بعد عقد المليون طن..هل يدفع تجاهل موسكو وطوابير الخبز نظام أسد إلى رفع الدعم؟

بعد عقد المليون طن..هل يدفع تجاهل موسكو وطوابير الخبز نظام أسد إلى رفع الدعم؟
تداولت مواقع موالية لنظام أسد خبر وصول توريدات جديدة من القمح الروسي إلى نظام أسد تنفيذاً لما قيل بأنه إتمام لعقد المليون طن الذي جرى توقيعه بين المؤسسة السورية للحبوب التابعة للنظام وإحدى الشركات الروسية.

وأكد مدير فرع الحبوب بطرطوس حسام سليمان لصحيفة "البعث" الموالية أن شحنات القمح جرى تفريغها في مينائي طرطوس واللاذقية التابعين لسيطرة نظام أسد الأربعاء الماضي، مشيراً أن التوريدات لاتحوي طحيناً "بسبب توفره وعدم الحاجة لاستيراده".

وتأتي الشحنة الروسية الجديدة بعد أيام من الإعلان عن رعاية موسكو لاتفاق "غذائي" بين أنقرة ونظام أسد لنقل جزء من احتياطي الحبوب من صوامع “شركراك” الواقعة في مناطق نبع السلام التابعة لتركيا  إلى مناطق سيطرة النظام في محافظة حلب، حيث سجل اليوم خروج عدد من الشاحنات المحملة بالقمح برفقة دورية روسية من صوامع الشركراك شمال الرقة إلى مناطق تابعة لسيطرة أسد في حلب.

وبحسب إحصائيات سابقة، تحتاج سوريا إلى مليوني طن من القمح الطري، لكن حكومة أسد لم تستطع أن تنتزع من روسيا سوى 700 ألف طن للسوق المحلية، وسط تمنّع عدد من الشركات الروسية عن توريد 450 ألف طن من القمح لنظام أسد، بحسب ماقاله مدير التجارة الخارجية بمؤسسة الحبوب الحكومية، نذير ضبيان في وقت سابق.

وحول ذلك رأى المحلل الاقتصادي يونس الكريم في حديثه لأورينت نت أن الروس باتوا في موضع حرج، خاصة وأن نظام أسد وعبر آلته الإعلامية بات يحمّل روسيا عبء عدم توفيرها للطحين والقمح بذريعة أن روسيا دولة قوية بالقمح وتستطيع مساعدة النظام لكنها فضّلت نزع الاستثمارات السيادية من النظام، وفق تعبير الكريم.

في حين تتمنع روسيا وفق الآلة الإعلامية لنظام أسد عن مساعدته، بحسب  المحلل الاقتصادي، فإن إيران بدأت بالعمل على فتح خط ائتماني للنظام بمقدار ملياري دولار أمريكي، وبواقع شحنة كل 15 يوماً, وعليه، تحرك الروس باتجاه تقاسم صوامع شركراك والتي تخضع لسيطرة ثلاث قوى، فصائل المعارضة السورية وميلشيات أسد وميليشيا "قسد" لتقاسم غلّة الصوامع والمقدرة بخمسة آلاف طن.

من جهة أخرى يعتقد الكريم أن إعلان النظام عن توريدات القمح قد تكون مؤشرات أولية لتخلي نظام أسد عن مسؤولياته تجاه السوريين ورغبته في تحرير الأسعار بعد ارتفاعها الغذائية وضعف القدرة الشرائية، في الوقت ذاته هي محاولة لضبط العامل النفسي لدى السوريين.

وأبدى يونس الكريم استغرابه من تفاقم أزمة الخبز في مناطق سيطرة "قسد" أيضاً على غرار ما يحدث في مناطق سيطرة النظام، وأشار الكريم إلى تفاوضات تجري بين النظام و"قسد" حول تبادل الطحين والقمح بينهما مؤخراً.

وتأتي توريدات القمح المتلاحقة لنظام أسد بالتزامن مع تحذير وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارك لوكوك الخميس الماضي، من فقدان أكثر من نصف السوريين للغذاء "الآمن والمغذّي".

وأشار لوكوك خلال حديثه لأعضاء مجلس الأمن الدولي إلى أن حوالي 60 في المئة من السوريين لايحصلون على غذاء، 4.5 مليون شخص إضافي كانوا "قد انزلقوا إلى هذه الفئة العام الماضي".

وتشهد سوريا أسوأ أزمة غذائية غير مسبوقة على صعيد تأمين رغيف الخبز، إذ عادت طوابير الخبز إلى التزايد أمام المراكز المعتمدة لبيعه في عدد من المدن والبلدات التابعة لسيطرة أسد، وعمد النظام الصيف الماضي إلى رفع أسعار الخبز بنسبة 100% وتقنين بيعه عبر البطاقة الذكية وإسناد استيراد القمح إلى القطاع الخاص.

وشهد موسم بيع القمح المنتج في سوريا العام الماضي تجاذبات بين نظام أسد والإدارة الذاتية حول تحديد كل منها سعر وآلية شراء القمح من الفلاحين.

وسبق لحرائق ضخمة أن التهمت آلاف الدونمات من حقول القمح والشعير الواقعة تحت سيطرة ميليشيات "قسد" صيف العام الماضي ما تسبب في وقوع خسائر كبيرة للمزارعين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات