الطارمية العراقية المهددة بالتهجير: توأم "جرف الصخر" السنية.. وهدف ميليشيات إيران المرتقب

الطارمية العراقية المهددة بالتهجير: توأم "جرف الصخر" السنية.. وهدف ميليشيات إيران المرتقب
في نية جديدة لوكلاء إيران لتهجير سكان منطقة جديدة من مناطق السنة في العراق على غرار ما حدث في مدينة "جرف الصخر" إبان الحرب على تنظيم داعش عام 2014، يروج موالو نظام الملالي وأذرعه ووسائل الإعلام الناطقة باسمهم لانتشار التنظيم في منطقة "الطارمية" شمال بغداد.

وكان الإعلامي العراقي أحمد البشير، سلّط الضوء في آخر حلقة من برنامجه الشهير "البشير شو" على ما يحاك لقضاء الطارمية الواقع شمال بغداد بـ50 كم، وربط بين ما يجري للمنطقة وسيناريو تهجير مذهبي وقسري لـ 140 ألفا من سنة العراق من منطقة "جرف الصخر" بحجة محاربة تنظيم داعش عام 2014، آنذاك شنت ميليشيات إيران عملية لتهجير السكان تحت مسمى طائفي حمل اسم "عاشوراء".

وكانت الميليشيات الممولة من إيران إضافة لقوات تابعة لحكومة بغداد بينها طائرات تابعة للأخيرة، شنت هجمات وغارات جوية في المنطقة الأسبوع الفائت لما أسمته "ملاحقة فلول الإرهاب"، عقب اتهامات من الموالين لإيران لأهالي المنطقة بـ"التواطؤ" مع تنظيم داعش، إذ دعا بعضهم بشكل صريح إلى تهجير السكان كما هو الحال في جرف الصخر.

الطارمية وجرف الصخر: الاستراتيجية والتشابه 

تقع منطقة الطارمية جنوب محافظة صلاح الدين وتتبع إداريا لمحافظة بغداد، بينما كانت تابعة لمحافظة صلاح الدين حتى عام 1997، ومؤلفة من قضائين هما المشاهدة والعبايجي، بعدد سكان يتجاوز 50 ألفا قبل عام 2014، وأكثر من 90 ألفا للقضاء بشكل عام.

وتتمير المنطقة - وفقا لمراسل أورينت في بغداد - بموقع استراتيجي، حيث تقع على امتداد نهر دجلة بين بعقوبة والتاجي والضلوعية، التي تربط بين أربع محافظات عراقية هي: بغداد صلاح الدين وديالى والأنبار علاوة عن محاذاته للقواعد الجوية وبوابة بغداد الشمالية.

وتشبه المنطقة في طبيعتها إلى حد كبير منطقة جرف الصخر، التي استولت عليها الميليشيات الإيرانية وحولتها لسجون سرية ومعتقلات للمعارضين ومراكز لزراعة وتجارة الحشيش والمخدرات - وفقاً لمصادر إعلامية عراقية - حيث تمتاز الطارمية بكثرة مزارعها ووجود الكثير من حقول الدواجن وتربية الأسماك، ما يشكل بيئة خصبة وملجأ ومخبأ للميليشيات التي أقامت دويلات مستقلة تدار من إيران (الحرس الثوري) بشكل مباشر كـ"جرف الصخر".

تطويق بغداد

الدعوة لتهجير أهالي الطارمية تأتي بعد أكثر من شهر على هجوم انتحاري مزدوج ضرب  ساحة الطيران المزدحمة وسط العاصمة بغداد وأسفر عن عشرات الضحايا بين قتيل وجريح،  لتعلن مصادر أمنية أن "قاطع الشمال" للتنظيم كان المخطط للعملية الانتحارية، أعقبه مقتل 10 عناصر من ميليشيا "الحشد" بكمين نسب للتنظيم شمال بغداد.

مصدر إعلامي عراقي، رفض الكشف عن هويته، كشف لأورينت نت، أن الهجمة على الطارمية التي في الأساس يتعرض سكانها للقتل على يد داعش، تتزامن مع مساومات مالية لإفراغ سكان منطقة الكفاءات في منطقة الغزالية شمال شرق بغداد، فيما يشبه فرض طوق على العاصمة العراقية من الشمال إلى الجنوب وصولاً إلى جرف الصخر.

ولفت المصدر في حديثه لأورينت إلى أن أهالي الطارمية وعبر وفود من وجهاء المنطقة وشيوخ عشائر، طالبوا رئيس حكومة بغداد مصطفى الكاظمي بإسناد الملف الأمني في المنطقة للجيش، فيما يبدو محاولة لقطع الطريق على الميليشيات الموالية لإيران والحرس الثوري.

توأم القصير السورية

وفقاً لتقارير صحفية عراقية، فإن الدعوات لتهجير سكان منطقة الطارمية يثير المخاوف من سيناريو "جرف الصخر" التي حولتها ميليشيا حزب الله العراقي إلى دويلة مستقلة ومعتقلات سرية ومقرات لتطوير الصواريخ الإيرانية ومواقع لميليشيا "الحرس الثوري"، يحرّم على أي أحد دخولها بما في ذلك حكومة بغداد والقوات التابعة.

ويعيد سيناريو تهجير السنة والتغيير الديموغراقي حول العاصمة العراقية إلى الأذهان حرب الإبادة ضد المدن السورية القريبة من العاصمة دمشق في الزبداني ومضايا ومدينة القصير، حيث هجرّت الميليشيات الإيرانية على رأسها حزب الله اللبناني عشرات آلاف من أهلها ومنعت عودتهم إليها وعملت على تحويلها إلى مخازن لتخزين الصواريخ ومناطق مفتوحة لزراعة الحشيش ومصدر لتوريد المخدرات إلى الدول المجاورة والعالم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات