، حيث خلت ساحة دوار هارون في الزمن المحدد من أي متظاهر حتى آدمن الصفحة الداعية.

كما بادر رامي مخلوف ابن خال رئيس النظام بإطلاق دعوة للاحتجاج والتظاهر، لم تلق آذانا صاغية، ولم يسمعها هو نفسه وبقي مختفيا في مكان لا يريد الإفصاح عنه.

لا يعتقدنّ أحد أن هذه الدعوات تقصد المطالبة بإسقاط النظام أو تغييره أو إصلاحه، لا.. إنها دعوات للاحتجاج على الوضع المعيشي ونقص الموارد التموينية والوقود والخدمات، ولن يعلو السقف المعلن عن المطالبة بتغيير مدير هنا أو ربما وزير كحدّ أقصى، ورغم انخفاض هذا السقف إلا أن الدعوات باءت بالفشل الذريع.

يرى متابعون أن حالة الحرمان التي يعيشها قاطنو مناطق سيطرة النظام التي وصلت حدّ الجوع وتفشّي الجريمة والسرقات يجب أن تدفع هؤلاء للنزول إلى الشوارع ورفع الصوت عاليا في وجه النظام الذي يعجز عن تأمين أبسط متطلبات حياتهم من طعام وكهرباء ومياه.

المتابعون يُرجعون عدم خروج هؤلاء الجوعى والمحرومين للتظاهر إلى أسباب كثيرة يذكر بعضها المحامي "م. ط" من اللاذقية، فيشير إلى أن الخوف من الاعتقال والتغيّيب هو المانع الأكبر، "حيث إن النظام اعتاد عدم التهاون مع أي خروج عن نسق الطاعة العمياء والصمت التام، لا سيما من المحسوبين عليه، خصوصا العلويين منهم".

ويضيف المحامي أن اليأس من إحداث تغيّير مهمّ جراء التظاهر يقف عائقا إضافيا في وجه المشاركة في الاحتجاج، رغم أن الغضب يملأ صدور المواطنين لكنه يبقى حبيسا، وقد شهدوا لجوء النظام لقتل المتظاهرين في الثورة السورية بدل الاستجابة لطلباتهم التي لم تكن عصيّة عليه في البداية، قبل أن يتحولوا للمطالبة بإسقاطه، وهم يعيشون اليوم على وقع احتمال البطش بهم بدل تأمين احتياجاتهم وتوفير الخدمات الأساسية لهم.

ويرى أنصار النظام أن عليهم الصبر على الشدّة وتحمّل الجوع، لأن البلد في حالة حرب على "الإرهاب" وترزح تحت وطأة العقوبات الدولية، لكنهم ينتظرون الفرج "سيجد الرئيس لنا حلّا قريبا، لن يتركنا" حسب ما كتب محسن خضور على صفحته الشخصية على الفيس بوك.

إن كان هذا هاجس أبناء الطائفة العلوّية والموالين للأسد من باقي الطوائف، ما الذي يمنع المحسوبين على المعارضة الصامتة في الساحل السوري لا سيما المدن حيث الغالبية السنيّة من الاحتجاج والتظاهر للمطالبة بتوفير الخدمات والطعام دون رفع مستوى الاعتراض إلى الحد الذي يدفع النظام للبطش بهم.

يجيب عن هذا التساؤل أستاذ في علم الاجتماع في جامعة تشرين طلب عدم ذكر اسمه، بأن الموالين والمعارضين معا يشتركون في الخوف من بطش النظام واليأس من الاستجابة لما يطلبون، وهذا يكفي لعدم اشتراكهم في الاحتجاج، غير أن أسبابا إضافية تدفع المحسوبين على المعارضة للتردّد طويلا قبل إظهار أي اعتراض على النظام، وهم الذين دفعوا أثمانا باهظة نتيجة اعتراضهم السابق في بداية الثورة، فمنهم من خسر شبّانا من عائلته قتلا أو اعتقالا أو اختفاء، ومنهم من اضطر لإبعاد الشباب إما إلى الريف الشمالي حيث تسيطر المعارضة أو للهجرة إلى أوروبا في ظروف صعبة عبر البحر، خشية الاعتقال أو القتل.

يقول المختص الاجتماعي "إنهم ببساطة سيتحمّلون ما هم فيه، لا يريدون دفع أثمان إضافية، هذا يكفي برأيهم، على أمل الفرج الذي بدؤوا يرون أنه بات يلوح في الأفق".

يذكر أن مدينة اللاذقية كانت من المدن الأولى التي دخلت الثورة السورية، حيث شهدت مظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف من الشباب المقهورين واعتقل كثير منهم على أيدي الشبيحة وأمن الأسد، ونظّم بعض الشباب العلوي نشاطات فردية اعتراضا على حكم الأسد، لم تتعدّ وريقات كتبوا عليها عبارات مطلبية بما دون رحيل الأسد.

 أما عن احتمال نجاح دعوات قادمة للتظاهر، يستبعد دكتور علم الاجتماع مبادرة الموالين أو المعارضين للمغامرة والخروج في احتجاجات في ظل الأوضاع الحالية التي تشهد تشديدا أمنيا يتزايد مع بروز مثل هذه الدعوات.  

التعليقات (3)

    سعيد

    ·منذ 3 سنوات شهر
    إنهم جبناء منذ خلقهم الله ، لكنهم شجعان في القتل والسلب والنهب ، شجعان في التعفيش والتشليح ، هذا هو دأبهم . ثم هنالك عامل آخر يمنعهم من الخروج والاحتجاج لأنهم يملكون كفايتهم من سرقاتهم للشعب السوري خمسين عاماً

    محمد

    ·منذ 3 سنوات شهر
    هي العقلية المريضة يلي وصلت الثورة لهون مع الاسف

    سام

    ·منذ 3 سنوات شهر
    منافقين كعادتكم..عندما كنا بخير و لا نحسد احدا" على معيشته...عندما كانت سوريا ارض الخير و الكرامه..أبى حقدكم الا بتخريبها..ف نلتم جزاءكم و تشردتم و تشرذمتم كالجرذان...وليس الله بظلام للعبيد
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات